أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إنتل تستثمر على أنقاض التطهير العرقي

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سعادة خليل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 50
    المواضيع : 19
    الردود : 50
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي إنتل تستثمر على أنقاض التطهير العرقي

    إِنْتِل تستثمر على أنقاض التطهير العرقي
    الدكتور سعادة خليل

    لقد ذكرت وكالة رويتر للأنباء بتاريخ 24 يوليو 2005 أن الإرهابي شارون، رئيس الوزراء الصهيوني، أبلغ مجلس وزرائه أن رئيس إنتل ومديرها التنفيذي (كريغ باريت) أبلغه بأن شركته تعتزم إقامة مشروع آخر لتصنيع الرقائق الإليكترونية في الكيان الصهيوني وبالتحديد في مستعمرة كريات جات Kiryat Gat في جنوب فلسطين المحتلة وذلك باستثمار قدره 2 بليون دولار أمريكي.

    يعود بنا هذا الخبر إلى بدايات استثمار هذه الشركة في الكيان الصهيوني وقيمة هذا الاستثمار وكيف ساعدت وتساعد على التطهير العرقي في المناطق الفلسطينية.

    إنتل هي أكبر شركة تصنع الرقائق الرئيسة وتسيطر على السوق العالمي في مضمار صناعة المعالجات والرقائق الدقيقة. إنها من أكثر الشركات المؤيدة للكيان الصهيوني حيث أسست وأنشأت مراكز ومصانع إنتاجية في الكيان الصهيوني. تعود بدايات استثمار شركة إنتل إلى السبعينات من القرن السابق وبالتحديد منذ سنة 1974 ومنذ ذلك الوقت وهي تواصل استثماراتها في الكيان الصهيوني وبلغ عدد موظفيها في "إسرائيل" حتى سنة 2000 أربعة آلاف موظف وبلغت صادراتها، على سبيل المثال، من مشروع واحد في مستعمرة كريات جات في اليوم الواحد ما يقرب من ثلاثة ملايين دولار أمريكي أي ما يقرب من بليون دولار سنويا وبلغت صادراتها في السنة الماضية فقط 2 بليون دولار من مشاريعها الإنتاجية في الكيان الصهيوني وهي تخطط لاستثمارات جديدة في هذا العام، كما ورد على لسان رئيس الشركة ومديرها التنفيذي (كريغ باريت)، بحيت تشمل توسيعات في المشاريع القائمة وسيتم تصنيع جزء كبير من رقائق بنتيوم 4 Pentium . وفيما يلي سجل كامل لاستثمار هذه الشركة ومساهماتها في تقدم الكيان الصهيوني في مجال التكنولوجيا لاحقا.

    • في سنة 1974 تم إنشاء أول مركز تطوير وتصميم لصناعات شركة إنتل خارج الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة حيفا.
    • في سنة 1985 بدأت شركة إنتل بتصنيع المعالجات الدقيقة Microprocessors خارج الولايات المتحدة الأمريكية في مستعمرة حار حوتزيم في القدس
    • في سنة 1998 تم شراء ودمج مركز للتطوير والتصميم في القدس
    • في سنة 1999 بدأ المشروع الجديد في كريات جات بتصنيع المعالجات الدقيقة بتقنية 18, مايكرون وكذلك تم افتتاح فرع لمنتجات التطوير الشبكي والاتصالات في مستعمرة أومر القريبة من بئر السبع وتم امتلاك دي إس بي سي DSPC التي تطور أنظمة الرقائق والبرامج التي تستخدم في تصنيع الهواتف الخليوية وتم توجيه نشاطات هذه الشركة في عام 2000 نحو الجيل الثالث الذي يدمج الهواتف الخليوية بوسائل الاتصال المتعددة والإنترنيت وتقوم نفس الشركة بتسويق وبيع الأنظمة المدمجة ASIC المعتمدة على تقنية DSP. ومن عملاء هذه الشركة موتورولا وفيليبس وكينوود وسانيو وشارب.
    • في سنة 2001 تم تأسيس مركز لتطوير المعالجات في مستعمرة ياكوم الذي يصدر من الكيان الصهيوني ما يساوي 1756 مليون دولار أمريكي أي ما يعادل 4,8 مليون دولار يوميا
    • في سنة 2003 تصدرت إنتل قائمة المصدرين في الكيان الصهيوني وبدأت في نفس السنة بتصنيع التقنية الحديثة سنترينو Centrino المتنقلة
    • في سنة 2004 احتفلت شركة إنتل على مرور 30 عاما على إنشائها في الكيان الصهيوني
    • في سنة 2005 أعلنت شركة إنتل العالمية أنها شريكة في شركة أوبلوس تكنولوجي Oplus Technologies, Inc. الرائدة في انتاج مشغلات الفيديو وتقنيات الأجهزة الأخرى كالتلفاز الديجيتال

