هذه القصيدة مهداة الى القمم العربية
القلم الأخرس
الشاعر موفق العاني
تَعلمْ الصمـــــتَ واعلمْ أيها القلــــمُ==بأنـــكَ القِمـــةُ الشـــماءُ والهَــــرمُ
ولا تجاهـــــرْ بقولٍ كنتَ تَكتبُـــــــــهُ==وتَـــر تَجي فَرجــاً تأتــي بهِ القِمـــمُ
سِتــونَ مــرتْ وكم قالو وما فعلـوا==والقدسُ تَذرِفُ مأسوراً بها الحَرمُ
واليومَ بغدادُ ثكلى لا معيــــــنَ لهــا==بُكاءُ أطـــفالِهابالمـــوتِ يَلـتحــــِـمُ
لم تَكترثْ بنــــزيفِ الجُرحِ صامــدةٌ==أمامَ هَولٍ كمــوجِ البحرِ يَلتطــــــمُ
من كلِ فَجٍ تنادى الحِقـــدُ مُجـــتَمِعاً==من حَشدهِ غَصــتْ القيعانُ والأكـمُ
وأنتَ وَ حــدُكَ تَـدعو الأهلَ تَأملَهم==عوناً لها وبــكَ الأحــــزانُ تَظطـرِمُ
لكنَ صوتَكَ أدراجَ الرياحِ غـــــــدا==وعنْ سَماعِكَ في أذانـــــِهمْ صَمَـمُ
فاحلمْ بنصرِكَ وقتَ النـومِ ياقلمي==فالنَصْرُ بالطيفِ مَسموحٌ لمن حَلِموا
ولا تُصاحِبْ بحورَ الشعرِ تَركبُهـا==بَحـراً فَبحراً بكِ الأمــــــالُ تَــــزدَحِــمُ
لأنَ ما تَبتَغي لا لنْ يكــونَ بهــم==وهلْ يَحِـــلُ الحَيــــا إذْ غابــتْ الــــديمُ
وإنْ رَجوتَ الندى من غَير صاحبهِ ==فقد تَساوى لديكَ القَمءُ والقِمـــمُ
وفاتَكَ المثلُ المَعروفُ قائِلُـــــهُ==( لا تحسَبْ الشـحمَ فيمن شَحمُهُ ورَمُ)
وكنتَ تَحسبُهم شحماً فَتَمدَحُهم==حتى غَدوتَ بــــزيفِ القــــولِ تُتَهـــمُ
وما اتعَضْتَ بما قالَ النبيُ لنـا==بِأنَنا رُغمَ كُثــــــرِ العَـــــدِ نَنهـــــــــزِمُ
لأننا كَغُثاءِ الســــيلِ وقتَئــــــذٍ==لا عُصبــةً بِحبـــــالِ اللـــهِ نَعتصِــــــمُ
وهــذهِ القِقمُ الخـرساءُشاهدةٌ==وأعينُ البعضِ بالنظراتِ تَختـَصــــــِم ُ
أموالُها بيدِ الأغـــرابِ تُنفِقُها==ومن أبى فهوَ في الأرهــــابِ مُنتَظِــمُ
فَطلِقْ النقدَ فيما أنتَ كاتِبُـــــهُ==وودعْ الشعــــرَ واخــــرسْ أَيُها القَلمُ