أمّ علي النصراوية
بل تعرفون أم علي النصراوية !!
شاء من شاء و أبى من أبى !!
كلكم تعرفونها بقامتها المربوعة وظهرها المنتصب وحجمها القليل .
و لا يتمحّكنّ أحد متندرا :
و هل هي أنديرا غاندي حتى نعرفها ؟ أم تراها المأسوف على خدماتها الأمّ تيريزا ؛ حتى تتحدانا بهذا الخطاب التوكيدي الصارم؟
ثم إنّ هناك ملايين المكنّيات بأم علي ؛ فما الذي يميّز النصراوية عنهنّ ؟ :
ألأنها رقصت بالكلاشينكوف مودعة بالزغاريد أبناءها الثلاثة شهيدا تلو شهيد ؟
سمّها إن شئت خنساء القرن العشرين ؛ و لكن معرفتها تظل اختيارية و ليست فرض عين على العالمين .
أم لأنها كانت ( تتقمّز ) بثوبها المطرز أمام الحشود الهادرة في ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية في شوارع بيروت ؟
أم لأنها راحت تعدّ صرّتها للحاق بركب المبحرين إلى تونس بعد اجتياح لبنان عام 82 فإذا بها تُلقى على رصيف الميناء وحيدة منبوذة مكتفية بالزغردة و العويل و التلويح بالمنديل ؟
أم لأنها شوهدت ذات يوم تدقّ الحجارة تأهّبا للمشاركة يوما ما في الانتفاضة المباركة فوصموها بالجنون؟
أوليست هي تلك العجوز المتكومة في طابور طويل لاستلام حصتها من الأعاشة و المنتظرة لحفنة من الطحين تقيم أودها؟
أم هي التي أقسمت بعد اتفاق غزة – أريحا ألا تنبس ببنت شفة ؛ فلقبت بالخرساء ؟
أجل ، أجل !! هي كل من ذكرتم و أكثر .
و تزعمون أنكم لا تعرفونها ؟؟؟؟؟