إخواني الأحباء وأبنائي براعم الواحة الغراء... بعد أن نشرت القصة الأولى بعنوان " رحلة إلى القلب " ها أنذا أقدم لكم القصة الثانية من سلسلة مروان في جسم الإنسان على وعد ـ إن شاء الله ـ بنش السلسلة كاملة لأطفال الواحة.. وبراعمها لعل الله أن ينفع بها من يقرؤها ..
وأرجو من كل من يتكرم بالمرور على كلماتها أن يعطيني رأيه فيما قرأ ويمنحني ماجال بخاطره من أفكار وهو يصاحب بطلها مروان في رحلته... لأستفيد من تعليقاتكم في أعمال مستقبلية بإذن الله ..
إخواني إليكم قصة مروان في زيارة للفم والأسنان
إلى الفم
نَظرَ مروانُ لأَعْلَى فَهالَهُ ما رأَى وأَدْركَ أنَّهُ هالِكٌ لا مَحالةَ فقد وَجدَ بَعضَ الأَزَامِيلِ تهبِطُ عليهِ بِسُرعةٍ غيرِ عاديَّةٍ.. قفزَ مروانُ سرِيعًا وهَبطَ بين سِنَّتَيْنِ مُتباعِدتَيْنِ.. واحْتَمَى بِهما حتَّى هدأَت الحَركةُ تدريجيًّا في الفَمِّ.. وسَكنَتْ حركةُ اللِّسانِ العَنِيفةُ وقَبعَ بين عِظامِ الفَكِّ السُّفلِيِّ في هُدوءٍ..
صَعدَ مَروانُ اللِّسانَ وأخذَ يتجوَّلُ فوقَهُ.. لِيَرى كيفَ يعْملُ هذا العُضوُ الخَطيرُ..
أحسَّ بأشياءَ تَتلمَّسُ قدمَيهِ كأنما تَمتَصُّها.. تعجَّبَ ونظَرَ تحتَ قَدَمَيْهِ فوَجدَ آلافًا مِنَ الفُوَّهاتِ الصَّغِيرةِ التي تَلْعَقُ قدمَيْهِ ففزِعَ مروانُ وقالَ : مَنْ أنتُم؟
قالتْ إِحدَاها : نحنُ بَراعِمُ التَّذوُّقِ.. بفَضلِنا تعرِفُ طعْمَ الطَّعامِ إن كانَ حُلوًا أو مُرًّا.. فَمنْ أنتَ؟
قالَ : أنا مروانُ.. وقدْ جِئْتُ لزيارَةِ الفَمِّ.
صاحتْ إحدَى البراعِمُ بِقُوَّةٍ : اجْرِ بسُرعةٍ يا مروانُ.. نحوَ ذلكَ الجزءِ المُتدلِّي في نِهايةِ الفَمِّ المُسمَّى باللَّهاةِ.. وتَعلَّقْ بِهِ فقَد وَردَتْ إلينا الآنَ إِشَارةٌ منَ المُخِّ بأنَّ هُناكَ طَعامٌ في طريقِهِ إلى الفمِّ..
انطلَقَ مروانُ يعدُو بأقْصَى سُرعَةٍ لدَيهِ.. والبَراعِمُ كُلُّها تدفَعُهُ للخَلْفِ حتَّى يصِلَ إلى نِهايةِ اللِّسَانِ لِيتعلَّقَ باللَّهاةِ..
انفرَجَ الفمُّ رُويدًا رُويدًا.. وتَسَلَّلَ شُعاعُ الضَّوءِ إليهِ فأدْركَ مروانُ أنَّ الطعامَ في طَريقِهِ إلى الفمِّ وأنَّ اللِّسانَ علَى وشَكِ التَّحَرُّكِ وخَوْضِ معركتِهِ العَنيفةِ مِن جديدٍ مع الطَّعامِ.. ظَلَّ يَعْدُو.. وشُعاعُ الضَوءِ يلاحِقُهُ .. نظرَ مَرْوانُ خلفَهُ فرَأى مِلْعقَةً مُحمَّلةً بأصنافٍ منَ الطعامِ على وشكِ أن تُلْقِيَ ما بِها في الفمِّ.. والبَراعِمُ كُلُّها تهتِفُ بِهِ.. تقدَّمْ يا مَرْوانُ سَريعًا وإلا ستَهلَكُ.. تقدَّمْ.. فظَلَّ يعدُو..
