|
أفديكَ هـنّ العارضـات ذوائبـا |
المبديات مـن الجمـال عجائبـا |
الفاتنات المغريـات المحصنـات |
المحدثـات إذا عشقـنَ مصائبـا |
المسكـرات نفوسنـا والمتعبـا |
ت قلوبنـا والمغويـات التائبـا |
يا قلب لا تسمع نصيحـة عـاذلٍ |
واعشق وصلْ ملء المحبةِ كاعبا |
داء الغرامِ أحبّ لـي مـنْ أمْـةٍ |
محتلـة لا تستحـي يـا عائبـا |
إني أرى النهدين قبلـة أحرفـي |
هيهات مثلي أن يخـاف عواقبـا |
تبـدو الصراحـة تهمـة لكنهـا |
نورٌ تضيء مشارقـاً ومغاربـا |
أقسمتُ بالرحمـن جـلّ جلالـهُ |
لولا السقيفة ما رأيـتُ غرائبـا |
بغداد تبكي أرضهـا وسماءهـا |
وتقول قد كان الرشيـد سحائبـا |
في عهده كانـت هنـاك خلافـة |
فيها العدالـة لا تضيـم سباسبـا |
تاريخه كالشمس ليس بوسع مـن |
كره الحقيقة أن يضـرّ الطالبـا |
وأبو نواس ّ شبّ عنـده مبدعـا |
بلْ كانَ في علمِ الْبلاغـةِ راهبـا |
لو أنّهُ قـدْ عـاشَ يومـاً بيننـا |
لرأى المنيّةَ بعـدَ ذلـك واجبـا |
إني ذكرتُ القـدس ثـمّ بكيتهـا |
والمسجد الأقصـى أراه عاتبـا |
ما عدتُ أومنُ بالسلام على حسا |
بِ عقيدتي إني بغضتُ الحاسبـا |
يستسلمُ الضعفـاء عنـد لقائهـم |
بعدوهم عاشـوا الحيـاة أرانبـا |
والمـؤمـنـون الصادقـون بواسـل |
قد شيدوا حولَ النفوس قواضبـا |
يستشهدون وتلـك غايـة قانـتٍ |
للهِ يخشـى أن يـراه غاضـبـا |
فبمثل هذا الفعـل ليـس بغيـره |
سنصدّ عن شرف العروبة غاصبا |
إني لفي زمـنٍ خبـرتُ أهيلـه |
قد أبصرتْ عيناي فيـه ثعالبـا |
أنا في بلاد لا احتـرام لشاعـرٍ |
فيها ويحتقـر القطيـنُ الكاتبـا |
كم ملتحٍ خـان البـلادَ وأهلهـا |
وعلى المنابر كان يصدح كاذبـا |
يدعـو لظالمـه بطـول بقائـه |
فلأنتفنّ إذا استطعـت شواربـا |
يا منْ قرأتَ قصيدتي ورفضتهـا |
اعلمْ بأنكَ قـد شبعـتَ مصائبـا |
وإذا اعترفتَ بأنها بين الـورى |
سحر يقارع في السماء كواكبـا |
فاسجدْ لربـكَ إنـه أدرى بمـنْ |
طلب النجاةَ وكان ربـك واهبـا |
مهما تمـادى ظالـمٌ فـي غيّـه |
وعدائـهِ سيظـلّ ربُّـكَ غالبـا |