إلى كل مكفوف ولد أو فقد فيما بعد بصره
واستطاع أن يطرد اليأس من حياته
يا سماء المجد زاد الوجد عندي
فالمسي قلبي لتهدأ نارُ وجدي
وافتحي بابا إليك ففي ضلوعي
من سهاد الشوق ما يبكي لسهدي
إنني أقسمت في طلب المعالي
أن بغير الشهد لن أرضى بشهد ِ
وامتطيت الصعب صلبا لا أبالي
لم أزل والقيد يصرخ في عيوني
لم أخف والليل يعبث في وجودي
من تهاويل الظلام المستبدِ
نحو هاتيك الرواسي سوف أمضي
كي يعيش الحلم من عهد لعهدِ
لن أبالي ما تخبئه الليالي
وارتويت الصبر ظمآنا صبورا
ليس مثل الصبر للظمآن يجدي
لن أخاف اليوم مما كنت أخشى
منه في صغري فقد أكملت رشدي
ياسماء المجد كم سهرت جفوني
شاخصا للنجم أشكو عنه بعدي
كلما أدركت في العلياء نجما
فالأحاسيس البصيرة بعض جندي
من بديع الله حتما فهو عندي
من حديث القلب من أمل طموح ٍ
من سهاد الليل من قرب وبعدِ
والعصافير الجميلة حين تشدو
وابتسامات الجداول حين تسري
وابتهال الغيم من برق ورعد ِ
كل ما تبٌصِرُهُ أُبصره ولكن
إنني الأعمى أسابق للعوالي
رغم طول الضيم ما غيرت جلدي
لم يزدني الدهر فيما قد رماني
يا أخي المكفوف قم نمضي سويا
نكسر الأغلال نذهب دون قيدِ
طائعا للنفس فيما ليس يجدي
لا يطيب المشتهى عن طول مد ِ
وامش معتد الخطى ندا لند ِ
فالخليل الوغد مرهون بوغد ِ
واحتمل ما كان من سهد الليالي
لن تنال الأمنياتِ بغير سهدِ
وابتسم ما عشت وانظر كيف تحيى
عاليا كالنجم لا يخشى التحدي
في جوار الشمس يعدل ألف عقدِ