بدَأَ اللِّسَانُ يتحَرَّكُ من مَكانهِ حَركاتٍ بطِيئةٍ.. وأَخِيرًا قَفَزَ مروانُ قفْزةً عَاليةً.. تعلَّقَ علَى أثَرِهَا باللَّهاةِ المُتدلِّيةِ في نِهايةِ الفَمِّ.. فصَفَّقَت البَراعِمُ مُحَيِّيةً مَرْوانَ.. وأَلْقَت المِلْعقةُ ما بِها من صُنُوفِ الطَّعامِ في الفمِّ .. فتَقافَزتْ بَراعِمُ التَّذوُّقِ لتَعْرِفَ مَذَاقَ الطعامِ وتُرسِلَهُ في إشارَةٍ سريعَةٍ إلى المخِّ ..
لم يَمْضِ وقتٌ طَويلٌ حتَّى أَعلنَتْ براعِمُ التَّذوقِ جَميعُها بصوْتٍ واحِدٍ "طعامٌ مُمتازٌ " فانهَمَكَ اللِّسانُ والأَسْنانُ واللُّعابُ في العَملِ.. ومروانُ يَرْقبُ ما يَحدُثُ أمامَهُ ..
أَخذَ اللِّسانُ يُلْقِي بالطعامِ يَمينًا ويَسارًا فوقَ الأَسْنانِ المختَلِفةِ لتُقطِّعَه وتُمزِّقَه وتَطحنَهُ.. واندفَعَ اللُّعابُ مِن أَماكِنَ عِدَّةٍ.. وأَخذَ يُخالِطُ الطَّعامَ فيُبلِّلُه ويُحوِّلُه إلى عَجينةٍ طريَّةٍ سَهلَةِ المضْغِ..
قالَ مروانُ مُتعجِّبًا: أيَّتُها اللَّهاةُ.. حدِّثِيني عَمَّا يَجْرِي أَمامِي..
قالَت اللَّهاةُ : يا مروانُ.. اللُّعابُ يخالِطُ الطَّعامَ ويَمْتزِجُ به فيُساعدُ في هضْمِهِ.. وتحليلِهِ.. وجَعْلِهِ ليِّنًا سهلَ المضغِ..
قالَ مروانُ : ومِنْ أين يأْتِي هَذا اللُّعابُ كُلُّه؟!
قالَت اللَّهاةُ : اللُّعابُ يأْتي مِن ثَلاثةِ أَزْواجٍ من الغُدَدِ.. تَقعُ كُلُّها خلفَ الغِشاءِ المُخاطِيِّ المُبطِّنِ للفمِّ.. اثْنَتانِ تحتَ اللِّسانِ.. واثنتانِ تحتَ الفَكِّ السُّفلِيِّ واثنتانِ تَقَعانِ علَى جَانبَي الوَجْهِ أمامَ الأُذُنِ وتُسَمَّيانِ بالغُدَدِ النَّكَفِيَّةِ..
قالَ مروانُ مُتعجبًا : وما وظيفةُ اللُّعابِ؟
قالَت اللَّهاةُ : اللُّعابُ يساعدُ على الهَضْمِ .. ويساعدُ على بَلْعِ الطَّعامِ.. ويجعلُهُ لَينًا طرِيًّا.. سَهْلَ المضْغِ .. ويجعلُكَ تَشعرُ بمذاقِ الطَّعامِ..
كَفَّت اللََّهاةُ فجأةً عَنِ الحديثِ وقالتْ بصَوْتٍ شديدٍ مُحَذِّرٍ : تماسَكْ يا مروانُ فقد ورَدتْ إلىَّ الآنَ إشارَةٌ تُفِيدُ أَنَّ الطَّعامَ علَى وشَكِ الهُبوطِ إلى البُلْعومِ.. ثم المَرِّئِ.. فتَماسَكْ..
ارتفَعَت اللَّهاةُ فجأةً.. وتعلَّقَتْ بسقْفِ الحَلْقِ.. حتى كادَ مروانُ يسقُطُ..
