|
ما بال جرحك لا يزال عليلا |
وغدوت من بعد الشباب هزيلا |
وشربت من كأس المذلة موردا |
والحر يأبى أن يعيش ذليلا |
وفررت تستجدي الخلائق بعدما |
كانت ديارُك للجياع سبيلا |
وسقطت في غاب الوحوش فريسة |
لا آكلا كالسبع بل مأكولا |
أفنانُ أرْضِكَ لا تزالُ بديعة ً |
وفناءُ بيْتِكَ لا يزالُ ظليلا |
والدارُ بعْدَكَ لا تزالُ كئيبة ً |
تبكي غيابَكَ بكرةً وأصيلا |
ما زال طفلُك في غيابك صامداً |
يروي إلى قصصِ الصمودِ فُصُولا |
ما عاد يلعبُ كالصغارِ ففوقََََه |
حملُ ُمع الأيام صار ثقيلا |
العيش مر والحياة كريهة |
والبغي جاث لا يريد رحيلا |
أمسى الظلام من الكئابة قاتما |
فمن الذي قد يشعل القنديلا |
القدس تبكي هل سمعت بكاءها |
أم كنت عند بكائها مشغولا |
ودماءُ غزة َلا تزال على الثرى |
حمراءَ تشعل للقصاص فتيلا |
وهناك ليلى في العراق قتيلة ُ ُ |
وغدا نرى من قد يكون قتيلا |
وغدا بما يدمي الفرات سنرتوي |
وغدا على ليلى ننوح طويلا |
الفجر قاص ٍ والصباح مقيدُ ُ |
والذئبُ دونك يحمل الإنجيلا |
وبنو قريظة يذبحون صغارنا |
ويقتلون شبابنا تقتيلا |
ويهدمون الدور فوق رؤسنا |
ويدنسون مساجداً وفصولا |
بهت لئام فاسقون إذا بغوا |
قتلوا النبي وحرفوا التنزيلا |
وسلوا الزمان عن اليهود لتعلموا |
كم كذبوا في المرسلين رسولا |
سامية بالحقد يقطر نابها |
تروي الضلال وتزرع التضليلا |
لا يخدعنك من يريد سلامهم |
ليبيع من تدجيلهم تدجيلا |
فالثأر باق والعداوة بيننا |
جيل سيوصي بالعداوة جيلا |
فانهض لدينك إن فوق رقابنا |
من طول صمتك خنجرا مسلولا |
ضمد جراحك فالجراح كثيرة |
والخطب بين يديك صار جليلا |
ما عاد يجدينا النواح فإنما |
ناحت عيون العاجزين طويلا |
لا يخدعنك بالسلام منافق |
يحيى ضئيلا كي يموت ضئيلا |
أو راقصُ ليست لديه قضيهُ |
يهوى الطبول ويعشقُ التطبيلا |
أو خائنُ هانت عليه بلاده |
فاندس بين الصامدين عميلا |
وانهض عزيزا في ضميرك نخوةُ ُ |
حرا أبيا ماجدا بُهْلولا |
اليوم إما أن نعود أأمة |
أو أن نظل أتابعاً وذيولا |