تكوَّرَ على نفسِه ضاغطًا قدميْه إلى بطنِه، وقد أخذه خدرٌ لذيذٌ لشعورِه بالدفْء والشبعِ,
فتمتمَ مسبحًا للرحمنِ في خشوعٍ. سمعَ فجأةً دقاتٍ عنيفةً قاسيةً على الجدرانِ, وارتجَ
المكانُ كله كأنه يتعرضُ لزلزالٍ رهيب.
ارتعب ـ حاول التماسك ، لكنّه وجدَ نفسَه يسبحُ منزلقًا حتى انحشرتْ رأسُه في دهليزٍ
ضيقٍ.. كاد أن يختنقَ لولا أن يدين امتدَّتا, فأمسكتا برأسِه وكتفيْه لتشدّه بقوةٍ إلى الخارجِ
لفحتْ أنفَه ووجنتيْه نسمةُ هواءٍ باردة. تألَّم ـ شعرَ بالغربةِ .. حاولَ أن يبكي، لكن صوته
أبى أن يخرجَ .. وإذا بيدٍ تمسكه من قدميْه لتتركَ جسدَه يتأرجحُ في الهواءِ, بينما هوَتْ
اليدُ الأخرى على ظهرِه بضرباتٍ سريعةٍ متتالية.
غضبَ ... صاح صارخًا باكيًا بحرقةٍ وقوةٍ .........
فانطلقت الزغاريد.