مقدمة هائمة
هل حل سيل الدماء محل دموع الرأفة والشوق والإشفاق وصار دوي القنابل وطلقات الرصاص بديلا عن خفقات القلب وتحولت ومضات المشاعر إلى نيران حقد وكراهية
مالي أرى الحب قد جفت موارده ...وعمت النبع أوشاب وأكدار
إنها مهمة الشعر أن يعيد الإنسان إلى الإنسان وإن الطريق لن يتبينه فرد ولكنها الأيدي المتشابكة التي تكون رتلا على خطا ثابتة تتوافق مع رتم نبضات القلب .. هذه قصيدة قديمة جديدة فلننشئ معا تلك المملكة (مملكة الحب) وليقودها أمير أو أميرة منكم لأكون بها حافظ عهد وأسرار
والقصيدة على المتدارك المحرك لوجهات النظر والإثارة ولكن انطلق كما تشاء شرط أن تمتطي صهوة جواد الإيقاع ولكن أرني موقع أقدامه لأعرف أنه يعدو وفق نغم منظم مقصود.
مملكة الحب
إن كانتِ أرضك مجدبة
فدعيني.. أبحث عن أرضٍ
يمكن أن ينبت فيها الحبْ
عن حب يغسل أيامي ..بلهيب الشوقْ
عن شوق يغمر وجداني ..بضياء الحقْ
وغمامة ودٍّ تمطرني.. إن طال الدربْ
أو واحة صدر تأويني ..لوحلّ الجدبْ
عن قلب دوماً أسكنهُ ..عن ثغر عذب ْ
وذوائب شعر تنضحني ..بنسيم رطبْ
ويدين هما كأسا نورٍ
ينساب على خفقات القلبْ
وجمال كالروض شهيٍ ..وقوام خصبْ
* * *
مكتوب أن أمشي أبداً ..بطريق صعبْ
من أقصى الشرق لأقصى الغربْ
من قلب القطب لقلب القطبْ
قدري أن أرحل طول العمـرْ
وأضم حنينا في صدري ..في طعم الجمرْ
أن أعشق عشقاً فوق الصبرْ
أن أسبح في شوق كالبحرْ
وأعود صريعاً مشدوداً
كي أُصلب بين غدائر سمرْ
تنساب على مرمر صدرٍ
تنبت فيه الأحلامٌ الخضرْ
لحبيب يبعث في نفسي
أنفاس الفجرْ
لامرأة تقذف عينيها
أمواج السحـرْ
أقطف منها ألحان الشعرْ
* * *
ألقي المرساة بشطيها
وأعد الزاد لقافلتي من شفتيها
كي أبدأ رحلتيَ الكبرى
لأأسس مملكةً للحبْ
أجمع حسي وشظايا نفسي
والأشعار أحب الصحبْ
وأقول أيَا يَا عون الربْ
*** *
وأسير وفي كفي قلبي
وأشقُّ طريقي بين الصخـرْ
يقذفني بحـرٌ.. أو يرميني بـرْ
تحملني قدم داميةٌ.. فوق الأشواكْ
وأجوع كثيراً كالنسَّاكْ
كي أنشيء ملكاً في الأحداقْ
يببتلع فضاءات الآفـاقْ
تحتفـل به كـل الأفـلاكْ
وتتوق له شتى الأملاكْ
مملكة كبرى يسكنها كل العشاقْ
لاتفتر أو تغرب عنها
شمس الأشواقْ
لا تنبت في تربتهـِا
غـير بذور الحبْ