الأخت الفاضلة .. تهاني عبدالله ..
لعل أخانا الأستاذ الأديب الكبير .. محمد إبراهيم الحريري قد أشبع نهم سؤالكِ إجابات ، وسبر أغوار زواياه تحليلاً أدبياً فكرياً قلما وُجـد .. من وجهة نظري ..
وإذا كان لي من شرف بالمساهمة في الإجابة فلا تعدو أن تكون قراءة لسؤالكِ في قاموس ثقافة مجتمعي الليبي ..
فأنا وإن كنت لا أعلم دافع المرأة لتشبثها بهذا السؤال ( أين أنت) وتكراره بصورة ملفتة للإنتباه ومـدّرة للغضب .. إلا أني أعلم أنها لاتكترث للإجابة إلا من حيث أنها سألت وأنها ترى أن حصولها على الإجابة هو من أهم حقوقها تلك اللحظة - في حين أنها قد لا تنتظر استكمالها . وأعتقد أنها تقصد السؤال عن المكان (أين كنت) ، فسواء كان السؤال في حضور الرجل أو بالهاتف .. فالأمر سيان ..
ولعل ما يُغضب الرجل هو إصرار المرأة على السؤال ، وعدم اهتمامها بالإجابة - مع علمها بأن السؤال غير مرغوب فيه لدى الرجل ، بالإضافة إلى عدم وجود أماكن ممنوعة عن الرجل حتى يُسأل أين أنت .. أو أين كنت ..
ولعل جذور المشكلة في مجتمعنا البدوي .. تعود إلى أن الرجل لا يشعر بكيانه إلا في بيته ، وينظر إلى المرأة من خلال مثل هذه الأسئلة وكأنها جزء من المجتمع الذي سلبه حريته وشيئاً من كرامته ، ولأنه قادر في هذه الجبهة على الدفاع عن كيانه فهو يغضب مدافعاً عن آخر حصون رجولته ..!
جزيل الشكر ..