التبجُّح
التبجُّح
(تبجَّحَ يتبجَّح ، تَبَجُّحًا ، فهو مُتبجِّح)
المعني : تكبَّر ، افتخر وتباهى في صلف وادّعاءٍ "
او هي : جُرأة مُستهَجنة وسوء أدب ، وسلاطة لسان
كمن يجيب بصفاقة ولا يراع قواعد الادب
وقديما قال الحكماء :
" العالم الحقّ لا يتبجَّح بعِلْمه "
بعد هذه المقدمة البسيطه يحق لنا ان نلج في ثنايا الموضوع الرئيس الذي نحن بصدده الأن وهو المشهد السياسي المصري الذي هو جزء لا يتجزء من المشهد السياسي العربي ومن ثم المشهد السياسي العالمي لا ينكر إلا مدع إننا في بحر متلاطم من الفكر والمصالح والبحث عن الهوية والذات ، العالم أجمع يعيش تلك الحالة بشكل أو بأخر وحين ينظر المرئ للمشهد بشكل عام يري تصارع الجميع فكريا وحضاريا رغم زعمهم إنهم إنما يبحثون عن تكامل وتعاضد الحضارات وليس الصدام وهذا الزعم يمكن دحضه بمجرد بروز مشكل يهدد مصلحة ما لأحدي الدول او الجماعات فنري الفرقه برزت والمصالح تسيدت الموقف ، وتصدر الصراع المشهد وأختفت مصطلحات تكامل وتواصل الحوار بين الحضارات ، ليحل محلها الصدام ،
المشكلة هي أن يتبجح كل طرف في صلف بأنه هو وهو وحده الذي يحق له أن يفرض هيمنته علي الجميع وهذا يتم حسب قوة كل نظام وكل دولة ومدي تأثير نفوذها لذا فهو ربما يستند إلي سند ولو كان غير أخلاقي ،
إنما ما يعنيني هنا هو تبجح الأشخاص وهو تبجح لأنه يحمل في طياته جرأه مستهجنة وصفاقة وسوء أدب وسلاطة لسان من كثيرين في موضوعات عامة يفترضون من خلال طرحهم الاهوج والصفيق بأنهم وحدهم هم أصحاب الحق في طرح رؤاهم ولا أحد غيرهم له الحق في هذا وهم يتجاوزون هذا الطرح ليصيبهم غرورهم بإعتقاد فاسد مؤداه أنهم هم الحق والصدق والممثل الوحيد للحقيقة التي هي وجهة نظرهم ولا يراعون قواعد أدب الحوار وتقبل الأخر وتفنيد دلائله بل أنهم يسارعون في تبجح لشطب الاخر بأرائه ومعطياته ونتائج طرحه وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي ضيق الأفق وقلة العقل وضحالة الفكر ،
وما يحزنني هو هذا التبجح بغير علم الذي أصبح السمة الغالبة لكثيرين ممن يدعون بأنهم الصفوة او مثقفي الامة وقادة فكرها وهم ينتهزون فرصة الأنفلات الحادثة في الرؤية الفكرية والمشهد العام ويدعون أن الحرية تكفل لهم هذا القدر من التبجح متناسين أن ابسط تعريف للحرية ينطوي علي محدد هام ألا وهو أن حريتك تنتهي عند حدود حرية الاخرين ، ولا يدعي عاقل بأن سوء الادب هو ضرب من ضروب الحرية ، ولا يستقيم منطق يقول بأن التطاول علي الغير بدون وجه حق أنما هو حق مكتسب بل أن هذا قمة التبجح وفساد السريرة وقد انفلت عقال كثيرين خاصة فيما يخص المشهد السياسي في مصر ولم يعد للكثيرين القدرة علي التفريق بين النقد الهادف والبناء وممارسة الحريات وبين التبجح بغير علم لمجرد الظهور والتباهي والسعي للتواجد داخل دوائر الضوء حتي ولو كان في هذا أساءه للغير وللنفس وأنني أتوجه بالسؤال لكثيرين من هؤلاء المتبجحين أين كانت ألسنتهم الطوال حين كان يحكمنا نظام فاسد ديكتاتوري ؟ أم أن سطوته كانت تنعهم من مجرد الهمس لا التبجح والتنطع بما يعلمون وبما لا يعلمون ؟
أشفق علي كل وطني مخلص يحاول أن يسهم في نهضة مصر وخروجها من مستنقع الفساد الذي أغرقها فيه نظام دأب علي إهانة الوطن والمواطن عقود وظن أن الصبر علي ظلمة ليس له نهاية ، أشفق على هؤلاء الذين يحلمون بغد أفضل ويسعون لتحقيق حلمهم بكل ما أتاهم الله من قوه وعزيمة ، ثم ينالهم المتبجحون والطاعنون علي وطنيتهم وحبهم لمصر ، يا سادة كفانا منكم ما أصابنا ولتعودوا إلي جحوركم غير مأسوف عليكم فالوطن بحاجه إلي من يبنية ويسهم في رفع رايتة لا إلي المتخرصون والافاقون والمتفيهقون ، أرجوكم كفانا الله شر تبجحكم ووقانا سموم ألسنتكم التي أنبرت تنال من كل شريف غير عابئه بما قدم أو بما ينتظر أن يقدمه للوطن ، فهذا زمن البناء والعمل لا زمن الكلام وسوء الأدب ،
اشرف نبوي
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشرف نبوي
