أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سيريانا: فيلم يفضح الجيو-الاستراتيجية الأمريكية النفطية

  1. #1
    الصورة الرمزية د. سعادة خليل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 50
    المواضيع : 19
    الردود : 50
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي سيريانا: فيلم يفضح الجيو-الاستراتيجية الأمريكية النفطية

    سيريانا: فيلم يفضح الجيو-الاستراتيجية الأمريكية النفطية
    Syriana

    [align=right]لقد أتيح لي مشاهدة فيلمين منذ أسبوع كما شاهدهما الجمهور الأمريكي في الآونة الأخيرة. الأول هو فيلم (ميونيخ) من إخراج ستيفن سبيلبيرغ والذي شارك في كتابته إريك روث والكاتب المسرحي توني كوشنر. وهو فيلم في نظري لا يستحق اللغط الذي دار حوله والإدانة التي جاءته من قبل المنظمات الصهونية وقد جاء ليروج الدعاية الصهيونية. الفيلم لم يخرج عن إطار التفكير الليبرالي الصهيوني. لقد بدأ الفيلم بعملية ميونيخ الشهيرة التي قام بها الفلسطينيون في عام 1972 والمشكوك فيمن قتل الرهائن آنذاك الألمان أم الفلسطينيون. وظل يكرر هذا الحدث خلال الفيلم بين الفينة والأخرى وكأنما الإرهاب الصهيوني جاء للإنتقام والرد على "الإرهاب" الفلسطيني. لقد تجاهل الفليم أس القضية رغم الإشارات التي تشكك في مشروعية وهدف الاغتيالات التي قام بها فريق الاغتيالات وعدم جدواها إلا أن الفيلم عجز عن تقديم القضية بحيادية وهذا شأن المثقفين الصهاينة الذين يشعرون بعقدة الذنب ولكن ليس إلى حد المساس بالثوابت الصهيونية والاحتلال الصهيوني.

    أما الفيلم الآخر هو (سيريانا) لقد جاء أكثر شمولية وأكثر وضوحا وواقعية. لقد عني بالمسرح الأكبر للأحداث أي سياسة الإمبراطورية الأمريكية في العالم. في هذا الفيلم يستكشف المخرج ستيفن غاغان Stephen Gaghan جذور الأزمة الأكبر في القرن الحادي والعشرين وهي أزمة النفط الأمريكي: كيفية الحصول على أسعار رخيصة للنفط والغاز الطبيعي وتعويم الاقتصاد العالمي المسيطر عليه من قبل الشركات العالمية الكبرى والولايات المتحدة الأمريكية منذ عدة عقود. والآن، حسب الفيلم، انتهت الحفلة بانتهاء حقول (الفيل) مثل حقل برقان الكويتي وبدأت شركات النفط ذات المحافظ النقدية المنتفخة بشراء احتياطي شركات أخرى. وبدأ العالم يحلم بالمصادر الحيوية الرخيصة في القرن العشرين.

    ولنفهم الفيلم جيدا، من المهم أن نفهم ونعرف ما يدور في العالم من حولنا اليوم من سياسات ومتغيرات تتربع على ذروتها العولمة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمشاريع التي بصدد التنفيذ في الشرق الأوسط من أجل السيطرة على منابع النفط واحتياطي النفط. إن العالم يستهلك ما يقرب من 80 مليون برميل من النفط يوميا وتحرق الامبراطورية الأمريكية منها ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا. وإذا علمنا أن الولايات المتحدة وصلت إلى القدرة القصوى في إنتاج النفط من حقولها المحلية منذ سنة 1970 حيث كانت تنتج 10 ملايين برميل في اليوم. ومنذ ذلك الوقت بدأت قدرتها الإنتاجية تتناقص حتى وصلت الآن إلى 5 ملايين برميل في اليوم بينما تستهلك 20 مليون برميل في اليوم وتمتلك 28 مليون برميل كاحتياطي استراتيجي وهذا ما يفسر حاجة الولايات المتحدة الماسة للنفط أي أنها تحتاج إلى 15 مليون برميل في اليوم لتعويض النقص في إنتاجها المحلي. وإذا حصل وأن قررت الدول المصدرة للنفط كإيران وفنزويلا مثلا وقف إمداداتها من النفط للولايات المتحدة في الغد فلن يتبقى لديها من النفط والغاز الطبيعي ما يكفي لأربع سنوات فقط.

