ذات يوم كنت وأختي سها نشاهد برنامج الأطفال في غرفة الجلوس، وكانت (زوجة أبي )ترضع أخي الصغير سامح، بينما جلست أختي هدى تلعب بدميتها الشقراء التي أحضرها لها خالها سعيد في عيد ميلادها أول أمس.
أثناء مشاهدتنا البرنامج، استضافت المذيعة طفلة صغيرة حلوة الضفائر، تزين شعرها شرائط من الساتان الأحمر المزركشة بألوان فستانها المليء بالزهور، والورود الخلابة التي شممت رائحة عبيرها تفوح في أجواء غرفتنا الصغيرة من شدة تأثري بجمال الفستان وشرائط الساتان.
تمنيت أن يكون لي فستان مثله، أوشكت دمعتي أن تنساب فوق خدي الذي تلون بحرقة الأمنية هذه، لكنني أمسكت الدمعة بجفوني وأنا أرى زوجة أبي ترمقني بنطرات غريبة، لحظات صمت مرَّت ثقيلة على نفسي طلبت مني بعدها إغلاق التلفزيون، والذهاب إلى غرفتي مع سها لتحفيظها دروسها بحجة أني أكبر منها بعام، وأسبقها بصفٍّ في المدرسة.
التقطت دمعتي بباطن كفي وأنا أغادر المكان إلى غرفتي بصمت. انتظرت سها طويلا.. لم تحضر إلي.. صوت صاحبة الفستان المزهر يعود.. يعلو.. يخترق أذني، وهي تردد أغنية جعلت دموعي تتدفق ساخنة لم أستطع كبح جماحها المتوتر بالحزن والألم.. تسربت ملوحتها إلى فمي.. ألهبت تشققات شفتَي.. هيجتْ أنين روحي، فقررت كتابة مذكراتي كما تكتب صديقتي تالا مذكراتها.
بقلم
زاهية بنت البحر