أحييك على سؤالك الشائك
أجيب عنه بما أوتيت من علم قليل ، مضفـَّرا ببعض آرائي الشخصية التي قد تخالف رأي الجمهور
أقول وبالله التوفيق
المعروف في عرف الشعراء- وليس عروضيا- أن الألف والواو والياء لا تكن للروي سوى عند التحريك (هيا) أو التشديد(علوّا) أو في حالتين شاذتين وهما أن تكونا صامتتين في غير التشديد في نهاية البيت ( حــُلــْو ) سواءً تحركتا وهو الأغلب أو سكنتا بقافية دخيلة على الشعر العمودي يلتقي فيها ساكنان أولهما ليس علة في آخرها، والحالة الاخرى حالة ( مُنايْ، رضايْ، دُعايْ)
وهناك من القصائد كمقصورة ابن دريد، وغيرها التي التزمت الألف والواو والياء كروي إن كانت تلك الحروف أصلية
وأقول:
الروي لا يكون إلا في الصوامت
هذا رأيي الشخصي الذي أعتز به، والذي قد يروق لـ "س" أو يغضب له "ص"
لا يكون الروي أبدا في المدود
وأسأل
كم من القصائد التزمت المدود كروي؟ أنغير الذوق العام الذي جرى عليه الشعراء بالتزام (جرى) مع (عنبرا) مع يقدرا فقط لأن فلانا أو فلانا التزم المد كروي؟ (جرى، أتى ، نسا) وإن كان أصليا؟
ما الفارق الصوتي في إحساس الأذن بين الألف الأصلية وغير الأصلية، كلاهما ألف وكلاهما صائت طويل في الاستقبال
والهاء كما أشرتَ حضرتك من قول سيبويه، وكما أشار علماء أصوات قدماء غيره، قد يعدها البعض من الصوائت
وحكم جعلها روي الأغلب أن يلتزم قبلها بعلة، وكما أشار أساتذتي أن تكون أصلية (في العروض المتعارف عليه)
لكن
إليك رأيي الذي كونته حول الهاء في نهاية القصيدة من كتابي، أتمنى على الله أن تجد فيها جوابا شافيا ، لكن أيا من آرائي أو أراء غيري لا تتضمن جعل الهاء التي تحرك ما قبلها رويا لأنها حرف ضعيف،
أنا أستحي كشاعر وأتحرج لغيري من الشعراء أن يأتي بهاء فرعية غير ملتزم بما قبلها فيكون الموضوع (سـَلــَطة) ويستطيع أن يأتي بمليون بيت إن شاء (لأسعدَهُ ، وأكرمَهُ ، وأعشقـُهُ) إلخ إلخ ، هذا من الإفلاس
إليك الآراء، والسلام:
وفي الهاء في آخر البيت مسائل:
أ ) اعلم، أدخلني الله وإياك الجنة، أنه إذا كان ما قبل الهاء متحركا، فإن:
1- الهاء الفرعية إذا كان ما قبلها متحركا، فإنها لا تصلح أبدا للروي، بل يكون ما قبلها هو الرويّ، وتكون الهاء بعده وصلا، كما في قول ابن الرومي:
..................... يا لِـلقتيل بكى من حب قاتـلِـهِ
، والتي سيقول بعدها قوافي مثل: (حاملـِه، باذلـِهِ، عاملِـهِ ) ملتزما بالهاء كـ وصل، واللام قبلها كـ روي، كذلك في حالة هاء الغائبة (أحلامها) يلتزم الشاعر قبل الهاء بالميم كرويّ، والالف قبل الميم كردف. أي لا يجوز أن أجمع (طريقة ْ و سريعة ْ).
2- الهاء الأصلية كما هو حال الهاء في (شـَبـَـه، وَلـَـه، سَـفــَـه) حمــّـالة أوجـُـه أي:
*إذا جاءت الهاء الأصلية، قبلها متحرك في قصيدة، استطاع فيها الشاعر الالتزام بـكل حروف الهاء في نهاية البيت أصلية، صلحت الهاء هنا للـرويّ، ولم يلتزم بحرف قبلها.....، أما الأفضل للشاعر..
*......إذا التزم بحرف متحرك قبل الهاء، فلو قال: شبـَه، وفيها الهاء أصلية، والتزم قبلها بالباء المفتوحة، جاز له أن يأتي مع هذه الهاء الأصلية بحروف هاء أخرى فرعية، لكن عليه أن يلتزم قبل الهاء الفرعية والاصلية بنفس الحرف"وهو هنا الباء المفتوحة".
أي يجوز له اجتماع (شبـَـه) مع (طيـّــبهْ، وأتـْعَبـَهْ)، فإن الالتزام بالباء المفتوحة قبل الهاء في كل من (شبـَـهْ، وطيـّــبهْ، أتـْعَبـَهْ) يجعل الهاء في كل هذه الكلمات وصلا، حتى الهاء الأصلية، ويكون المتحرك (الباء في هذه الحالة) هو الرويّ..، هذا معناه أن الهاء الأصلية التي يسبقها متحرك تتبع القصيدة كلها، وتلعب دور العميل المزدوج، فإذا كانت كل حروف الهاء في آخر القصيدة أصلية، جاز أن تصبح كل واحدة منهن رويّا، ولا يجب الالتزام بحرف قبلها..، أما إذا كانت حروف الهاء في القصيدة أصلية تارة، وفرعية أخرى، وَجــَب الالتزام بحرف متحرك قبل كل هاء منهن، وأصبح هذا المتحرك رويا، والهاء في كل الأبيات وصلا. وخلاصة قولنا هو وجوب الالتزام بالهاء وبحرف قبلها، إن لم تكن أصلية طوال القصيدة.
ب ) إذا كان ما قبل الهاء ساكنا
1- إذا كان الساكن حرف علة (مدا أو حرفا عليه سكون) فإن الهاء، أصلية أو فرعية، تكون رويا، مثل: (يتوهُ، أخاهْ، عليــْه)، ويكون حرف العلة قبلها ردفا، ومعنى قولنا الالتزام بهما. ولا يوجد من الشعراء من بدل بين ردف الواو (المد أو غير المد) وبين ردف الياء (المد أو غير المد) قبل روي الهاء، وإن كانت ساكنة، أي لا يجمعون (عليهِ) مع (أتوْه) ولا يجمعون (أخوهْ) مع (بنيهْ).
2- إذا كان الحرف الساكن قبلها حرفا صحيحا، فإنه:
*إذا كانت الهاء فرعية، فينبغي الالتزام بالحرف الساكن الصحيح قبلها، على الأحوط ، كالتزام النون الساكنة والهاء في (منه، لم أخنـْهُ)، أما....
*إذا كانت الهاء أصلية، فإنها حمــّالة أوجه أي:
إن أتت مع حروف هاء كلها أصلية، جاز أن تكون هي للروي، ولا يلتزم بحرف قبلها. والأفضل والأسهل للشاعر، عندي، إذا أتت حروف هاء فرعية، يلتزم قبلها الشاعر بالحرف الصحيح الساكن.
ووجود الهاء كوصل في نهاية القصيدة (متحركة أو ساكنة) يسميها موصولة بهاء، وهي من القوافي العالية موسيقيا، بخاصة هاء الغائبة (... مقامها).
انتهىأستاذنا الفاضل عادل نمير ،
جزاك الله الجزاء الأوفي ،
على هذه الإجابة المدققة ، والمعلومات الموثقة .
ومعذرة عن تأخري في التعليق .
تحياتي وتقديري .