سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه
تحيـة ضمّختُها بعبير الياسمين
الشاعرُ المُجيد أحمو الحسن،
هي قصيدةٌ كتبتْها الرّوح، أمْ روحٌ كتبتْها القصيدة ؟؟؟
رقيقة بل أرقّ من النسيم، عذبة بل أعذب من الماء الزلال، حزينة بل تفيضُ وجعاً، عاشقة بلْ تقطرُ عشقاً !
كمْ مكثتُ بهذا البيت :
كتمت حبك في جميـع جوارحـي
حتى رحلت عن الجهـات الأربـع
اللـه !
وفي قولك :
لا تعذل الولهـان مملـوك الهـوى
إن باح بالحـب الكميـن الموجـع
قد ظـن أن البـوح فـي طياتـه
للعشق أسـرار الـدواء الأنجـع
غنـى وغـرد كالهـزار مــرددا
نغـم الغـرام بقلبـه المتقـطـع
قـد جلـل الأحـزان إلا حزنـه
بمعتـق لـذ المـذاق مشعـشـع
وهل يستطيعُ العاشقُ أن يحبسَ عنادلَ الحبّ عن التغريد ؟؟! هل يستطيع أن يمنع نزولها بحدائق البوح ؟؟؟! إن كانَت الجوارحُ كلُّها تبوح، بل تصرخُ ملء فِيها !
أحياناً يتخيّل العاشق أنّ البوحَ ترياقه، سيخفّف من وطأةِ الشوق والبرحاء، فيتأكّد من أنّ البوحَ لايزيد نار العشق إلاّ تأجُّجاً ! وأحياناً يظنّ أن الكتمان هو السبيل الوحيد والدواء الناجع، فتضجّ بداخله المشاعر والأشواق وآلام البعد، فلا يزيد الكتمانُ نارَ العشق إلاّ تأجُّجاً أيضاً !! هذه حال العاشق في الحالتيْن معاً .. وهو بينهما العاشق الحائر، المكتوي بنيران الجوى والحيرة ! هذا قدرُه ..وعليه أن يرضى به !
وكأنّي بحالك في الكتمان (الذي هو قمّة البوح)، مثل حال الشاعر الذي قال :
خشيتُ من الواشين أن يشمتوا بنا
فأبديتُ ضحكاً والحشا يتقطّعُ
ولم أسكن الأرضَ التي تسكنونها
لكي لايقولوا إنني بك مولعُ
قصيدٌ أكثر من رائع، بوركتَ شاعرنا وبوركَ مدادُك ..
تقبّل خالصَ تقديري وإعجابي
وألفَ طاقة من الورد والندى