المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
أولا أعتذر للمشرف الذي قام بحذف النص وأعدته مفتخرا بأن أؤذى في سبيل الله وقول الحق.
ثم أيها الشاعر لو كنت تعلم من خلق العمري ومن منهجنا في الواحة لعلمت أنك بما رددت هنا قد منحت نفسك حصانة من الحظر أو الطرد فإنا لا ننتصر لأنفسنا بل لما نراه حقا وصوابا ، وإنا أصحاب حلم وعلم وعدل شهد به الجميع ولا يضيرنا أن تجحده أنت ، ولا يغضبنا تطاولك واتهامك وتهكمك وصراخك فإن الحق أحق أن يتبع.
أما أنني العمري فنعم وأفتخر وإني الحفيد البر للفاروق ما كنت لو رأيتني أخطأت أن أقف أمام الجمع فأقول ما قال رضي الله عنه "أصابت امرأة وأخطأ عمر".
وأما أن يكون أبو نواس مرجعك فتلك حجة عليك لا لك ، ولا أحسب أحدا يمكن أن يبرر معصية الخالق مثلا لأن الشيطان فعلها.
وأما أن في صدري غايات ومآرب فست الضعيف الذي يحتال لأمره وفي ردي ما يؤكد ذلك ، ولست أستطيع حتى تخمين ما تقصد أنت بتلميحاتك ولكن ثق أيها الشاعر أن لا أرب لي إلا أن نتقي الله جميعا في القول والعمل.
وأما أنني أريد أن أمارس سطوة أو أذكر بمكانة فهذا قول متهافت تعي يقينا أنه لا يمثل حقا ، ولئن كنت حلمت وعفوت وقبضت يدي عمن آذاني ، واحترمت من هم فوقك ودونك فلم تكون أنت وأنا الذي رحبت بعودتك وتعاملت معك بود.
ووددت لو كنت التفت بدل هذا الصخب والصراخ للرد العلمي الصحيح على ما أشرت إليه لو كان لديك ما ترد به بحق بعيدا عن التطاول وبعيدا عن الجدل والعناد.
وأما الملحوظة الأولى في ردي فما أراك رددت على ما تحمل من فنة وإساءة إلى من كنت تبدي الدفاع عنهم قبل أيام. وأراك هنا اكتفيت بإنكار أن النهد عورة عرضا وأنا هنا أؤكد لك أنه عورة ولكن تفصيلا.
لفظة النهد قامت على وصف الشكل بالارتفاع والبروز من جسد المرأة وهذا أمر يجعل الحديث عنه يتعلق بالجانب الأنثوي الحسي من المرأة فالنهد أمر يتعلق بما فيه من حس شهواني من الذكر للأنثى وهذا مثله كمثل غيره مما يتعلق بتلك الشهوة خادش للحياء وعيب الخوض فيه وفقه اللغة يوجه المعنى لهذا الاتجاه الخادش لا محالة فهو إذًا عورة وخدش للحياء والمؤمن حيي لا لعان ولا منان ولا فاحش ولا بذيء.
وأما الذي لا يعتبر عورة فهو لفظة "ثدي" باعتبار مقتضى معناها الإنساني والأمومي ولأنها لفظة قامات على الوصف الوظيفي له وأهمية ذلك في وجود البشرية ففيه معان كريمة ولا عيب فيه ولا عورة إذ توجهه فقه اللغة إلى معناها المحترم الذي ذكرنا. با ختصار هناك فرق بين استخدام اللفظتين لا يخفى إلا على مكابر.
وأما الملحوظة الثانية فقد كان غيري الجاهل بمعناها ومقتضاها ولقد اعتبرت كلامك وبحثت في كل مصدر وصلت إليه فما وجدت منه شيء قط ، وكل ما وجدته يناقض قولك المزعوم هذا ويؤكد قولي الحق فيه. أنظر معي فضلا:
في الغني:
طَبَّعَ - [ط ب ع]. (ف: ربا. متعد، م. بحرف). طَبَّعْتُ، أُطَبِّعُ، طَبِّعْ، مص. تَطْبِيعٌ. 1."طَبَّعَ الطَّابِعَ" : جَعَلَهُ يَطْبَعُ. 2."طَبَّعَ الوَلَدَ عَلَى القِرَاءةِ" : عَوَّدَهُ إِيَّاها. 3."طَبَّعَ العَلاَقَةَ مَعَ خَصْمِهِ" : جَعَلَهَا تَعُودُ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ قَبْلَ الخِصَامِ. 4."طَبَّعَ الشَّيْءَ" : دَنَّسَهُ.
وفي المحيط:
طَبَّعَ يُطَبِّعُ تَطْبِيعاً : مبالغة طَبَعَ.- ـه على كذا: عوَّدهَ؛ طبَّع ولدَه على محبَّة الخير ومساعدةِ الضَّعيف.- ـه: علَّمه طَبْع الانقياد والمطاوعة.- المُهْرَ: روَّضه.- ـه: دنَّسَهُ.- ـه: أثقله بحملِهِ.- العلاقات: جعلها طبيعيّة؛ طبعت الدَّوْلتان العلاقات الدّبلوماسيّة بينهما.
وفي الوسيط:
طَبَّعَهُ): مبالغة طبَعَهُ. ويقال: طبَّعه على كذا: عوَّده إِياه. و- دنَّسَهُ أَو نجَّسَهُ. و- أَطْبَعَهُ.