    ولكن الأهم من ذلك كله هو النشاطات التي ترافق هذه الاستثمارات التي تصب في التعليم العنصري في الكيان الصهيوني وذلك بنقل التكنولوجيا وتوطينها في الكيان الصهيوني. فمثلا قامت شركة إنتل بتأسيس نوادي للكمبيوتر ينتسب إليها الشباب وصغار السن في جميع أنحاء الكيان الصهيوني في كريات جات وفي القدس وفي حيفا. يقوم الشباب بالاطلاع على آخر واحدث التكنولوجيا لتطوير مواهبهم وقدراتهم بإشراف خبراء ومدربين من شركة إنتل.

    وكذلك امتد نشاط إنتل إلى مجال التعليم العنصري فهي تقوم بتدريب المدرسين والمدرسات وكذلك الطلاب والطالبات في جميع أنحاء الكيان الصهيوني على التكنولوجيا وتقدم لأعداد كبيرة منهم البعثات الدراسية والمساعدة المهنية وتطور أيضا إنتل أجهزة وأدوات لدراسة صناعة التكنولوجيا وتستضيف الطلاب في مصانعها ومنشآتها وتزود المدارس والجامعات وتقوم بربط أعمالها بالجامعات إيمانا منها بالعلاقة الوثيقة بين الصناعة والعالم الأكاديمي لنقل المعرفة التكنولوجية وتجهيز المعامل والمختبرات بأحدث الآلات والأجهزة التي يمكن استخدامها في مجال الأبحاث والتطوير التكنولوجي.

    وفي هذا الإطار شملت هذه الخدمات التدربية والتطويرية أكثر من 18000 مدرسا وأكثر من 40000 طالبا بنهاية عام 2004. والمشروع مستمر ومتواصل ليشمل أطفالا في سن الثامنة وحتى السادسة عشرة. يشارك الأطفال من خلال برنامج تعليمي في دراسة خاصة تحسن وتطور قدراتهم التكنولوجية والتفكير النقدي ومهارات التفكير وعمل الفريق. وتم تدريب 28500 طفل حتى نهاية عام 2004 ويهدف نفس البرنامج إلى تدريب 11500 طفل حتى نهاية عام 2005.

    بالإضافة إلى ذلك كله، شركة إنتل هي شريكة في التطهير العرقي بصورة مباشرة وغير مباشرة لإنشاء مشاريعها على أرض فلسطينية تابعة لقرى فلسطينية (عراق المنشية والفالوجة) وما جاورهما من القرى تم تدميرها وطرد سكانها بعد انتهاء حرب 1948 في تحد صارخ للقانون الدولي واتفاقية الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة. لقد بيّن المؤرخ المعروف (ميرون بنفيستني) في كتابه "Sacred Landscape: the Buried History of the Holy Land since 1948” في صفحة 156 قائلا:" إن توقيع اتفاقية الهدنة لم يضع نهاية لسياسة الطرد في إسرائيل. ففي شباط من عام 1949 قامت إسرائيل بطرد من بقي من سكان بلدة الفالوجة وقرية عراق المنشية. أي أنه تم اقتلاع ما يقرب من3000 نسمة من بيوتهم وممتلكاتهم على الرغم من أن إسرائيل تعهدت ضمان بقائهم في قراهم والحفاط الكامل على أمنهم وبيوتهم وممتلكاتهم." وأضاف أيضا في صفحة 318 : "عراق المنشية التي تضم ألفي نسمة وثلاثمائة بيت ومسجدين ومدرسة تم ابتلاعها."

    لقد تم إنجاز الطرد، كما ورد في كتاب المؤرخ الصهيوني (بني موريس) "1948"، بكل وسائل التهديد والتخويف والترويع. لقد تم تدمير مباني القرية (عراق المنشية) وبنى الكيان الصهيوني على أراضيها مستعمرة (كريات جات وشاحار ونيحورا) وتم ترحيل أهالي القرية إلى منطقة الخليل إبان الحكم الأردني. وأقامت إنتل مشاريعها ومنشآتها ومراكزها على أراضي هذه القرية فيما بعد وتكون بذلك قد ساهمت في التطهير العرقي للسكان الأصليين.

    ومما هو جدير بالذكر أن (عراق المنشية والفالوجة) كانتا مسرح حرب 1948 التي قادها جمال عبدالناصر في جنوب فلسطين. وأعتقد جازما أن الكيان الصهيوني قد أقدم على تدمير هاتين القريتين (الفالوجة وعراق المنشية) لدورهما في المقاومة وإحتضانهما لجمال عبدالناصر والجيش المصري واستشهاد البطل أحمد عبدالعزيز في عراق المنشية.

