إطراقة البطل
عَرَاقةُ النصلِ في إطراقةِ البَطَلِ
كالسّيفِ يُزهى بهِ في المَجلسِ الحَفِلِ
كالخَرخراتِ بها الأحلامُ قد شَغُفت
لِرشفةٍ ثُمّ ذاكَ الصحو في عَجَلِ
كَالطِفلِ شَنّفَ أسماعاً بذي يَزَنٍ
والقَصفُ في فَلَك الأحياءِ كالطَلَلِ
كالإلتفاتِ لصَبٍّ في رُبى حَلَبٍ
وإذ بِهِ في حِياض الموتِ مُختَضِلِ
كُلُ البطولات تستوفي مناقبها
إلانا في جُحُرِ التاريخِ يا أملي
إلا المساوىءَ أدنتنا فظاعتها
وأسمعتنا كتابَ الحاضرِ الوَجِلِ
يا أينَ .. بل يا لها من لحظةٍ عبرت
في عالمِ الروحِ لا في عالمِ الدَجَلِ
حتى استعاضت بشمسِ العِزِّ مشرقها
وبالحضارات مَجدَ الأعصر الأولِ
والذكريات الجوارِ الحسن .. منطقها
سُدنا الدُنى فاستحالت دَولةُ السَفَلِ
للهِ خَفقُ المُنى في قصرِ قرطبةٍ
إذ حرّكتها رماحُ ( الداخل ) الرجلِ
وقد تأسّى وللسنبوكِ فرقعةٌ
من( طارقٍ ) وهوى العيدانِ في البلَل
فاستلَّ سيفاً على الطاغوتِ وانفلقت
هامُ العدا واستبدّ الحقُّ بالخلل
و( الغافقي ) رمى الإفرنجَ غُرّتَهُ
حتى ثوى فكأنّ العزمَ في خجلِ
والبيِضُ بيِضُ الألى بالله قد وثقوا
فيضربون بنصر الفالقِ الصَقِلِ
فالرومُ في فَرَقِ ، والهندُ في زَهَقٍ
والمسلمون علوا بالشكرِ والعمَلِ
للهِ درُّ امرىءٍ يَحسو مرارتهُ
لكي يُعاركَ ليلَ الذُّلِ بالشُعَلِ
لا غروَ أنّ الأنا في حلكِ غفلتها
قد انطوت بظلامِ اليأسِ والمَللِ
والذاكرون لأمسٍ دونما شُغُلٍ
لقادمِ العُمرِ كالأنعامِ في الجَبَلِ
فاستعملِ الوقتَ في أمسٍ وفي غدنا
وأحزم رِباطك إنّ الجأش في الكَللِ
واستنهضِ القلبَ وأبثث صوتَ حَمحَمَةٍ
لَعلّهُ من نِطافِ الغابرين سَلي
لعلّه لعروق المجد دفّقها
حدّارةً لدماء الجدِّ لا الهَمَلِ
اللهَ يا لحظةً أحيت هشاشتنا
كأنّ بعضي من ذكر الزمانِ خلي
للهِ نمضي وجهدٌ فوق مجهدنا
لُذنا بِمَن أركَسَ الأوثانَ بالرُسُلِ
لُذنا بهِ في عظيمِ الكَربِ ناصرنا
مَن أمرهُ كائنٌ في الآنِ والأزَلِ
معين الكلدي
7 / 9 / 2012