قالَ مروانُ : لِمَ فعلْتِ ذلكَ أيتُها اللَّهاةُ؟
قالَت اللَّهاةُ : أنا أفعلُ ذلكَ كي أُغطِّى فتْحةَ الأَنفِ فلا يصْعدُ الطَّعامُ لأَعلَى إلى التَّجوِيفِ الأَنفِيِّ .. وإنَّما يهْبِطُ لأَسفلَ..
قالَ مروانُ: إنَّكِ إِذنْ تَمنعينَ الهَواءَ عِن الإنسانِ..
قالتْ : أمنَعُ الهواءَ لِلَحظاتٍ.. حتى يَهبطَ الطَّعامُ إلى المرِّئِ..
قالَ مروانُ : ما أَعظمَ هَذا العَملُ أيتُها اللَّهاةُ..
نَظرَ مروانُ حولَهُ فرأَى كُتلةَ الطَّّعامِ الممْضُوغِ مُتَّجهةً نحوَ القَصبةِ الهوائِيَّةِ المفتُوحةِ علَى مِصراعَيْها..
صاحَ مَروانُ: إنَّ الطَّّعامَ يُوشِكُ أن يهْبِطَ في القصبةِ الهوائيةِ ففَتْحَتُها تَسبِقُ فَتحةَ المرِّئِ..
قالَت اللَّهاةُ : انتَظرْ.. وانظِرْ..
انزلقَت كتلةُ الطعامِ الممضوغِ نحوَ القصبةِ الهوائيَّةِ.. فإذا بِعَضلَةٍ مُرتفِعَةٍ مكتوبٍ علَيها " لسانُ المِزْمَارِ " تَهبِطُ لأَسفلَ.. وتُغطِّى فَتحةَ القَصبةِ الهوائيَّةِ.. مِثلَ مَعْبرٍ صَغيرٍ لِتعبُرَ عليه قِطعةُ الطعامِ الممضوغِ فوقَ فُوَّهَةِ القصبةِ الهوائيَّةِ إلى المرِّئِ ثُمَّ إلى المَعِدةِ مباشرةً ..
تَدَلَّتِ اللَّهاةُ.. وَعادَت إلى وَضْعِها.. وكَذلكَ عادَت الحَنجرةُ ولِسانُ المزْمارِ إلى مكانِهما وأَفسحُوا الطَّرِيقَ لِلهَواءِ الـمُندفِعِ عبرَ الأنفِ إلى البُلعومِ ثم القصبةِ الهوائيَّةِ..
قالَ مروانُ : سبحانَ اللهِ!!
قالَت اللَّهاةُ : لو مَرَّ الطعامُ في غَيْرِ طريقِهِ المرسومِ لَهُ عَبْرَ المرِّئِ إلى القصبةِ الهوائيةِ لماتَ الإنسانُ مُختَنِقًا.. إن لَمْ يُسعَفْ بسرعَةٍ .. فَهَذا كُلُّه صُنْعُ اللهِ الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيءٍٍ .. فسُبْحَانَ اللهِ!!
ظَلَّ مروانُ مُتعلِّقًا باللَّهاةِ يُتابعُ ما يحدثُ أمامَهُ.. فوجَدَ اللِّسانَ يتحرَّكُ يمينًا ويَسارًا.. ويتلَوَّى ويَنثَنِي ويمتدُّ.. ويتقلَّصُ.. دُونَ أن يكونَ هُناك أَثرٌ للطَّعامِ .. فقالَ مُتعجبًا : ماذا يَفعلُ اللِّسانُ؟
قالَت اللهاةُ: إنه يُساعِدُ علَى الكلامِ .. فاللِّسانُ لهُ دَورٌ جوهَرِيٌ في النُّطقِ بالكَلِماتِ..
قالَ مروانُ: بُورِكَ في اللِّسانِ.. وبُورِكَ فيكم جَمِيعًا ..
مَرَّ الوقْتُ سَرِيعًا وحَلَّ الظَّلامُ ومروانُ مازالَ مُتعلِّقًا باللَّهاةِ يَرقُبُ ما يحدثُ أَمامَه.. حتَّى هَدأَت الحَركةُ تَمامًا.. وسَكنَ اللِّسانُ في مَكْمنِهِ بينَ عِظامِ الفَكِّ السُّفلِيِّ.. لِيأخُذَ قِسطًا مِنَ الرَّاحَةِ..