    أسوق هذه المعلومات على سمة التذكير فذكر إن نفعت الذكرى. فهي معلومات قديمة جديدة ولكن لا بأس أن نضعها برسم القارئ العربي لنسأل معا: ما الذي يجعل رئيس شركة إنتل يتصل شخصيا مع سفاح الكيان الصهيوني ليبلغه بنية الاستثمار في الكيان الصهيوني؟ هذا سؤال برسم الحكام والمحكومين في الوطن العربي.

    إن الأمر ليس فيما تفعله إنتل وغيرها من الشركات في الكيان الصهيوني بقدر ما يتعلق بنا نحن العرب. لقد هانت علينا أنفسنا وهانت على الناس واقتنعنا بنصيبنا في هذا العالم الذي لا يتعدى الصفر المكعب. حتى في اقتصاد السوق ولغة المصالح فشلنا فشلا ذريعا. فلماذا لا يهتم العرب على كافة توجهاتهم بمصالحهم ومصالح شعوبهم؟ فإذا لم نرد مقاطعة مثل هذه الشركات، رغم وجود البدائل، التي لا تقيم وزنا للبلاد العربية فعلى الأقل نعمل معها بلغة المصالح ونراعي مصالح أجيالنا. فلم لا نشترط في العقود الشرائية المبرمة مع مثل هذه الشركات كما يشترط الكيان الصهيوني في نقل المعرفة والتكنولوجيا المصاحبة وسبل توطينها؟

  2. #2
    الصورة الرمزية معاذ الديري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : خارج المكان
    العمر : 49
    المشاركات : 3,313
    المواضيع : 133
    الردود : 3313
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    ا خي الكريم ذكرتم الداء وسببه في النهاية . فشكرا لكم لمعلومات غيور.
    ولكن لقد اسمعت لو ناديت حيا ..
    اليس غريبا اننا بعد خمسين سنة ننتظر من الحكام ان يفعلوا شيئا ؟ وكأن التقصير منهم وحدهم .
    ماذا فعلوا لبرغركنغ وكوكا كولا وفورد وغيرها من قبل؟
    الحكام يا سيدي لا يشترون كل مبيعات هذه الشركات ..
    انظر لارقامها في العالم العربي ستجدها في ارتفاع ..

    يؤسفني ان اقول مقولة نزار :
    نحن شعب من عجبين
    كلما تزداد اسرائيل ارهابا وقتلا
    نحن نزداد خمولا .
    عـاقــد الحــاجبــين
    http://m-diri.maktoobblog.com

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد صنديد مستشار الرابطة العلمي
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 992
    المواضيع : 59
    الردود : 992
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    أخي الكريم د. سعادة:

    عندما قرأت موضوعك رغبت أن أعقب عليه بتعقيب ذكرته أنت حرفياً في نهاية مقالك، لذلك لا أرى داعياً للتكرار...

    ليس العيب لا في شركة إنتل و لا في شارون فكلاهما يعمل لصالح الفئة التي ينتمي إليها، و إنما العيب فينا:

    و من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

    و في مثل هذا المثال تجريم للحكام و المسؤولين حصراً و لا ذنب فيه للمحكومين، فالمقاطعة يا سيدي تكون "للبيتزا و الكولا و الشيبس و البارفانات" (و هنا تقع مسؤولية الشعوب) و لا تكون للعلوم و التكنولوجيا....و أنا أرى أنه لو أصبح شارون نفسه هو رئيس شركة إنتل لما وجب علينا مقاطعته.

    يا سيدي حكامنا و مسؤولينا سهلوا دخول كل شيء استهلاكي إلينا جاهزاً مصنعاً و لم يبذلوا أدنى جهد لتسهيل دخول القطاعات الصناعية التي ترفع من شأننا.

    دمت يا أخي بخير.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. فلسطين.. ( لافتة على أنقاض أمة )
    بواسطة سالم بن رزيق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 07-10-2013, 06:25 PM
  2. على أنقاض حب
    بواسطة إيمان رمزي بدران في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 27-01-2011, 05:07 PM
  3. لماذا تصر امريكا على التطهير العرقي لابادة سنّة العراق
    بواسطة مازن عبد الجبار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-10-2008, 02:45 PM
  4. قراءة في كتاب (التطهير العرقي في فلسطين)
    بواسطة سعادة خليل في المنتدى قِرَاءَةٌ فِي كِتَابٍ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-08-2008, 08:40 PM
  5. (( دمعة على أنقاض قرية ))..... رواية
    بواسطة الميمان النجدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-08-2003, 11:17 PM