"مؤنس الأحبة *********"
دخل متسللا إلى البيت على أطراف أصابعه بعد منتصف الليل
رغم شدة شوقه لكل ذرة في البيت وشوقه الجارف لأمه واخوته وو.و.و ...... والده
وتساؤلٌ يدور في نفسه
ترى هل استوحشني ؟ هل اشتاق إلى ؟ وهو كان يعاملني بكل هذه الوحشية
ويريد ان يغير مستقبلي بمحض إرادته و مزاجه؟؟؟؟
المهم أنا الآن في موقف الأقوى فقد دخلت الكلية التي أريد
ساكون طبيبا و ها قد نجحت في ابتدائي وربنا المستعان في الباقي
يسحب قدميه بخفة يفتح باب غرفته التي ما زالت تعبق بأيام الثانوية والامتحانات
بمفتاحه الذي كاد يصدأ من عدم استعماله
"انا لا احب هذه الهندسة الفراغية ما الذي كان سيتعبهم لو اراحونا منها المهم لابد ان احصل فيها الدرجات النهائة حتى احقق اجمل حلم لي الطب"
تعليق كتبه على ورقة تطايرت تحت قدمه من تحت عقب الباب
وتهافتت ذكريات نتيجة الثانوية سريعا على ذاكرته مع نصف خطوة خطاها الي الغرفة وكأن تلك الوريقات كانت مفتاحا لسد من النسيان كان يخزن همها خلفه لينساها حينما حصل على ثاني الدفعة
ووقف والده بشدة لكي يدخل هندسة كمبيوتر بحجة إنها للغة التطور والعصرية وأيضا التميز وكيف وقف كالفارس الذي لم يترجل عن رأيه
في ان يلتحق بكلية الطب وانه ينظر للطبيب المتفوق على انه احسن شخص يداوي الناس ويخفف عنهم و أيضا مكانة مرموقة ومال
دارت رأسه ووضع يده عليها
شيءٌ ما يؤرقه كيف سيقابل أباه؟؟مهما يكن كيف يستطيع ان يكلمه
مرة أخري لا يعرف كيف
المهم أنه نائم الآن
يدخل بقدمه متسللاً يغلق الباب خلفه ثم يفتح المصباح
حمدا لله على سلامتك يا حبيبي صوت أباه
فقد كان ينتظره طوال الليل حتى يملأ شغاف قلبه منه
فقد سافر طوال العام الدراسي وأبى ان ينزل للخصومة التي بينه وبين أبيه
دق قلبه بشدة يريد ان يرمي نفسه في حضنه ولكن ما هذا ؟أهذا ضعف منه لا لا لن يضعف؟
وينمو الشوق في حناياه حتى يزهر للقاء والده يتمنى ان يغسل حضنه شوقه ولكن ......
لا.لا.ليس الآن ينتبه لأبيه
و يتصنع التماسك والذي كان يدل احمرار وجنتيه وارتعاش يديه في السلام وقبل ذلك لمعان عينيه الذكيتين و اللتين كان ابيه يعرف ما فيهما دون ان ينطق على عكس ذلك التماسك تماما
أبي الله يسلمك يصافحه
كيف حالك يا أحمد؟
بخير حال والحمد لله قد نجحت و رفعت رأسك و هاهي الشهادة معي في الحقيبة
ولسان حاله يشي بشيئ من الزهو الخفي يبتسم الأب من تعنته وتمالك نفسه
يريد ان يضمه
يريد ان يشمه
ويريد ان يعتصر ألم فراقه عنه ……… و و
احمد هل كان لك أصحاب في غربتك هذه و أثناء الدراسة؟؟
تململ وحدثته نفسه "ما هذا الرجل سيفتح لي بعد منتصف الليل س و ج"
نعم يا أبي كان لي أصحاب ولكن ليسوا أصدقاء بمعنى الكلمة .. يعني زمالة دراسة وهكذا فقط
ألم تصاحب أحد حتى على الجوال أو الإنترنت مثلا وتراسله؟؟؟؟؟؟؟
يسرح في نفسه مرة أخرى"هذا الرجل كثير السؤال ألم يتعب ويعلم أنني كبرت و أصبحت رجلا لي كل الحق في ان اختار حياتي هل يريد ان يفرض علي حتى من أصاحب ؟"لا حول ولا قوة إلا بالله"؟؟؟ "
نعم يا أبي أنت تعرف ان لي إيميل وووو....... شيء ما خطر بباله
ولكن لماذا تسأل يا أبي؟!!!!!!
لا أبدا يا بني أطمئن عليك وخفت ان تكون عشت الغربة وحدك فالأصدقاء المخلصين يهونون الغربة.
أليس كذلك = وسرد الأب بعض هؤلاء المخلصين الذين أعانوه في غربته عن وطنه =.
نعم يا أبى فقد كان لي صديق احبه حبا لا يعلمه إلا الله
كان يواسيني في غربتي وآنس به في وحشتي
يحس بي عندما افرح ويشعر بحزني فينثر علي من شآبيب عطفه وحنانه وورود رحمته ومودته ليطيٍب خاطري ويظل بي إلي أن يحمل الهم معي ويزيل عني ما أجد من الحزن والهم.
