تحية طيبة أيها الأحبة الكرام ...
لا أدرى لماذا أَأْبى مراجعة ما أكتب ، أو إعادة توجيهه مرة أخرى وأجعله خروجًا أوليًا دون الرجوع إليه بالتحرير أو الزيادة أو الحذف ، مع أن يقيني بأنه سيصبح بعد ذلك أفضل ، ولكني أبقيه كما هو وعلى ما خرج وكان .. :)
بوحٌ كما هو .
آالْــحُـــبُّ ،،،
كبذرة شاء قدرك أن تلتقى بها ، حملتها الأرض ، فأثنيت لها جسدك كله ومددت يدك فأخذتها ، ومضيت ...
ثم بحثت عن أنقى وأطهر تراب حتى تواري تلك البذرة فيه ، هكذا ستفعل ، أنت متأكدٌ من ذلك .
وسقيتها ثم ، مشيت عنها ...
وانتظرت الغد لتحمل كومات الأشواق لها ومع ( الماء ) سكبته في وعاء نظيف كما يبدو جميلا وواسعا ...
لم تنم ليلك وأنت تفكر كيف ستصبح تلك البذرة وما شكلها ، وكيف تبدو ، وما اسمها ، كثيرة هي الأسئلة التي تجول في خاطرك .
وأفسح الليل عن بكرة الصباح وزالت خيوط الليل وأشرقت الشمس بثيابها الذهبي ، ثم هممت بالرحيل إليها .
وسرعان ما غادرت المنزل وذهبت إلى مكان التراب الذي دفنت به البذرة التي شاء الله أن تكون قدرك أنت .
فوجدت ذلك الجمال الذي وهبها الله ، فرق لها قلبك وسعد بها ثغرك واتسع لها صدرك ، ففرحت بها وسعدت حتى آخر شعرة في مؤخرة رأسك .
وما زلت تمضي معها الساعات الطوال والأحاديث التي تسعد بها مع نفسك عنها .
وما زلت تمكث معها وتمر حولها ، وإذا بها تكبر وتكبر وتكنّ لك الكثير وتحمل لك الكثير مما وهبها الله فاستطاعت .....
وما زلت تسعد بها وتكون حدها كما تشاء ...
ولعلك تعلم أن الدنيا ملهاة لا تتغير وبني البشر يتغيرون ويتشكلون ويتبادلون الأحاديث ويتناقلون الأخبار وكل ساعة يولد لهم أطفالا فتلهيهم وينشغلون ...
فنسيت أو تناسيت وانشغلت عنها وتركتها ، فذبلت واقتلعها الثوب الأخضر وبدت صفراء قاحلة لا يشتهيها ا أحد مر بها أو رآها أو اشتم رائحتها ..
وكاد أن يمحى آثارها فأضحت كالركام وراها الثرى .
وعاد بك العمر والذكريات في ثنايا اللحظات وبين تحيُّن الفينات فتذكرتها ، وبما آلت نفسك وقتها ، فاستقامت عظامك لتزورها ، ومضيت نحوها .
فلم يجد لها غير آثار ربما بقيت أو تشابهت بها ، فجلست بجانيها جلسة الفاقد الذي رحل قلبه عنك ، وروحه صعدت إلى عنان السماء فتوارت هناك ومضت إلى بارئها ..
تذكر ما مضى وكان ولحظة اللقيا ، والقضاء وقدرك مع تلك البذرة التي زرعتها ..
لكنا تعلمنا منذ الأزل وكما كان يردد أجدادنا وما هو كذلك ، ولو بصيص أمل لا ينقطع ، فالأمل في وجه الله دائمًا وأبدًا فلا استسلام إلا للأمل رغم حشد الآلآم التي توصدت خلف أضلاعنا .
وبقي الأمل الذي يبقى معك وإن فقدت ما فقدت من الأحبة فإنه يبقى معك للأبد ويتوارى معك تحت التراب حين يواريك الثرى .
أن يسقط المطر ويسقى بقايا الزرع أو آثاره فهو ( قضاء وقدر الله ) .
تلك البقايا وتلك الآثار من الماء تحييها من جديد فتعود إلى الحياة كما يشاء الله .
هذا هو القدر وهذا هو الحب .
وكما علمونا أن الحب في الله هو شلال لا يتوقف جريانه .
أحبكم في الله ...
إيْمَـــآن دلــول