    ومن هنا عملت وتعمل الشركات النفطية الكبرى وحكومة الولايات المتحدة على حرمان الدول المصدرة للبترول من هذه القدرة أو القوة النفطية، إن جاز التعبير. وفيلم سيريانا جاء ليعبر عن العمل الدؤوب لهذه الشركات مدعومة من حكومة الولايات المتحدة منذ عقود على تأمين السيطرة على احتياطي النفط في العالم كما صور الفيلم ذلك عبر توحيد شركات النفط (شركة كونيكس وكيلين الوهميتين في الفيلم) مع دعم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وكأننا نشاهد أعمال الحكومة الحالية على أرض الواقع ممثلة في فريق بوش وتشيني وكوندي ورمي وبقية العصابة.

    ولا بد لنا إلا أن نفهم أنه تحت غطاء ما بعد 9\11 ( الحرب على الإرهاب)، تقوم الحكوم الأمريكية بشن الحروب المتتابعة للسيطرة على ما يعرف باحتياطي العالم من النفط والغاز الطبيعي. وما أفعانستان والعراق إلا البداية لإحكام السيطرة الجيو-استرتيجية على ما أصبح يطلق عليه الشرق الأوسط الكبير الذي يضم معطم احتياطي النفط في العالم.

    لقد قام جورج كلوني George Clooney بدور بوب بارنز Bob Barnes عميل السي آي إيه المخضرم الذي بدأ مخلصا ومؤمنا بما يقوم به خدمة، في نظره، للسلام العالمي وانتهي به الأمر مشككا غاضبا ونادما عندما اكتشف أن وجوده هو لخدمة رجال الأعمال في وول ستريت Wall Street من أجل زيادة أرباحهم وثرواتهم ولدعم التوسع الإمبريالي بتوظيف أدوات ووسائل متعددة لضمان عقد الصفقات الرابحة مع الحكومات العميلة وذلك بتهريب المخدرات وغسيل الأموال وتهريب الأسلحة وتزوير الإنتخابات والاغتيالات للوصول إلى غايتهم المنشودة ألا وهي السيطرة على احتياطي النفط كما يظهر ذلك جليا في الفيلم فالغاية تبرر الوسيلة.

    وكما يصور الفيلم سيريانا بوضوح من خلال حوار شخصياته أن شركات النفط والحكومة الأمريكية لا يقومون بكل ذلك من أجل جني الأموال والأرباح والثروات فقط وإنما من أجل ضمان الحفاظ على إمدادات النفط التي تحرقه الولايات المتحدة ببذح وإسراف. يحاول المخرج غاغان Gaghan بأسلوب غير مباشر أن يذكر المشاهد الأمريكي بأن عليه واجب تغيير هذه السياسات بمعارضة ما تقوم به الحكومة الأمريكية والشركات النفطية مثل إكسون وهاليبيرتون وغيرهما وإجبارها على الدخول في تغيير جذري للسياسة النفطية واستهلاك الطاقة.

    ولا ننسى أن هناك دولا أخرى تحتاج إلى الطاقة مثل الصين التي بلغ نمو اقتصادها معدل 10% هذا العام وهي تبحث أيضا عن النفط وعلى استعداد لشرائه. وليس من المستبعد أن تقوم حكومات الدول النفطية الفاسدة ببيع النفط لمن يدفع أكثر من أجل ملء جيوبهم وبناء قصورهم واستمرار فسادهم. وافترض الفيلم أيضا أنه إذ ما أراد حاكم ما أن يغير سياسة بلاده مثل أمير إيران (الأمير ناصر) الذي رغب في بيع النفط لمن يدفع أكثر كالصين مثلا من أجل رخاء مجتمعه ومن أجل تنمية الديموقراطية والتسامح والإزدهار لشعبه. فهل يتم تصنيفه إرهابي ويجب التخلص منه؟

