جامعة غوانتانامو لحقوق الإنسان
لعل من السخريات أن أبتدأ مقالي بهذا العنوان المثير للاشمئزاز،
والذي يدعو للسخرية مما تعدى وتمادى وتجاوز به القطب الأوحد الحدَّ في الاستهانة بالقانون الدولي ...!!
والاستهتار بحقوق الإنسان!! والازدراء بالقيم والأعراف الدولية!! في ظل العولمة
والهيمنة القسرية للقطب الأوحد على مقاليد الأمور في عالمنا المعاصراليوم.
هذا العالم الذي يتمنطق بالعولمة.. !!ويتشدق بالتحرر...!! ويتملق بحقوق الإنسان !!!
ليصبح الجميع في خبر كان ..وتسود الفوضى، ويعم الدمار، وينتشر الخراب
فدولتان مستقلتان دمرتا أرضاً وكياناً وتراثاً وحضارة !!!
ولعل قنابل هيروشيما ونياجازاكي تُعدُّ رحمة مابعدها رحمة أمام ماانتابهما من قتلٍ وخرابٍ ودمار !!....
لنرى القطب الأوحد يتمادى أي تمادٍ على القانون الدولي ؟؟!!
وينتهك أي انتهاك للشرائع والقيم والأعراف الدولية؟؟!!
فبتنا نحيا حقيقةً في عصرالغاب حيث يسود الظلام، ويضج فيه نعيق البوم والغربان ،
ويكثر فيه لعب الأفاعي و الثعالب، ويعلو عواء الذئاب ونباح الكلاب فيه
وهذا بعض توصيفٍ له ،فالكلمات عاجزة، والبيان كليل.
ولعلنا منذ افتتاح جامعة غوانتنامو للعلوم الإنسانية...!! آسف أخطأت
جامعة غوانتانامو لرعاية القانون الدولي الذي خبرنا أسلوبها الجميل المبالغ في احترام الإنسان..!!
وبصرنا فيه تطبيقها المروع للإنسانية بلاحدود..!!
ورأينا فيها كيف يساق الإنسان والأغلال بقدميه ويديه...!!! بله عن طرق تعذيبه
لنترحم في زماننا على أيام الجاهلية الجهلاء
التي كان الإنسان فيها له قيمة نسبية مقارنة مع جاهلية القطب الأوحد الجديد
ووجدنا واقعا نقول فيه: أن لا قانون يحكم سوى شرع الغاب
ولا أمن للأمم إلا تحت قانون الاستسلام
ولا سلطان للقانون إلا بما يتوافق مع مصلحة النظام الدولي الجديد .
لنرى القطب الأوحد يتصرف كأنه فوق القانون و الأعراف ويتألى على البشر
ونبصر أناساً من لحمٍ ودم يتصرفون كأنهم فوق الناس بغطرسة وتكبر، وعجرفةٍ وتبختر
حيث السلطة للأقوى والسيادة لشريعة الغاب.!؟
أجل لازلت لا أصدق ما رأيت..!! وأكذب ماسمعت عن معتقلي غوانتنامو!!
ومعاملتهم الوحشية بل وتعذيبهم بدنياً ونفسياً..!! والاعتداء عليهم جنسياً ..!!
وإهانتهم بشتى الطرق والتفنن في طرق تقييدهم وإهانتهم من ربط ايديهم وأرجلهم بالجنازير
تذكرت العبيد في الدولة الرومانية في سالف العصور عندما كانت تربط أقدام العبيد بالجنازير والسلاسل
صورة رهيبة حقاً !!!عدا عن شتمهم وشتم معتقداتهم وتدنيس القرآن الكريم أمامهم...!!!
ولعلي بهذه المناسبة أبارك لسامي الحاج المعتقل في غوانتانامو والمصور في قناة الجزيرة
وأولئك المعتقلين معهم أبارك لهم حصولهم على درجة البكالوريوس في القانون الدولي
بعد أن أنهوا خمس سنوات كاملة في هذه الجامعة الراعية للقانون الدولي
والملقنة لحقوق الإنسان ، والداعية للحرية والمساواة لأختم مقالي بقولي :
هنيئا لأحرار العالم بهذه الجامعة جامعة غوانتانامو لحقوق الإنسان والسلام.
د.محمد إياد العكاري