|
خَانُوا جِهَادَكَ مُذْ رَُفَِعْتَ لِواءَ |
|
|
واسْتَنْزَفُوا الوَادِي صَباحَ مَسَاءَ |
يا وَيْحَهُمْ مِنْ غَيْرِ حِسٍّ أَوْ دَمٍ |
|
|
سَفَحُوا كَرَامَةَ أُمَّةٍ وَدِمَاءَ |
جَعَلُوا مَرَاتِعَهُمْ كُنُوزَ بِلادِهِمْ |
|
|
واسْتَمْلَكُوا الأَعْمَاقَ والأَجْواءَ |
ولأَِجْلِ دُنْيَاهُمْ وَحِفْظِ عُرُوشِهِمْ |
|
|
جَعَلُوا الشُّعُوبَ كَمَا الْعَبِيدِ سَوَاءَ |
فَتَرَى فُتَاتَ السُّحْتِ في أَرْذَالِهِمْ |
|
|
وَتَرَى السُّجُونَ مِنَ الْكِرَامِ مِلاءَ |
لَبِسُوا مُسُوحَ الثَّائِرِينَ وَوَجْهَهُمْ |
|
|
وَاسْتَبْطَنُوا تَبَعَ الطُّغَاةِ وَلاءَ |
خَلَعُوا كِتَابَ الحَقِّ مِنْ أَعْنَاقِهِمْ |
|
|
وَاسْتَبْدَلُوا طَاغُوتَهُمْ إِقْرَاءَ |
عَاثُوا بِهَا فَكَأَنَّهُمْ بِفَسَادِهِمْ |
|
|
جُنْدٌ لِرُومَا أَوْ أَشَدُّ بَلاءَ |
عَجَبًا لِمَنْ عَاشَ الصِّبَا في مَوْطِنٍ |
|
|
وَيَسُومُ فِيهِ الخَسْفَ وَالبَغْضَاءَ |
يَا شَيْخَنَا المُخْتَارُ هَلْ مِنْ أَجْلِهِمْ |
|
|
أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ تَضْرِبُ الأَعْدَاءَ |
أَمْ كُنْتَ تَزْرَعُ في نُفُوسِ الأُمَّةِ الـْ |
|
|
ـحَقَّ الَّذِي لا يَعْرِفُ الإِضْوَاءَ |
رَبَّيْتَ شَعْبًا لا يَذِلُّ لِغَاصِبٍ |
|
|
وَغَرَسْتَ فِيهِمْ عِزَّةً وَإِباءَ |
فَرِجَالُهُمْ كَالأُسْدِ في آجَامِهَا |
|
|
وَنِسَاؤُهُمْ أَنْعِمْ بِهِنَّ نِسَاءَ |
وَشَبَابُهُمْ كَالوَرْدِ يَوْمَ تَفَتَّحَتْ |
|
|
أَكْمَامُهُ قَبْلَ الرَّبِيعِ شِتَاءَ |
فَتَضَوَّعَتْ لِيبْيَا بِعِطْرِ رَحِيقِهِمْ |
|
|
وَذَكَاؤُهُمْ مَلأَ القُلُوبَ زَكَاءَ |
وَتَفَجَّرَتْ مُهَجُ القُلوبِ حَمِيَّةً |
|
|
وَسَقَتْ رِمَالاً أُغْرِسَتْ أَشْلاءَ |
فَاهْدَأْ أَيَا شَيْخَ الجِهَادِ فَفِي غَدٍ |
|
|
جِيلٌ أَحَدُّ مِنْ السُّيُوفِ مَضَاءَ |
فَلْيَهْتِفُوا بِالحَقِّ في أَسْمَاعِهِا |
|
|
وَلْتُنْصِتِ الدُّنْيا لَهُمْ إِصْغَاءَ |