|
يا شعبُ صبرًا على الكرب الذي وقعَا |
و الزمْ ثباتَك إن الحقَّ قد نصعَا |
مهما تجرعتَ فالتــاريخُ مطلعٌ |
و إذْ دعوتَ فإن الله قد سمعَا |
أسمعتَ صوتَك حتى ليس ذو صمم |
إلا أصاخَ ، و إلا رقَّ و انصدعَا |
الشامُ شامُك فاصدع في مدائنه |
و اخلعْ من الأرض بشارًا و ما جمعَا |
و اطردْ من الواحة الخضراء نابحَها |
ما عزَّ من نبحَ الخضراءَ أو خدعَا |
السلم سلمُك إن سامحتَ مبتدئا |
و إن أردتَ فأحرقْ أمَّها تبَعَا |
من ذا يكفُّك هل من مالك حكمٍ |
يَثنيك يا صاحب السلطان مضطلعَا ؟ |
اللهُ ولاَّك مذ ملِّكتَ من برَدَى |
في الضفتين ، و مذْ سوَّاك مرتفعاَ |
فارفع نواصيك لا أحنَيتَ ناصيةً |
و اعلُ افتخارًا رعاكَ الله حين رعَا |
و اثأر لدرعَا ، و حمصٍ ثأرَ مقتدر |
و حولةَ الطهر مقتصًّا لهنَّ معَا |
و دُكَّ للبغيِ أرتالا مفرعنةً |
و دسْ بنعليكَ من لاَ يعرفُ الورَعا |
حماة أبقى من العادين ما بزغتْ |
و إدلبُ النصر فجرٌ ، و السَّنا درَعَا |
ما ذَا يظنُّ بنو الأنذال في غدهم |
أيحسبون بزوغ الشمس ممتنعَا |
أم هلْ يظنون أن الفجر مرتحلٌ |
و أن كلبَهم الفجرُ الذي طلعَا |
كلا فإن الحمى للشعب وارثِه |
وقد أتى غاضبًا للظلم مقْتلعَا |
فأي أرض أُهَيلَ الجور تمنعكم |
أم أيُّ قبر سيرضى أن يكونَ وِعَا ؟ |
فلملموا عفَناً في القصر مهترئًا |
و راقبوا عارضًا يستأصلُ الطمعَا |
الشعبُ وافى و قد فاضَتْ مراجلُه |
الآن يُجزَى عَدوُّ الشعبِ ما صنعَا |