|
شـــَــآم |
آتٍ إليــكِ .. شــَــآمي .. فاتـْرُكي العَتَبـــا |
شــــآمُ .. حبـُّـكِ فوقَ الظَّنِّ .. فاتَّئــِــدي |
مهما العـَذولُ علينــا نـَـمَّ أو كَـذَبـا |
فمــا تركتــُـكِ عـــــن ســـــلـوى ولا مللٍ |
ولا رحلتُ أريـــدُ المــــــاسَ والذَّهبــا |
لكـــنْ .. رحلتُ لغايــات ٍ أريـــدُ بهــا |
هـامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبـا |
وكنـتِ في الحِلِّ والتـرحــالِ .. سيـّدتـــي |
نجمَ الطريقِ .. إذا نـجمُ الطريــقِ خبـــا |
وكنتِ .. سيدتـي .. أُمـِّي .. وكنـتِ أبـي |
علـى ذراعـــِـــكِ أنسـى الهَمَّ والتعبـــا |
وكان حبــُّــكِ .. حينَ البعـــدُ جرَّحَنـــي |
نبضــاً لقلبـي .. وكان الدَّمَّ والعصبــــا |
وكان حبـــُّــكِ يذرونـــــــــي .. ويزرعنـي |
فـُلاً إذا شــاءَ .. أو نِسْـــريـنَ إنْ رَغِبــا |
شـــــآمُ .. أنـتِ هــَـــوى روحي وملهمتـي |
لا تحفلي بعذولٍ جــــاءَ .. أو ذهـبــَـــا |
إذا الوشــــاةُ بذِكــْــرِ الشـامِ قــد هَمَســوا |
جُنَّ الحنينُ .. وهَــبَّ القلبُ واضطـربـــا |
وكــَمْ سَلَتْني بـُـــــدورٌ كنــتُ أعشـَـــقُهـا |
وَظَلَّ بـَدْرُكِ .. يا سلوايَ .. مــا غَـرَبـــــــا |
قلبــي علـى حُرَقِ الأشــــــــــــواق ملتهبٌ |
مـُدِّي يديـــــكِ .. ولا تبقيـــــهِ ملتهبــا ! |
أخَـــــادِعُ النـــَّـــــومَ علــــّي أن أراكِ إذا |
نــامَ الخَلِيُّ .. وفـــاضَ الجفنُ .. وانتحَبــا |
وألمحُ الشـــَّــوقَ فـي عينيــــكِ يهمـسُ لـي |
فَـدَيْتُ همـسَـكِ .. صدقــــاً كان أمْ كَذِبــــا |
لا .. ليـس تكـذبُ عينـــــــاكِ التي سَلبَتْ |
منــِّي الفــؤادَ .. ومـا أحــلاهُ مُسـْتَـلَبـــا ! |
شـآمُ .. مـا عـادَ لـي بالأهـــلِ مـــن سـببٍ |
جُــودي علـيَّ .. وكونـــي ذلـك الـسَّـبَبــا |
وواعديني علـى الأنســــامِ مــن بــــَـــرَدى |
أن لا تروحَ مواعيـــدُ الهــَـوى سـَــرَبـــــا |
واْسـتعجلي الدَّهـْـــرَ يلقـانــــا علـى فَنـَنٍ |
فــي الغوطتـيـنِ نُنــاجي التِّينَ والعنبـــــــا |
ونشربُ المــاءَ شــهــداً مــن صَبــا بَــرَدَى |
يــا طِيبـَهُ بــَـرَدَى شـهــداً إذا شـُـرِبـــــا |
بـاللـهِ .. يـــا بَـــرَدى .. باللهِ تُرْجِعـــُــهُ |
عهدَ الشــَّــآمِ .. فـإنَّ القلبَ قــد تَعِبـــــا |
عشرونَ مَــرَّتْ .. وأزهــــار المنى ذَبُلَــتْ |
فــي مقلتيَّ .. وزيـتُ العمـــرِ قــد نَضَبـــا |
دعنـي أبـــوحُ بمــــا ألقــــاهُ مـــن شَجَنٍ |
دعني أرددُ مـوَّالي الـــــذي اغتربـــــــــا |
غَنَّيتُـهـا العمــــرَ مـُــوالاً يطيـــــــــبُ إذا |
مــن رمشــها هـَـلَّ .. أو في ثغـرِهـا طَرِبــا |
خذنـــي إليــها .. فـإن الســُّـهْدَ أرَّقـنــي |
فـي البعــدِ عنــها.. أناجي البدرَ مُرْتَقِبــا |
أَنْ يُســــــعِفَ اللهُ باللُّقيـــا إذا انصـرمـَـتْ |
سـُـــودُ الليـالي .. وجاءَ الفجرُ مُنسَـكِبـــا |
لــي فـــي رُبــاهـــا طُيوفٌ كَـمْ أحِنُّ لـهــا |
أسْـكَنْتـُها العينَ والأحـداقَ والـهـُدُبـــــــــا |
بـالأمــسِ كانت .. وكُنــَّـا فــي مرابعِهــــا |
نـُـرَدِّدُ الشـوقَ شـَـدْواً .. والهـَوى كُتُبــــــا |
نسـتمطرُ الفــُـلَّ عِطــراً فـــي أزقَّتـِهـــــــا |
ومــــنْ مدامعِهـا .. نسـتمطرُ السُّــحُبــــــا |
واليومَ بنـَّـا .. وبـانَـتْ عـــن نـواظـرنــــــا |
وفي الحنايـــا جدارُ البَيــْنِ قــد ضُـرِبـــــا |
وقد حَلـَفْتُ لـــهـا : لا نفتـرقْ .. أبــــــداً |
ومــا علمْتُ بظَهــرِ الغيبِ مــــا كُتِبــــــــا |
ودَّعتُهــا بمســـــاءٍ دمـعـــــُــــهُ عَبـــِـــقٌ |
فَيـــا لقلبي وجَفْني كم لـهـا سَــكَبــــــــا |
كأنَّمـا كانَ لُقيانـــــا صــــَـــدى حُـلـــُـــمٍ |
يا ويحَ نفسـيَ .. كيـفَ الحلـمُ قـد هَرَبــا ! |
شــآمُ .. صبــراً .. فــــإنَّ الصـبـرَ مُفْتـَـرَجٌ |
والقلبُ .. عنــــدكِ .. مهمـا ظَلَّ مغتربــــا |
فأشْـرِعي البـــاب للُّقـْيـــــا إذا أذِنـــــَــتْ |
كــَفُّ القَديـــرِ .. وراحَ الحـزنُ واحتجبــا |
وقـرِّبينــي إلـى عينيـــــكِ ألثـُمُـهــــــــــا |
وانْسي الملامَ بعيــــداً .. واتركـي العَتَبــَــا |
وإنْ أردتِ .. فلومي .. واعتبي .. فأنــــــا |
مـِنْ أجلِ عينــِـكِ أهــوى اللــَّومَ والعَتَبــَــا |
د.أحمد محمد كنعان |
|