سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب والشاعر جمال علوش
في كل مرة اقرأ لك فيها , تزداد القا في عيني , واشعر باصالة نبضك الحر , انت اعدتني بالذاكرة , الى زمن الامل , وحرية الكلمة والقلم , كنا ننزل الى الشارع بعفوية , وكان الخطباء يتكلمون , وكان الشعراء ينشدون , كان القلم سيدا , ثم جاء الزمن الذي سلمنا فيه مقاليد الكلمة والقلم , الى رموز تحكم بسلطة , سلخت نفسها عن البشر , ووضعت لنفسها هالات من القدسية والعصمة , وصارت مرجعية سياسية واجتماعية واخلاقية , وظفت من حولها , طفيليات تمجدها , وتجعل من كلمات هؤلاء , ومن رؤى هؤلاء , نواميس الاهية , وإلهامات سماوية , لاتحتمل النقاش , ولا تحتمل المراجعة , فمن هذه الطفيليات , كان ومازال شعراء , وكتاب وصحافيون واعلاميون , يشكلون مافيات الكلمة والقلم ,
نعم ما احوجنا الى خالد الفرج , كي يلامس وجداننا , في هذا الزمن , وحفنة المدمنين على التشبث بالكراسي , يتهافتون لارضاء القتلة المجرمين , يقتلون النساء والاطفال ويشردون ويحرقون ويقصفون , من اجل جندي من القتلة , والاف الاسرى والمختطفين , من اصحاب الحق , لايذكرون ومنهم نساء حوامل , منهن من وضعن احمالهن في السجن , يولد الطفل سجينا واسيرا , ما اقبح هذه المعادلة الانسانية الباغية , يولد الانسان سجينا .
الاخ الفاضل , قد لاتصدق منذ ايام كان هناك مقالة , في صحيفة القبس الكويتية , تتكلم عن الشاعر الراحل خالد الفرج , قرأت المقالة , لكن لم يدر بخلدي , ان خالد الفرج الذي قرأت عنه , هو نفس الشاعر الراحل خالد الفرج , الذي تكرمت انت فعرفتنا به , من خلال اعمال بديعة , وحبا مني بالشاعر الذي اخترت تقديمه لنا , تمنيت لو كان بيننا , ربما اردت ان ابعثه من الاموات , وما زلت اتمنى ان يكون بيننا .
ثم تزيدنا اليوم خيرا , بتقديم قصيدة اخرى , للشاعر الراحل خالد الفرج , ذات رؤية متقدمة , يتكلم فيها عن جامعة الدول العربية , وكأنه كتبها اليوم , الم يعلمونا يوما , ان الشعراء هم الطليعة , التي تتقدم الانسان , وهم ضميره واحاسيسه ومشاعره , هم ترجمة الماضي والحاضر والمستقبل .
سامحني ايها الشاعر , اذا طلبت منك عنوانا للشاعر الراحل خالد الفرج , فانت من عرّفني به , وانت من جعلني احبه .
اخوكم
السمان