لقد خيّرتَ الرحيل , إلى أزمنة الفوضى , إلى حيث حانات تبيع عصارة تاريخك خمرة للطواغيت ....
مراكب ليلك الطويل ,ما عادت تحمل جفوني إلى النعاس , كي أراك كما كنت أراك في منامي..أرى الآن في سمائك ,نجوما تجمحُ , أقمارا ترجم بعضها بالنيازك ,
و غيمات تائهة بلا مطر .
و كل ما حولك ,و ما فوقك , صار يجاري عنادك و فوضاك...
رحلت , و تركتنا في برزخك حيث اللاحياة و اللاموت
يقتلنا حاضرك الدامي , و يحيينا أمسك المجيد .. يتكرر موتي فيك و تتجدد حياتي ,و أنا سجين بيتي الصغير على مرمى الانفجارات .
كل العالم قطع علاقته بفوضاك , من باريس إلى لندن ..لقد بنوا سدا منيعا بينك و بينهم ثم سموك : يأجوج و مأجوج ..
حتى حذائي المهترئ قطع علاقتة مع أرصفتك , خوفا على جسدي من رصاصة شاردة لا تعرف وجهتها...
حلمي الكبير , صار من الأشياء المهملة التي أمّها الغبار , و استوطنتها العناكب ...
وطني يموت , و يحيا من جديد .. وطني قادم ..يلوح في الأفق القريب .