ما كان اسمه يا احمد؟؟
تظهر على قسماته بوادر الغضب والانفعال والضيق ويتململ
معذرة أبي فأنا سأحتفظ باسمه لي فهو سري ولن أقوله لأي أحد مهما كان.
الوالد حتى أنا**** ؟؟؟
حتى أنت يا أبى…
الوالد:آلم يكن اسمه على النت" مؤنس الأحبة"
يرد باندهاش وحيرة :نعم يا أبي كان اسمه كذلك
أو دخلت مرة أخرى على إيميلي؟؟؟؟؟
ألم أحذرك يا أبي ان تفعل؟؟؟؟؟ ألم اقل لك كفى تدخلا في خصوصياتي؟
أنا لم اعد صغيرا يا آبي
أنا أصبحت رجلا الآن
أرجوك يا أبي افهمني قدر ما أصبحت عليه.
يحمر وجهه من شدة الغضب ويضرب جبهته خفيفا ويهم ان يسترسل
يحتويه الوالد ويضع يديه على كتفيه من خلف ويربت عليه ويعتذر
أسف يا احمد آسف ولكن يا حبيبي والله ما دخلت على إيميلك
ولكن قلي هل تحبه؟؟؟؟
يهدأ احمد من ثورته قليلا ويقول : احبه حبا في الله لا يعلمه إلا الله
استثمر الوالد جنات عاطفة احمد الجياشة الوارفة الحنو المثمرة الحب وارد ان يقطف منها
وقد كان
فقال: كان كثيرا ما ينصحك بود أبيك و بر أمك؟
نعم نعم يرددها ويستغرب… لكن أبى كيف عرفت ؟؟؟؟
أنت تقسم انك لم تدخل على الإيميل
احمد أو أحببته فعلا ؟؟؟
نعم والله فهو من احب الناس على البسيطة إلى وهو اخلص صديق لي كان يحبني ويؤنسني ووووووو
يضع الأب يده على فمه
أحمد أنا هو يا بني.....أنا هو. أنا هو
ولكن إيميله ليس إيميلك
الوالد : لقد صنعت لي أخر حتى أستطيع أن أتواصل معك أؤنسك وآنس بك.
واطرق يقول والعبرة تخنقه: ما كنت أستطيع ان أتحمل البعد عنك يا احمد ما كنت أستطيع......
ان تنقطع عني وعن أمك أخبارك هكذا!
يندهش أحمد ويسقط في يديه
وهنا يدرك مقدار الألم الذي سببه لوالده وتعجرفه في معاملته وتصلبه معه بلا مبرر حتى وان كانت وجهة نظره صحيحة فقد تكون وجهة نظر والده اصح منه
وهل في الدنيا إنسان يريده الأب افضل منه إلا ابنه؟
وكيف يمزق عواطفه و إحساسه هو و أمه هكذا رغم انه نشأه نشأة إسلامية ممتازة وهل يقتدي به اخوته في خطأه مع والده الحنون الرحيم هذا ما اشد قسوتي معهم
تغرورق عينا الوالد بدموع الفرحة والرجاء يلونها سماحة غمرت عيون الوالد الحنون ويمد إلى احمد كفه فقط كفه
سامحني يا ولدي فقد قسوت عليك بعض الشيء
ولكن لما كنت أظنه مصلحتك يا ولدي
هل تقبلني صاحب يا أحمد؟!
أنا راض منك بذلك يا بني
فقط اجعلني كصديقك "مؤنس الأحبة"
أو فقط صاحب أو زميل يا بني
اقشعر جسم أحمد وارتمى في حضن والده الراجي مودته وهو0 يتذكر كم كان أباه ودودا حنونا شفوقا في رسائله وتواصله معه على ألنت وكم كان اسعد لحظاته حين يحتضن رسائله يقرأها و يهتبلها ويعيش معها الليالي فتحيلها من ليال عجاف يلونها جفاء الخصومة و الأفكار المرهقة في البعد عن بيته ووالديه إلى واحة خضراء يانعة الثمار من الاخوة والمشاركة والود. فتسري عنه وتسليه وتنسيه محنته .
انه يحس بآلامه ويقرأ أفكاره ألهذه الدرجة عذبتك يا أبي؟ الهذه الدرجة احسست بي ولم اشعر بك؟ ورغم ذلك لم ينقطع عطاؤك ورفدك عني؟ما أقساني يا والدي0
أبي بل أنت صديقي مؤنس يا أبي..
ينظر إليه بعد انتزع رأسه من صدره
بل آنت آبى وصديقي يا اااااااااا أبي
يا أبي .يا حبيبي أنا آسف يا أبي وصديقي
وتنهمر الدموع من عينيه ترطب على قلب أبيه حين تختلط بصدره الموجوع وقد انكشف رداء النوم عنه فاستلذ طعم دموع ابنه ومؤنسه
يعتصره الأب في صدره ويشم شعره ورأسه ويتحسس كل جسده
شيئا ما يخرجه أحمد وسط تأثره ليعطيه لآبيه
تمتد يده الي جيبه أبي تفضل
ما هذا يا حبيبي
هذه وردة كنت أعددتها .........ولكن
يبتسم الوالد الحنون :و الآن ذهبت لكن
يومئ له بذكاء عينيه المبتسمتين الراضيتين : أن نعم"
دمتم مبدعين