إنّنا في الحقيقة وإن كابرنا، نكادُ نكونُ على الصورة البديعة التي رسمتها في النّص وأسقطتها على سباق أمنياتك، إنّنا ندورُ في دواماتٍ لولا قبَسُ الأملِ وجذوة الإيمان ومعاول العرفان التي نكابِدُ بها هذا الزّمان وتراوحَنا فيه، لقلنا إنّ حياتنا ليست سوى ما رسَمَتْه ريشتُك ببراعة فنّان، كدوّامةٍ لا تنتهي، وسرابٍ لا يرتفعُ في صحراء أمانينا ..
ولكنّنا موقنون أنّ الدّنيا خُلِقَتْ بقَدَرٍ متماسكٍ عالي المرام عظيم المدى، وفيه تٌنالُ الأمانيُّ غلاباً كما قال الشاعرُ الأصيل :
وما نيلُ المطالب بالتمنّي ... ولكن تؤخذُ الدّنيا غلاباً
إنّه يريدُ أنّ الأماني في هذه الدّنيا تؤخذ مُغالبةً وصبراً وسعياً حثيثاً، تُجمَعُ لها سائرُ العدّة التي تُوفّي شرطَ التحقيق. من يقينٍ وأمَلٍ وتفاؤلٍ وإيمانٍ وصبرٍ وسعيٍ وأخذ بجملة الأسباب والسّنن ثمّ أخيرًا التوكّل على ربّ الأماني والأسباب والدّنيا جميعا.
والله لا يُضيعُ سعي الصادقين الموقنين .. وسنَنُه سبحانه لا تتخلّف إذا توفّرت شروطُ تحقّقها.
بوركتم أخي الأديب علي المعشي على هذه اللّوحة الجميلة التي بهتَ صورتها واقعٌ غلاّب ..
تحياتي وتقديري