يوماً قلت أريد هواءً أتنفسهْ
قامت دنياي ولم تقعدْ
جرّوني جراً للقيدِ
أدخِلتُ الغرفة ( با )
سقفٌ قزم
أرضٌ صلبهْ
جلادٌ يكرهني
وملفٌ محشوٌّ تهما
- سينٌ ، ما اسمكْ ؟
- منحوت في قلب الثورهْ
- ما عنوانكْ ؟
- معجون في بصمة جدي
ينهض جلادي في غضبٍ:
إراهبيٌّ أنتَ
يصرخ في أذنابهْ:
هاتوا ( الفلقهْ )
قمتُ
قلتُ
قدمي جذرٌ يهوى الأرضَ
لم تخلق أبداً كي ترفعْ
واعلم ... رأسي لا يُحنى إلا لله
دونك حزهْ
لكن لا ترم ذوائبه عند القدمِ
آهٍ قيد العزِّ
ما أقساكَ
تفترس الأيدي العزلاء
لكني أهواكَ
أنت رفيقي
أنت صديقي
تحتضن الكفينِ
لكن في قسوتك الفخرُ
يبكي ذاك القيدُ
ويخاطبني
من خلف الأكتافِ
إني والله أعشقكَ
أعشق فيك صلابة طبعي
يأتي جلادي في خببٍ
يضحك
يبكي
يصرخ
يروي لي قصتهُ
يصنع أقنعةً مكذوبهْ:
(وحدي أمشي في الطرقاتِ
يخرج من ظهر الأيامِ
شبحٌ جبارٌ في الباطلْ
فاروقٌ في غير الحقِّ
يصرخ في وجهي
سيدك الوالي أنا
فيدق الطبل الأكبر في صدري
وتراني أسجد في خوفٍ
ليس من الله
لكن من والينا)
يا من يروي التاريخ أكاذيبَ
لا لا يروى التاريخ كذلكْ
تاريخ الأمة مخلوقٌ
من عطر دماء الشهداءِ
لا تسحب من تحتي بساطي
ترميني في حبل شراككْ
أنت صنيعته لا تكذبْ
ختم ولائك فوق جبينكْ
وأنا حر مثل الدر جبيني
فاجلس وانفخ دخانك في صمتٍ
ثم ارجع وابدأ تعذيبي