وفي القاموس المحيط:
وطَبَعَ) عليه كمَنَعَ خَتَمَ والسيفَ والدِّرْهَمَ والجَرَّةَ من الطِّينِ عَملِهَا والدَّلْوَ مَلأَها (كطَبَّعها) وقَفاهُ مَكَّنَ اليَدَ منها ضَرْباً
(وطُبعَ) على الشيءِ بالضم جُبِلَ وفُلانٌ دُنِسَ وشينَ وفُلانٌ (يَطْبَعُ) إذا لم يكنْ له نَفاذٌ في مكارِمِ الأُمور كما يَطْبَعُ السيفُ إذا كثُرَ الصَّدَأُ عليه وهو (طَبعٌ) طَمِعٌ ككتِفٍ دَنيءُ الخُلُقِ لَئيمةُ دَنِسٌ لا يَسْتَحْيِي من سَوْأةٍ وكتَنُّورٍ دُوَيْبَّةٌ ذاتُ سَمٍّ أو من جِنْسِ القِرْدانِ لعَضَّتِهِ أَلَمٌ شديدٌ وكَسِكِّيتٍ لبُّ الطَّلْعِ
وناقَةٌ (مُطَبَّعَةٌ) كمُعَظَّمَةٍ مُثْقَلَةٌ بالحِمْلِ
(والتَّطْبيعُ) التَّنْجيسُ
(وتَطَبَّعَ) بطباعِهِ تَخَلَّقَ بأَخْلاقِهِ والإِناءُ امْتلأَ.
وفي لسان العرب:
طبَّع الدلو ملَأها. والإناءَ نجَّسهُ. والدابَّة راضها وذلَّلها. مولَّدة
والتَّطْبيعُ التَّنْجيسُ ومنهَا قسْرُ النَّفسِ على ما تَجُبُّ ولا تُحبُّ.
وكما ترى أيها الشاعر فإن كل ما ورد في معاني هذه الكلمة لم يشر ولو من بعيد لما قلت ولا يحمل معنى واحدا يمكن تأويله أو تحويله ليكون معنى مقبولا في علاقة بين العبد وربه.
أما أنني اتهمتك بالخطل فنعم وما فعلتَ هنا سوى الخطل ، وأما أنني أخرجنك من الملة فلا ، وهذا يبين معضلة القراءة الدقيقة عندك ، ولو عدت لردي لرأيت أنني لم أخرجك من ملة ولم أكفرك بل نصحتك وحذرتك أن لا تقع في مثل هذا وأنت لا تعلم وهذا حق المؤمن على أخيه المؤمن "إن الذكرى تنفع المؤمنين".
إن ما قلته لم يكن سوى تنبه لنفسك أردته أن يقع في جانب طيب ويحسن الظن ويراجع نفسه وللكن إن كنت تصر على قول ما قلت وقد فقهت معناه ومقتضاه وتتعمد هذا المعنى عن وعي فإنك إن لم تكن وقعت في الكفر فقد وقعت في النفاق نعيذك بالله تعالى من كليهما. ولعل الأجدر بك لو أنك استغفرت الله تعالى وتبت إليه فوجدت الله توابا غفارا.
وبعد فإنا قد أقمنا عليك الحجة أيها الفاضل ولم نحظرك ولن نحظرك حتى نجد منك ما يسوء ، مكذرين أن هذا الصرح يتابعه الكبار والصغار ، ويتابعه أبناؤنا وبناتنا ، وله احترامه وقدره ونتمنى منك أن تكون عونا على الخير والصلاح ، وإنكا يا أخي شاعر مجيد وصاحب قلب كريم فلا تجعل للشيطان عليك سبيلا إنه لا يدعو إلا إلى سوء المآل وثق بأن لا مصلحة شخصية لأحد في أن يسيء إليك هنا ، بل العكس إذ نتمنى أن تمسك بزمام شعرك فيكون لك لا عليك وأن تملأ الواحة تغريدا جميلا نحبه منك ما لم يشط.
تحياتي
أخي سمير العمري أراك تستهين بمن أمامك وتستخدم مفردات لا تليق بمسامع المتلقي ,, كصراخ وعناد,, ولا يضيرنا أن تجحده أنت ,, نحن لسنا في حربٍ ولا أعتقد أنك أو أي شخصٍ آخر عنده الجرأة ليقول إنه احتوى أسرار لغتنا الكريمة ولا أدري ما الذي حملك على أن تفسر كلامي على نحوٍ عدائي مع انك كنت تستطيع القول ان المرء كان بعيداً عن ربه وعاد ليطبع قلبه على ما ورد في كتاب الله ليملأه يقينا واستقراراً .
أما قولك ان استشهادي بأبي النواس حجة علي فما أحلاها من حجة فإن أبا النواس عالم من علماء اللغة بشهادة الشافعي فلا بأس في شرع الله ان ننظر إلى علمه وهو مسلم وقد أعطانا رسول الله الفرصة لنطلب العلم من أهل الصين وحتى لا أطيل عليك وعلى الآخرين سأختم قولي ان هناك نهد شيعي وسني وسيخي ونصراني ويهودي وذكره قد يحمل دلالات بعيدة عما سلف من عورة وغيرها واعتذارك للمشرف الذي حذف القصيدة دليلٌ على ان أمانة الأشراف انتهكت بكارتها ........
والتَّطْبيعُ: التَّنْجيسُ.
التَّنجيس فشيء كانت العرب تفعله، كانوا يعلِّقون على الصبِيِّ شيئاً يعوِّذونه من الجنّ، ولعلَّ ذلك عَظْمٌ أو ما أشبَهَه، فلذلك سُمِّي تنجيساً.
تحاياي