    وكما يبين لنا الفيلم سيريانا أن كل الأحداث متصلة مع بعضها البعض حيث نرى رجل الأعمال الذي يعمل في مجال الطاقة بريان وودمان Bryan Woodman الذي قام بدوره مات دامون Matt Damon، والذي ساند جهود (الأمير ناصر) من أجل تأميم حقول النفط في بلده. عندئذ تحول البلد وعمال النفط إلى أصوليين وإرهابيين في نظر الشركات النفطية والحكومة الأمريكية. وكذلك شخصية المحامي بينيت هوليداي Bennet Holiday الذي قام بدوره جيفري رايت Jeffrey Wright مع شخصيات أخرى في الفيلم الذين تتطابق حياتهم وسلوكهم مع حياة وسلوك الكثير الذين هم في مراكز اتخاذ القرار والإدارة في واشنطن.

    من أكبر نقاط ضعف فيلم سيريانا هي أن المخرج لم ينزل إلى مستوى الجمهور من حيث المعلومة. لقد افترض أن الجمهور يعرف أكثر مما ينبغي. وحرص على نسج الأحداث من تجميع خيوط من هنا وهناك في نص سريع يجمع اكثر من دزينة من الشخصيات من أربع قارات مع الافتراض أن الجمهور يعرف الكثير من المعلومات وعن أساليب العمل السياسي والاقتصادي في العالم.

    وبصورة عامة قد يكون هذا الفيلم من أحسن الأفلام التي أخرجتها هوليوود هذا العام. يستحق الفيلم ليس المشاهدة فقط وإنما المشاهدة لعدة مرات ليتسنى فهم الرسالة التي يهدف إليها. إنه بلا شك فيلم يحترم عقل المشاهد ويرتفع بتفكيره حول ما يدور في هذا العالم. وباختصار شديد، إنه فيلم تعليمي لمن يريد أن يعرف الحقيقة.

    د. سعادة خليل
    من واشنطن[/align
    ]

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 25
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم د. سعادة خليل
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    بالفعل كأنه يحكي عن واقعنا الأليم مع النفط العربي المنهوب باقتدار من قبل أقطاب القوة في العالم بل أقطاب السرقة محترفي القرصنة المافيا المنظمة على مستويات عالية والتي تتحكم بخيوطها الحكومة الخفية التي تسير العالم حسب أهوائها الشريرة ومن بيدهم النفط من الأعراب وباقي الأذناب من المسلمين أو المتأسلمين المنافقين هم خير عون لهم من أجل عرض من الدنيا وها هي أمريكا تمتص نفط العراق ودول أخرى تحت عدة مسميات وتدخل البلاد وتقتل العباد الذين يعارضون مشروعها الشرق أوسطي من أجل السيطرة الكاملة على كل ذخائر المسلمين وأملاكهم وعلى كل مداخل ومخارج اقتصادهم بمساندة ومساعدة من إسرائيل ودول كثيرة سيكون لها نصيبا في كل سرقة أو عملية قرصنة وحتى يبقى المسلمون مغيبون عن كل مجريات الأمور التي يريدون لنا الغفلة فيها وتحت رحمة الغرب الأخرق الذي يظن أن الكبوة ستطول وأن الغفوة ليس بعدها صحوة .
    نحن بالفعل خطونا للأمام خطوات مدروسة وغير محسوسة جيدا في الوقت الراهن. ولكن إلى أن نصل لكل ما نريد سيكون هناك آلاف الضحايا عدا عن الخسائر المادية والمعنوية ولكن حتما سنواصل المشوار وقد بدأنا ولا تراجع البتة ويا لهول الخسائر, ستحجب عين الشمس لحظات ثم تشرق من جديد على خير وإسلام عظيم يحمي ما بقي لنا من مقدارات , ويكفي أن يحفظ لنا الدين والأرض والعرض , والرزق على الله .
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه
    أختك في الله خوله
    إبنة الوطن الجريح .

