|
أنا عَرَبِيٌّ لمْ تزَلْ شُرُفاتِي |
تنوحُ على ما اغْتِيلَ منْ حُرُماتي |
رَفَلْتُ بِسِرْبالِ الأنينِ كأنَّني |
على رفِّ أوْجاعي رَكَنْتُ حَياتي |
إذا اجْتاحَني لَغْوُ الطريقِ صَدَدْتُهُ |
فما افْتَرَّ منِّي مَبْسَمٌ لِنِكاتِ |
كتمْتُ تباريحي وأخْفَيْتُ لونَها |
عليها اسْتَدَلَّ الناسُ بالنظراتِ |
إلامَ أبُثُّ القافياتِ مواجعي |
وقدْ خَرِسَتْ في العالمينَ لغاتي؟ |
تُقطِّبُ منِّي هامةُ الوعْيِ كلَّما |
ببَعْضِ تهاويمي اخْتلَيْتُ بذاتي |
فَترْمي أبابيلُ العراقِ قصيدتي |
بأختامِ سِجِّيلٍ تَفُضُّ دَواتي |
ويصْهَلُ جُرْحي.. ليْتنِي ما رَشَشْتُهُ |
بماءٍ جرى منْ دِجلةٍ وفراتِ |
بلابلُ روحي في دِمَشْقَ حَبيسةٌ |
بأقفاصِ وقتٍ داكنِ الغُرُفاتِ |
هناكَ يَئِنُّ السَّرْوُ في كُلِّ غُوطةٍ |
ويَغْتسِلُ الصفصافُ بالعَبَراتِ |
وفي كلِّ عُشٍّ للنوارسِ مأتمٌ |
وتختلطُ النجوى بها بشَكاةِ |
تَرَى الفجْرَ فيها يَسْتجيرُ بِيُتْمِهِ |
ويحْملُ تصْريحًا لهُ بوفاةِ |
فهلْ نَشَرَتْ شَالَ البَنَفْسَجِ رَبْوةٌ |
على لحْدِ عُصفورٍ بها ورُفاتِ؟ |
وغَزَّةُ إكْليلٌ برَأسِ يَراعتي |
تضَرَّجَ بالإشفاقِ والزفَرَاتِ |
تخَطَّفَهُ بُومٌ "تصَهْيَنَ" صوتُهُ |
إذا نعَقَ اسْتعْدَى وُحُوشَ فلاةِ |
وهذا الهوى أخْتامُهُ قاهِرِيَّةٌ |
يقولُ لبحْرِ التوْقِ ريحَكَ هاتِ! |
أَقِلْ في عُبابِ الشوقِ صوْبَكَ عَثرَتي |
أنِلْ زوْرقي المنْفِيّ مَوْجَ نجاةِ |
طرابْلُسُ شَلاَّلُ الحنينِ ومُزْنُهُ |
يَعُمُّ بزَخَّاتِ الشرودِ سِمَاتي |
نأى سَعَفُ الآفاقِ بي فوَجَدْتُني |
أمُتُّ إلى نَخْلاتِها بِصِلاتِ |
هنالِكَ أبْناءٌ ليَعْقوبَ أثْخَنوا |
أخاهمْ بسَهْمٍ نافذِ الطعَناتِ |
لَجُبُّ النوى أوْلى بأكْفانِ جُرْحِهِ |
لوِ اخْتصَّ فِعْلٌ باحْتِدامِ نِيَاتِ |
وصنعاءُ تعدو أرْجُوانِيَّةَ الخُطا |
كمُهْرَةِ خَيَّالٍ بأرْضِ شَتاتِ |
تُراوغُ شَيْطانًا يُلاحِقُ ظلَّها |
يُمَزِّقُ ضَبْحًا وَاهِنَ النبَراتِ |
ولي في قِبابِ القيْروانِ حَمامةٌ |
تضِجُّ سُعالا أحمَرَ الصَّرَخاتِ |
لَكَمْ بتُّ جَرَّاها طريحَ هواجسي |
كأنِّي بذكْراها أحِيكُ سُباتي |
أنا عَرَبِيٌّ أضْمَرَ العالمُ اسْمَهُ |
دليلا - إذا يمْشي - على العَثَراتِ |
فلا نهْجُهُ في حاجةٍ لدلالةٍ |
ولا وجْهُهُ في حاجةٍ لصِفاتِ |