هَبطَ مروانُ وقرَّرَ أن يتجوَّلَ في الفَمِّ ليَرى الأَسنانَ عن قُرْبٍ.. تقدَّمَ على طَرفِ اللِّسانِ فوجَدَ القواطِعَ الأَمامِيَّةَ تهبطُ فتُظلِّلُ القواطِعَ السفليَّةَ .. عَدَّها فإذا هي ثَمانيةُ قواطعٍ ؛ أربعةٌ في الفَكِّ السُّفلِِيِّ وأربعةٌ في الفَكِّ العُلوِيِّ.. ثم اتَّجهَ يمينًا فوجَدَ نابَيْنِ أحدُهُما عُلوِيٌّ والآخرُ سُفليٌّ.. نظَرَ ناحيةَ اليسارِ فوجَدَ نابَيْنِ مِثلَهُما أحدُهُما عُلويٌّ والآخرُ سُفليٌّ.. ثمَّ مَضَى نحو الدَّاخِلِ فوجَدَ الضُّرُوسَ الطَواحِنَ .. التي تَطْحَنُ الطعامَ فتَجْعَلُهُ سهلَ البَلْعِ قابِلاً للهَضْمِ.. مَضَى مروانُ يَعُدُّ الضُّرُوسَ فوجَدَها عَشرةً في كُلِّ فَكٍّ..
لاحَظَ مروانُ أنَّ أَحدَ الضُّرُوسِ بِهِ ثُقْبٌ صغيرٌ.. فتَقدَّمَ نَحوَّهُ بحَذَرٍ شَديدٍ.. حتى صَار أمامَهُ مُباشرةً فَنظرَ داخِلَهُ فوجَدَ بعضَ الكائناتِ الدَّقِيقةِ تُمسِكُ بِمَعاوِلَ وتهدِمُ في بناءِ الضِّرسِ .. صَاحَ مروانُ: منْ أنتُم؟
قالَ أحدُهُم : نحنُ الجَراثيمُ.. ونقومُ بشَقِّ طريقٍ داخِلَ هذا الضِّرْسِ الصَّلْبِ..
قالَ مروانُ فزِعًا : إنَّكُم تُدمِّرونَهُ..
قالَ أحدُهُم : هذا الشَّخْصُ هو الَّذِي دَمَّرَ نفسَهُ فهو يأكُلُ الحلْوَى بصُورةٍ مُستمرَّةٍ.. ويترُكُ السُّكرَ مُترسِّبًا بينَ أسنانِهِ .. فَقُمنا بتَحْوِيلِ هذا السُّكَّرِ إلى أحماضٍ وصَببْناها علَى الضِّرْسِ فأحدَثَت تشقُّقاتٍ في طبَقَةِ المينَاءِ.. وبذلكَ نكونُ قَد حفَرْنا لنا طَرِيقًا إلى داخِلِ هذا الضِّرْسِ الحَصِينِ.. ثم نقومُ بحفْرِ طريقٍ في طبقةِ المِيناءِ إلى طَبقةِ العاجِ.. وهِي الطَّبقةُ التَّاليةُ لطبقةِ الميناءِ.. فنتَغذَّى عليها ونَلْتهِمُها عنْ آخِرِها..
صاحَ مروانُ : إنَّكُم بذلكَ تُسبِّبونَ أَلَمًا فظيعًا للشَّخْصِ..
قالَ جُرْثومٌ : وسَيزدادُ الألَمُ كُلَّما اقتربتْ طبقةُ العاجِ مِنَ التآكلِ لأنَّها الطبقةُ المُحتويةُ على عَصَبِ الضِّرسِ أو السِّنَّةِ والأَوعيَةِ الدمويَّةِ الخاصَّةِ بِهما..
قالَ مروانُ : ولماذا تفْعلُونَ ذلكَ .. وما مَصلَحتُكُم؟
قالَ الجُرثومُ الخبيثُ : لأَنَّهُ إنسانٌ مُهمِلٌ في تَنظيفِ أسْنانِهِ.. ويجبُ أن نُعلِّمَهُ كيف يُحافظُ علَى عَلَيها..