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    اولا"
    أنت تتحفنا بروائع هامة وأن كنت مقل وعلينا ضنين فشكرا" لك أيها الناصح النبيل
    ثانيا"
    وددت من الخطاب الاعلامي العربي لو اتخذ فيلم ميونيخ كعنصر ادانة واثبات لزيف الرؤية
    الفيلم يركز على تهمة الارهاب في تلك الواقعة
    ولكن المهم من هذا تغافل ماحصل من بشاعات صهيونية على انساننا وترابنا الفلسطيني وعنكم خبر المجازر ( صبرا وشاتيلا ) وصولا الى ثورة الحجارة ومحمد درتها
    ولو قارن هذا بذاك أي منصف لوجد الحق في البوق الاعلامي نصيب
    وكما قلت استاذنا
    (وهذا شأن المثقفين الصهاينة الذين يشعرون بعقدة الذنب ولكن ليس إلى حد المساس بالثوابت الصهيونية والاحتلال الصهيوني ) واقول وشأن الاعلام الامريكي الذي يرى الحق بمنظار الزحمة والتشويش في الرؤى التي تضخه الماكنة الدعائية وتبث اباطيلها على انها وقائع وحقائق
    وهنا لازلت لاأعلم هل أن المخرج ستيفن سبيلبيرغ خادع أم مخدوع ؟؟؟

    ثالثا"

    معضلة النفط ورؤية فيلم سيريانا
    كنت قد كتبت قبل سنة مقالة هامة هنا في الواحة
    وعلق الدكتور محمد صنديد انها مقالة متميزة فكريا"
    ولكن
    لم يتسنى للكثير الاطلاع عليها ورفضت بعض الصحف العربية نشرها لي
    اتمنى منكم اعادة قراءتها
    من حيث أني فقير عراقي ( وبرميل نفطي يناطح السبعين دولار)
    وكذا أبي كان فقيرأ ( وبرميل نفطه كان يباع بدولارين)

    للاطلاع هذا العنوان للمقالة

    بوش يقاتل أعداؤه بدنانيرنا



    ممتن لاثراءك يادكتور سعادة ( حفظك الله ) واحتنا المباركة
    وكم هي مواضيعك مفيدة
    فلا تحرمنا مرورك
    الإنسان : موقف

  5. #5
    الصورة الرمزية د. سعادة خليل قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2005
    المشاركات : 50
    المواضيع : 19
    الردود : 50
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أخي العزيز خليل
    شكرا على إطراء قد لا أستحقه فأنت دوما كتاباتك وتعليقاتك الهادفة العميقة تضيف إليّ الكثير. فأنت تضيف معنى على معنى بفهمك الواضح لما يطرح بنقدك المتبصر ولا أنسى تعليقك على مقالي "الإبداع" الذي كان إضافة كبرى. لقد جعلت الأفكار ملموسة في الواقع بتجاربك الثرية.
    بارك الله فيك ولك وسلمت وسلم قلمك المعطاء
    سعادة

المواضيع المتشابهه

  1. خطط الاحسان الاستراتيجية
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-11-2014, 03:57 AM
  2. يا يَاسِريْ يَفضَحُ الإحسَاسُ أسْراري ...
    بواسطة مجذوب العيد المشراوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 04-02-2007, 12:07 PM
  3. عودة الخلافة» تدخل في حسابات أميركا الاستراتيجية وتخطيطها للمستقبل
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-02-2006, 11:09 PM
  4. المقاطعة النفطية والاقتصادية لامريكا والدانمارك وبقية الدول الغازية للعراق هي الحل
    بواسطة مازن عبدالجبار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-02-2006, 10:20 AM
  5. النخيل يفضح كذبة بوش واعوانه
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-12-2003, 09:39 AM