سباق الدرج
توقف الأستاذ عن إلقاء محاضرته وقال:
- سنطبق بيانا عمليا.
تطلع الطلبة في وجوه بعضهم البعض وعادوا الى أستاذهم حين سأل:
- من منكم يعرف عدد درجات المبنى؟
احتار الطلبة من السؤال المباغت وقبل أن يتهامسوا تابع الأستاذ:
- اقصد من أسفل مبنى الكلية حتى هذه القاعة ؟
اختلف رد فعل الطلبة بين ساخر ومستغرب ومندهش ومسفه وأنصتوا الى أستاذهم الذي قال :
- حسنا ..هناك ستة وخمسون درجا حتى نصل الى هنا. ..هيا.
نزل الطلبة مع أستاذهم وقد دفعهم الفضول وأسعدهم التخلص من جفاف المحاضرة حتى وصلوا الى مدخل مبنى الكلية ..اصطفوا كعناصر جيش يصغون الى تعليمات قائدهم الذي كان يقول:
- من يصل منكم أولا سأمنحه العلامة التامة في مقرري كمكافأة وسيرسب أخر واحد.ولكن هناك شرط واحد للفائز والخاسر أثناء ارتقائه الدرجات لن يلمس أحدا والخاسر لن يُلمس من احد من لا يرغب فليقف جانبا..وتذكروا الرقيب هو الضمير ..والفائز والخاسر سيتم بالإجماع.
دهش الأستاذ من موافقة الجميع وصعد الدرج بهدوء مقدرا خمسة دقائق لأخر طالب. دخل قاعته وجلس ينتظر دخول الاول .مضت نصف ساعة كاملة حتى شعر الأستاذ بالضيق فخرج يبحث عن طلبته..ولم يدهش لما حدث..
هناك ثلاث روايات لخاتمة الحكاية..
الأولى..عندما خرج الأستاذ من القاعة لم يجد أحدا من الطلبة...كان الجميع قد هرب.
الثانية.. عندما خرج الأستاذ من القاعة وجد الطلبة في صراع فيما بينهم على صعود الدرج..
الثالثة.. تدخل عميد الكلية ومنع هذا السباق الجنوني.