حَرْفُ سُقْراط
مَنْ يُنْشِئُ الأَرْحَامَ خَلْقًا آخَر
تَلْسَع؟
نَهْرٌ هَادِئٌ
وَدَبْرٌ أَبْيَض؟
مَنْ يُسَجِّرُ الأَكْبَادَ بِالأَكْبَادِ
وَمَنْ يُجَرِّئُ العَنَاكِبَ عَلَى نَسْفِ بُيُوتِهَا
وَيَجْعَلُ الأَشْبَال لُقْمَةَ الْمَخَاض؟
/
أَيُّ عُيُونٍ تُتْلِفُ النَّهْجَ
وَأَيُّ لَغْوٍ يُكْبِتُ الْحُبَّ
وَأَيُّ مَكْرٍ يُضِيعُ النُّجُومَ
مَنْ يَقْبِضُ رُقِيَّ السَُّفَهَاءِ؟!
/
مَنْ جَعَلَ الْجَسَدَ الأَسْمَرَ
شَهِيَّ التَّمَاسيِح؟!
وَمَنْ حَبَّبَ لِأَفْرَاسِ النَّهْرِ سُودَ الشَّعَر؟!
/
مَنْ غَمَسَ فيِ بَحْرِ الغِيَابِ
ذِكْرَ النَّدىَ؟
مَنْ يُنْفِقُ السَّرَابَ
وَيَسْلُبُ النُّجُومَ البَهَاء؟!
/
مَنْ أَطْفَأَ الشُّعْلَةَ؟
وَأَوْقَفَ العَدَّاء،
مَنْ ضَيَّقَ الدُّنْياَ
وَضَيَّعَ الأُخْرَى،
مَنْ وَسَّعَ لِلْهَوَانِ الوَصيِد
وَطَوَّحَ الأَنْبِيَاء؟
/
مَنْ جَفَّفَ الْمِدَادَ
وَنَادَى فيِ الوَرَى أَنْ نَامُوا
فَقَدْ أَفْزَعَ الصَّحْوُ الأَصَحَاب!
/
مَنْ صَاحَ بِخَلْعِ النِّعَالِ
وَطَرْحِ الْجُلُود؟ِ،
مَنْ أَجْلَى الأُسُودَ
وَأَجْلَسَ النُّهُودَ
وَأَنَاخَ السَّاحَةَ للأَتْرَاح؟!
/
مَنْ صَدَّعَ الْجِبَالَ
تُدَاويِ كُسُورَهَا،
تَمُجُّ الرَّاحَاتِ
حُبْلىَ بِالسَّرَابِ،
بِالأَيَّامِ الْمَهْضُومَةِ
وَاللَّيْلِ البَليِدِ.؟!
/
مَنْ يَبْحَثُ عَنِ القَذَى كُرْهًا
وَيَمْلَأِ الكَأْسَ
نَخْبَ الشِّقَاقَ
عُرْبُونَ وُدٍّ سَخِي؟!.
/
مَنْ يُقَامِرُ بِالقُلوُبِ ريِعًا
وَيَمْلَأ الْحَوَاشيِ نَذيِرًا؟!
مَنْ يَسْفِكُ الْمِدَادَ
قُرْبَانَ وَصْلٍ،
وَيَهْتِكُ الأَسْتَار؟!
/
مَنْ أَنَامَ الأَطْفَالَ عَلىَ رَاحَاتِ الْجَهْلِ
وَوَسَّدَ لِلْفَقْرِ الْهَامَاتِ؟!
مَنْ غَازَلَ القَنَابِلَ تَنْمُو عَلَى حَوَاشيِ العُمْرِ
وَضَيَّعَ الآهَاتِ نُذْرًا؟!،
مَنْ أَقَامَ الأَعْرَاسَ
وَالْمَوَاجِعُ تَسْلُكُ الدُّرُوبَ تِيهًا
وَتَحْفُرُ فيِ الأَرْضِ خَنَادِقَ بُؤْسٍ
تَجْلُو بَقَايَا أَمْسٍ آبَقٍ
وَغَمَائِمَ غَدٍ نَعْسَان.؟!
/
مَنْ جَعَلَ العَجْمَاوَاتِ قَنَابَلَ
وَأَقَامَ لِلْفيِرُوسَاتِ نَصْبَ تِذْكَارٍ أَزَلِيٍّ؟
مَنْ جَعَلَ النُّسُورَ فِرَاخًا
وَطيَّبَ العَذَارَى بِطيَبِ الدُّولاَر؟!.
/
مَنْ ضَيََّعَ الْمِشْكَاةَ
وَاضْطَرَّ الْحِجَى إِلَى أَضْيَقِ الطُّرُقِ؟!،
مَنْ سَمَّمَ حَفيِدَ أَبيِ نَصْر؟
وَأَوْهَنَ بَيْتَ الْحَفيِد؟!.
/
مَنْ قَامَرَ بِالأَوْطَانِ
وَمَضَى يُحَادِثُ نَاطِحَاتِ السَّحَابِ
فَوْقَ الأَوْحَالِ
وَيَجْلُبُ الأَجْرَاسَ؟!.
/
مَنْ ضيَّعَ عَلَى الصَّيَّادِ فُرَصَةَ الزَّهْوِ
وَأَنَارَ لِلْعَقَارِبِ الطَّريِقَ؟!،
مَنْ أَجْلَسَ القُرُوحَ مَجَالِسَ فِكْرٍ
وَنَفَحَ النُّدُوبَ وِسَامَ الزَّمَنِ الرَّديِء.؟!
/
مَنْ أَجْرَى الوِدَادَ أَنْهُرَ دِمَاءٍ
وَخَبَّأَ تَحْتَ السَّمَادِ الرَّدَى؟!،
مَنْ نَهَبَ مِنَ القُلُوبِ النّميِر
وَجَمَعَ مِنَ الأَسْوِاقِ الأَحْدَاقَ؟!.
/
مَنْ؟
بِمَنْ؟
يَتَشَظَّى الوُجُودُ لُغْزًا
وَالطِّينُ حَيْرَةَ السُّكَارَى.
أَيُّ لُغْزٍ هَذَا
يَسْكُنُ حَرْفَ سُقْرَاطَ الأَليِم؟
أَلُغْزُ العِلَلِ الكُبْرىَ
أَمْ لُغْزُ الأَبْطَالِ،
أَلُغْزُ الصِّغَارِ
أَمْ لُغْزُ الأَقْدَارِ؟.