قالَ مروانُ : يا لَكُم من مَغْرُورينَ ولابُدَّ أنْ..
قاطعتْهُ اللَّهاةُ وصاحتْ : أَسْرِع يا مروانُ.. اللِّسانُ على وشَكِ التَّحَرُّكِ..
جَرَى مروانُ سَرِيعًا وضَحِكَاتُ الجراثيمِ السَّاخِرةِ تُلاحِقُه.. وتعلَّقَ باللَّهاةِ.. تَحرَّكَ اللِّسانُ فجأةً .. وتَثاءَبَ الرَّجلُ ثم عادَ إلى مكمَنِهِ بين عِظَامِ الفَكِّ السُّفلِيِّ..
نظَرَ مروانُ حولَهُ فرأَى سقْفَ الحلْقِ قَرِيبًا من يَدِهِ .. مَدَّ يدَهُ يتحَسَّسُهُ فوَجدهُ لَيِّنَ المَلْمسِ مُبطَّنًا بغشاءٍ مُخاطِيٍّ رقيقٍ.. طَرقَهُ طَرقاتٍ خَفيفةٍ فأصدَرتْ صوتًا رَنَّانًا .. فأَتَاه صَوتٌ رَقيقٌ مِنَ الخلْفِ: مَنِ الطَّارِقُ؟
قَال مروانُ : مَنْ هُناك؟!
قالَ الصَّوتُ : نحنُ تجاويفُ الأَنفِ.. ماذا تُريدُ ؟
رَدَّ مروانُ : مَعْذِرةً أيتُها التَّجاوِيفُ..
قالَت التَّجاويفُ : تُوقِظُنا منَ النَّومِ لتَقولَ لنا مَعذرةً!!
كَفَّتْ عنِ الحديثِ .. وسَادَ صمْتٌ مُطْبِقٌ.. وهمسَ مروانُ لِلَّهاةِ: أيْن اللَّوْزَتانِ؟
قالَت اللَّهاةُ : انظُرْ إِلى جانِبَي الفمِّ مِنَ الدَّاخلِ .. هَل ترَى هاتَيْنِ الغُدَّتيْنِ؟ إنَّهُما اللَّوْزتانِ.. وهما خَطَّا الدِّفَاعِ الأَوَّلِ عن الجسمِ..
قالَ مروانُ : أُريدُ أنْ أَرَى ما يَحدُثُ للطعامِ في باقِي القناةِ الهضميَّةِ.. هلْ يمكنُ ذلك؟ قالتْ : ممكنٌ ولكنْ لا بُدَّ أنْ يصْحبَكَ أحدٌ.. حتى لا تَضِلَّ الطَّرِيقَ.. ولا خَيرَ مِن فيتامين أ ليُرافقَكَ في هذه الرِّحلةِ.. انتظرْ هُنا حتى يحضُرَ في الصَّباحِ..
استَيْقَظَ الرجلُ في الصَّباحِ فذَهبَ نحوَ الثلاجَةِ وتَناولَ قطعةً مِنَ الخيارِ وأَخذَ يلُوكُها بيْنَ أسنانِهِ.. فَظهرَ فيتامينُ أ فِيها وحَيَّا اللَّهاةَ ونَظرَ نحوَ مروانَ وقالَ : مَنْ هَذَا؟
فقَصَّت اللَّهاةُ عليه قِصَّةَ مَروانَ فَرَقَّ لَهُ وقَالَ: تُريدُ أن تَقومَ بِرحلَةٍ في القَناةِ الهَضميَّةِ.. حَسناً لا مانِعَ لَدَيَّ.. هَل أَنتَ مُستَعدٌ الآنَ ؟
قالَ مروانُ : نعَم مُستَعِدٌّ تَمامًا هيَّا بِنا.. ودَاعًا أيتُها اللَّهاةُ الطيِّبةُ.. وشُكرًا علَى مُساعَدتِكِ لِي..
قالَت اللَّهاةُ : صاحَبتْكُما السَّلامَةُ.. وَداعًا يا مَرْوانُ ..
فانْطَلَقَ مَرْوانُ خَلفَ فيتامين أ إلى دَاخِلِ القَناةِ الهضْمِيَّةِ..
مع تحيات
أخوكم
أيمن شمس الدين