توالت حبات غيث على قفراء تعانقها بشوق اللقاء، تهز ضرباتها بسيطة ممتدة ستخضرّ عما قريب، وتنسى ماضي الأمس لحاضر جميل وغد أجمل.
فالحياة تمضي بكل موقف لكتاب الذكرى حيث يطوى لحين السمر والمنادمة.
ويبقى القلب كسيرا لذكرى الفراق، يمني نفسا واسعة الرؤى بدوام اللقاء، يغشى بصيرته عن حقيقة المشهد التسويف، ويهدهد أحلامه كلمات.. مواقف.. حنين..
حقيقتها سراب يختفي؛ عروته بالواقع منفصمة الصدق؛ منقطعة الوصال.
قد أسلس لغرّته قياده للآمال فأخذت بآخيته لحيث منّتها روح تواقة لا تَميز، فكان داؤها كامن بدوائها كوقود خبا، قدحت زناده طوارق مُكتنّة بأيامه ولياليه فهي لهيب تأكل أخضر أمانيه.
ذهب هواءً سهاد المقمرات، وتأملات فكر طغى عن مراسم الحدود والفواصل.
جناني.. أقصد بسيرك فلست مع الدنيا في وفاق.