أُمُّ الشَّهِيدِ
أحرَقْتَني .
وسرقْتَ أحلامي، وعن عمري تَمُرّ
وتركْتَني
أشدوكَ لحنًا زاهيًا كَبُزوغِ فَجرْ
بقصيدةٍ مفجوعةٍ شهقَتْ حزينةْ
قهرًا هَمَتْ لكِن بفخرْ
وبدمعةٍ مخنوقةٍ سَالتْ بحَلْقِي مُستَكِينَةْ
حُزنًا تفجَّرَ دَمعَ شُكرْ
آهًا سجينهْ
فرَحًا بِحُرٍّ ضمَّهُ للموت سرّْ
ردّ العِدا فِي لَيلِ غَدرْ
وتطاوُلًا في مِحنَتي أَسمُو عَلى نَارِي وَجَمرِ مُصِيبَتي
تَرنِيمَتي نَارٌ وَصَبرْ
فَرَحي بِعُرسٍ فِي حدادْ
لِنَزُفَّ مَنْ بِدمٍ يخضِّبُهُ العِنادْ
يَمضِي شَهيدًا لِلسَّماءِ كَما أَرادْ
يَا ضَيعَتي فِي يَومِ عيدْ
يَا فَرحَتي نَصْري الأَكِيدْ
زَغرُودَتي والدّمعُ نَهرْ
وَيْلاهُ مِنْ زَغرُودَةٍ
تَمضِي خَناجِرَ فِي الحَنَاجِرِ
تَسفِكُ الدَّمَ فِي الوَريدْ
أوّاهُ مِنْ فَرَحٍ مَضَى عَنِّي وَغابْ
العُمرُ بَعدَكَ يَا فَتى قَلبِي يَبابْ
وَتَموجُ فِي القَلبِ المُنى
والرُّوحُ تَشْقى فِي اغتِرابْ
فَأَشدُّ قامةَ لَوعَتي
أَعلُو النُّجومَ بِهامَتي
وَالأَرضُ مِنْ حَوْلي خَرابْ
سَيُهالُ يا قَلبي عَلى قَلبي التُّرابْ
سَتَطيرُ روحُكَ يا حَبيبي عَاليًا
فَوقَ المَدينةْ
تَشدُو لها القُدْسُ الحَزينةْ
بِقَصيدةٍ حَملَتْ دُموعي النّازفاتْ
وَيلوِّحُ الأَقصى لِعينِكَ بِالدِّماءِ الزَّاكِياتْ
وَتُغرِّدُ الأَطيارُ بِاسمِكَ فَوقَ أَمواهِ الفُراتْ
خَلَّيْتَني
يَا مُهجَتي أَحكِي الفِراقْ
لا شَيءَ إلا رَسمَكَ المَحبُوبَ في صَدرِ الرُّوَاقْ
قَلبي يُمزِّقُهُ اشتِياقْ
وَالرُّوحُ تَصْبو لِلعناقْ
لوْ جُدْتَ يَا قَمَري الغَريب قُبَيْلَ عُرسِكَ بِالوَداعْ
لوْ قُلتَ يا أُمّي هُناكَ رِسالَتي حُمّلتُها
لِنِهايةٍ أَصبو لَها
لَحَضَنْتُ جُرحَكَ يَا أَنا
لوْ جُدْتَ يَا وَلَدي عَلَى قَلبِي بِشيءٍ
لوْ سَرابْ
لَغَسَلْتَ مِنْ نَفسي العِتابْ
يَا أَنتَ
يا كُلَّ الشَّبابْ
يَا لَوعَتي، نَبضِي، دَمِي،
يَا كُلَّ أَحلامِي العِذابْ
ولّى بعرسِكَ يا بُنَيَّ مُنايَ بالزَّمنِ السَّعِيدْ
وَغَدَوتُ فِي عِزِّي فَخَارِي وَالتِياعِي بِالفَقِيدْ
غَدَوتُ وَالِدَةَ الشَّهيدْ