مَن قتل مَن ؟

مَـنْ قتـَل مَـنْ ؟
جَمَع الحاكم الرعيّة ليشهدوا عملية شنق مُعارضِهِ الّلدود، في خطوة برّرها لمستشاريه قائلا: أضربُ عصفورين بحجر.
احتشد الناس ناظرين إلى رجل مُقيّد يعتلي كرسياً، وقد طَوّقَ حبلُ المشنقة رقبته. تساكَتَ الجَمْعُ حين تَـقدّم الحاكمُ من خَصمه ببطءٍ رزين وقال له:
ما هو طلبك الأخيـر؟
قال الرجل: طلبي الأخير ألاّ يُحشر رأسي داخل كيس أحمر أثناء تنفيذ الحُكم، وأن تبقى أمامي كي تكونَ صُورتُـك آخرَ عهدي بهذه الدنيا.
فضحِكَ الحاكم حتّى اهتزّ كرشه وسط استغراب الناس ثم قال له باستهزاء: لك ما تريد.
حان وقت التنفيذ وخيّم الصمتُ على الوجوه الواجمة.
فجأة ! شبّ الرّجلُ نابضاً جسدَه إلى الأعلى، دافعًا الكرسي من تحت قدميه ، فتَـدلّى مُتَرنّحا في الهواء وقد التَوَتْ رقبتُه واستطال لسانه.
شهقَ الحاضرون ودوّتْ صرخاتهم وانقسموا إلى ثلاث فئات:
فئة غطّوا وجوههم بأيديهم رعباً وأجهشوا بالبكاء.
وفئة قهقهوا في البداية ثم أطرقوا برؤوسهم تقزّزاً وحُزنا.
وفئة تدافعوا حول الحاكم يذُبّون عن حياضه ويحفظون أمْـنَه الشخصي و... يمسحون سائلا لزجاً عن وجهه.

وفئة قهقهوا في البداية ثم أطرقوا برؤوسهم تقزّزاً وحُزنا.

الأديب / سعيد

يا له من مشهد تقشعر منه الأبدان ! قوى جدا ً
اختزلته ولم تنقص من قوة المشهد شيئا
من الذى ضرب عصفورين بحجر بالله عليك ؟ ومن قتل من ؟
أصبت فى اختيار العنوان بالضبط
هكذا الكرامة والا فلا !
مات بأرادته ولم يهب شىء وترك الحاكم حيا ليموت الف مرة
ممتعة
مع الشكر

قصة رااائعة صادقة فيها عبرة لمن يعتبر
دمت بإبداع يعلمنا كيف يكون التميز
أختك
بنت البحر

أخي العزيز نهير
أشكرك على هذا التعاطف مع النص و على هذا الثناء العطر
دمت في خير و عطاء

أختي الكريمة زاهية
أشكرك على هذا التواضع الجم و على هذا الثناء العطر
دمت مبدعة

المبدع الرائع/
سعيد ابو نعسه
هكذا تكون دائما
تأتى بالسهل الممتنع
تحياتى على ابداعك الراقى
ولكن عندى سؤال يحيرنى شخصيا؟
لماذا لم تدرس اخراج0 انى اراى هنا مخرج صاحب بصمه جميله0
دمت رائعا:

اخي الحبيب / سعيد أبو نعسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالك وعنوانك منطقي جداً ..
من قتل من ؟
لم ينتبه الحاكم المغرور لطلب المعارض الماكر
لم يسأل نفسه .. لم طلب ألا يحشر رأسه داخل كيس أحمر أثناء التنفيذ ؟
وهنا لقطتك البارعة فقد شنق المعارض نفسه ليحرمه من لذة الفعل ، ثم جاءت الأروع منها في النهاية حيث رأينا رد الفعل (و.... يمسحون سائلاً لزجاً عن وجهه ) ، ولم نر الفعل الأصلى وهو ( بصق المعارض على وجهه ) ، وإن كان هذا يتجلى في " شب الرجل نابضاً جسده إلى الأعلى " فهل فعلها حقاً هنا ؟؟ تلميح ذكي ورائع ، ولا ياتي إلا من قدير .. وهكذافقد قتله المعارض فعلاً ، وأكثر من مرة .
لقطاتك رائعة .
دمت مبدعاً مجدداً .

أخي الكريم ابراهيم عباس
أشكرك على كلمات تزيدني ثقة بالقلم و توقا إلى الأفضل
كنت في دراستي مجبرا غير مخير بسبب الظروف المادية الخانقة التي حشرتني في جامعة الأزهر و فهمك كفاية
لذا لم أدرس الإخراج الذي أحبه من أعماق أعماقي
رائع و أنت تحلل دخيلة نفسي
دمت في خير و عطاء

أخي الكريم حسام القاضي
رائع و أنت تحلل القصة متغلغلا إلى أعماقها سابرا ما خفي من جنباتها
أشكرك على هذا الثناء
دمت أخا كريما مبدعا

الكاتب المبدع / سعيد أبو نعسة
صورت ببراعة العلاقة بين أي نظام ديكتاتوري والمعارضة لهذا النظام وبنفس البراعة صورت حالة الشعب / الرعية وتصنيفهم إلى ثلاثة فئات ، وإذا كان الحاكم الديكتاتور قد أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد عندما دعا الناس ليشهدوا المحاكمة وتنفيذ الحكم فيتخلص من هذا المعارض ويجعل منه عبرة لمن تسول له نفسة بمعارضته ، وأراد المعارض ألا تنتهي حياته هباء فقام بالفعل الرائع وهو البصق على وجه الحاكم الديكتاتور أمام رعيته وسواء كان الشنق بعد ذلك بيد الحاكم أو بيد المعارض نفسه ، فهو في الحالين ميت ، والذي يعنينا هنا هو الفعل الذي أقدم عليه ، ونفذه أمام الرعية ، وإن كنت أرى أن في شنقه لنفسه انتحارا ، والانتحار مرفوض أيا كانت الدواعي والأسباب ، وأتصور أن المعارض بفعلته هذه قد دق أول مسمار في نعش الحاكم الديكتاتور أمام رعيته ، فمن المؤكد أنه سيخرج من هذه الرعية من يقتل هذا الطاغية بعد أن بصق عليه المعارض وعراه تماما ، وأظن أن الحاكم سيظل من جراء فعلة المعارض هذه يقاسي ويعاني وأظنه قد قتله بهذا البصاق أمام رعيته ، ( من قتل من ؟ ) سؤال حائر والبحث عن إجابة في قراءة النص أكثر من مرة ، ولماذا لايكون الشعب هو الذي قُتل ، والقتل هنا بالمعنى المجازي ، ما أكثر الشعوب التي ماتت اكلينيكيا بسبب الأنظمة الفاسدة والديكتاتورية والقهر و. .. و ... ولماذا لايكون الخوف والجبن هو الذي قتل هذا الشعب قتلا مجازيا ، فإذا كان الخوف والحزن قد تمكن من أحد فرق الرعية ، فإن النفاق والتملق قد تمكن من فريق آخر من فرق الرعية وهذا الرياء من الرعية والتملق يقتل الحاكم ويقتل المحكوم أيضا ، القتل في هذا النص ليس من الضروري أن يكون قتلا ماديا ولكنه أيضا قد يكون قتلا معنويا ومن هنا يأتي ثراء النص ونستطيع أن نستخرج منه إذا أمعنا النظر عددا لا نهائيا من القتلة ومن المقتولين ، وآخر قائمة المقتولين هو أنا والذي قتلني سعيد أبو نعسه ونصه ، سامحه الله ، نص رائع أيها الفنان الجميل