لقد امتددت من نهرين عذبين ما شاء الله لي من خلال قراءتي ـ ولأول مرة ـ للدكتور جهاد بني عودة ( معاذ الله ما أبق الأمير ) ، وقراءتي لرد الدكتور سمير العمري على القصيدة ـ وقد قرأت للدكتور سمير الكثير من الدرر والغرر ؛ فشعرت أمام هذا البيان الدافق من هذين النهرين بقوة تدفعني إلى محاولة التمثل ، ولا أقول المعارضة ، أو المجارة ؛ فأنى لجدولٍ صغيرٍ أن يجاري هذين النهرين العذبين !
|
جهاد الشعر مغناكم نضير |
به من كل زاهرة عبير |
رحيق من زهور الحب يسمو |
وشهد في مذاقته السرور |
وقد أحسنت إذ صغت المعاني |
قصورا لا يخالجها قصور |
قريضك زنته وازدان لما |
سرى في بنية منه سمير |
نعم يا شاعراً للنيل زدنا |
وآت الضاد ما عشق الأمير |
وغرد في مسامعنا بليلٍ |
وأطربنا إذا حل البكور |
عرائسكم حسانٌ طيباتٌ |
وخُفَّر مترفات الحس حور |
شغفن بفارس حساً ومعنىً |
وفكراً راقياً عز النظير |
أمير الواحة الفيحاء أعني |
ومن بالحس والمعنى خبير |
يجيل الفكر في جنات عقلٍ |
فيتحفنا بما تهوى الصدور |
إذا ما موكب الأعلام يسعى |
إلى خير تقدمه الصدور |
إمام ـ والذي خلق البرايا |
وأستاذٌ لواحتنا كبير |
سمير الواحة الفيحاء نهرٌ |
هو العذب الفرات هو الطهور |
ونهر جهادنا بالحب يروي |
وفي مغناه كم وطن الضمير |
هما في موكب الأحباب رادا |
وفي حسنيهما وجب الحضور |
أكاد لما أراه من نعيمٍ |
يهز الروح من فرح أطير |
عسى أن يجبر الرحمن قلبي |
وآتيكم على قدم أسير |
لأرشف من جمال القرب راحا |
على صومٍ إذا حل الفطور |
|
|