تباريح شاعر
يعشق من طرف واحد
نشيد السكون :
أثرثر بين الناس كما يثرثرون ، ويمضغنا صخب الكلمات ، والأفكار والآراء.
ونخرج بقليل من الفرح وكثير من الهم.
يا إلهي لماذا تسكنني الفرحة الغامرة وأنا أقف صامتا أمامها؟
صلابة :
صلبا كنت دائما ، لا تحركني نسمات عابرة ولا رياح عاتية .
يا إلهي ، لماذا اهتز كياني كله وذاب ، حين تسرب إليَّ صوتها من الطرف الآخر من الهاتف؟
غربة ووطن :
قليلا ما ألقيت عصا ترحالي على باب .
فرب غربة أهون عليَّ من أن يطرني هذا الباب .
يا الهي لماذا هي بالذات التي استوقفت ساعة وجداني وثبتت عقاربها بين أناملها ؟
فحطت كل طيوري الخائفة على عتبات كفيها؟
سكن :
نحلق في الآفاق ، نعرف من نعرفه ، نحبهم نكرههم ، نأمن لهم ، نخافهم ، نذكرهم ، ننساهم ..ربما .
يا إلهي لماذا هي ، التي لا ينمحي عنوانها من ذاكرة وجداني كأنني أسكنها منذ زمان بعيد؟
اعتقال مشاعر؟
تسكننا الأفراح والأحزان والذكريات ، والشجون والآمال والآلام.
يا الهي لماذا هذا الدفء العبقري الذي يحتويني بهمسة منها ، تزول بها عني كل مشاعري؟
منادمة :
حين ينام الناس و يغفو القمر، ويهجع الكون وتهدأ الأشياء إلا من دقات ساعة العمر.
ويفرغ كل إلى همه ونفسه ومخاوفه وأحلامه وكوابيسه ،
يا إلهي لماذا تأبى روحها إلا أن تعبث في سكوني ، حين تزورني على وسائد اليقظة الغافية فيحلو معها السهر؟
شذاها :
كتبت القصيدة في زهور شتى عندما سكبن أريجهن في قنينة كلماتي.
يا إلهي لماذا هي دون غيرها ، التي سكبت شذاها في قنينة قلبي؟
فرح :
نفتش عن الفرحة الغائبة ولو في ثقب أرض تسكنه نملة أوشق جدار تملأه أفعى ، أو عين رفيق تلمع بالحب.
يا الهي لماذا استعذب الحزن وأستلذ الشجن , في لحظة البعد عنها حين أشتاقها أكثر؟
احتراق :
نحب الشمس ، ونعشق بهجة النهار ، ودفء الشتاء ، ونبصرها بفرح تحت ظل غمامة صيف .
يا الهي لماذا كل هذه الخوف من أن أقترب من شمسي الساطعة ؟