تعاقبت ِ الصّروفُ على طريقيْ
مكلّلةً سنا فرجٍ بضيقِ
أتتْ تَترى مُلوّعةً ضُلوعيْ
وهاجَ بموجِها تباً رفيقيْ
فوحّدتِ الصّديقَ مَعَ الأعاديْ
وفرّقتِ الشّقيقَ عَن ِ الشقيقِ
فلا أدري صديقيْ مِن شقيقيْ
ولا أدري الشفيقَ مِن َ الصديقِ
فلمْ يبدِ الجميعَ سِوى ظنونٍ
وما عرفَ المذاقَ سِوى الغريقِ
غرقت ُو لم أزلْ أرجو نجاةً
ولم ْيرموا الحبالَ إلى الغريقِ
أَعَنْ جهلٍ تُلاحقنيْ صروفي
أَعَنْ قصدٍ أَعَنْ مكرٍ حقيقيْ
سألت ُالناسَ يا قوميْ فُرادى
نشدتُ الحلّ حتّى جفّ ريقيْ
فقال َخبيرهمْ قدْ لا تعانيْ
إذا نفذَ المحيطُ مِنَ المضيقِ
وقالَ لعلّها فيها شفاءٌ
وقالَ أراكَ في همٍ عميقِ
لأنّك صادقاً خلاً وفياً
صديقاً حافظَ العهدِ الوثيقِ
إذا أمسيت َ في كربٍ شديدٍ
يغورُ الذّنبُ في وادٍ سحيقِ
عليكَ الالتزام لنيلِ علمٍ
بأهل ِ الفكرِ والقلبِ الرقيقِ
رأيتُ طريقه ُ حلُماً جَمِيلاً
كأن ّ الحلمَ من ْ حسٍ حقيقيْ
مَشينا والمسيرُ لألفِ مِيْلٍ
مشينا والسراب ُ غَدا صديقيْ
وفاجئنيْ ولا أدريْ بذنبيْ
ويتركنيْ بمنتصف ِ الطريقِ
فلا أنا قادرٌ أمشيْ وحيداً
ولا هوَ مدركٌ همّيْ وضيقيْ
أقولُ لناقتي صبراً فتكبوْ
يكاد ُ الصّبرُ يهربُ من عروقيْ
وإنّ فِراقها كابوسَ جمرٍ
كأنّ النارَ تُشْعَلُ مِنْ حُروقيْ
ولكنّي شديدٌ في قراريْ
أقاتلُ كُلّمَا يشتدُّ ضيقيْ
خرجت ُ كماردٍ مِن ْ بينِ حزنٍ
و أشعلتُ الغمائمَ منْ بريقيْ
وأبرقت ُ الغيومَ على هموميْ
فأرعدتِ الهمومُ منَ البريقِ
وإذ بالشرِ مُنقلبٌ لخيرٍ
وأنهل ُ كالفراشِ منَ الرحيقِ
وأرستني ْ الرياح ُ لأرضِ خيرٍ
وفي واحاتها كنزٌ العقيقِ
وقد لا يمنعُ الإصرارُ أمراً
وقدْ يتغيرُ القدرُ العتيقِ