أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: يــُــمــَّــه

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    العمر : 48
    المشاركات : 160
    المواضيع : 62
    الردود : 160
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي يــُــمــَّــه

    يُمَّـه



    لا تكاد تتذكر ملامح والدها الذي توفي في مرحلةٍ مبكرة من عمرها ، لكن علاقتها بأمها – التي توفيت أخيراً – كانت قوية للغاية، لم تكن هي أمها فحسب بل كانت أيضاً هي صديقتها وأقرب الناس إليها ، قبل أن تتزوج غادة كان تعلقها بالأطفال وحنينها إليهم وحبها لهم يستحوذ على المساحة الأشمل من قلبها ، حتى أن ثدياها درّا بالحليب في تلك الفترة ، وكانت تختلف عن غيرها من الفتيات بميلها إلى العزلة والهدوء وانصرافها الكامل عما يشغل قريناتها من اهتمامات بالأزياء والماكياج والموضة والمظاهر .

    زوج غادة يحبها كثيراً ويستشعر حساسيتها الشديدة وأثر فقدانها لأمها على نفسها ، ولم يكن غيره مناسباً لـ أمرأة بمثل تركيبة غادة النفسية وشخصيتها المفرطة في الرقة والنقاء .

    في المرة الأولى أسقطت غادة جنينها وفي المرة الثانية ماتَ فورَ ولادته وكان لهذا انعكاسه الكبير على نفسيتها ، لايزالُ زوجها طلال يتذكرُ ثورتها المؤلمة حين مات مولودها قبلَ عام، كيفَ كانت تصرخ وتئن وتقول بينما الممرضات يمسكنها ليخدرنها بالمهديء: ولدي .. أتركوني .. أريد أن أموت .. المرأة التي لا تستطيع أن تهبَ الحياة لطفلها لا تستحق أن تعيش ..

    هذا هو حملها الثالث وهي في أوانها للوضع، كان طلال خائفاً على سلامتها من ناحية ومتخوفاً من احتمالية فقدها لهذا المولود أيضاً من ناحيةٍ أخرى وما سيعود به ذلك عليها من شديد الحزن والألم .

    يتردد – ذهاباً وإياباً – في ذلك الممر الواسع بين غرفة العمليات وصالة الانتظار ، يسمع صرخاتها وأنينها من أثر "الطلق" ، وكم كانت تقطع نياط قلبه نغمة صوتها العذب المخنوق وهي تنادي: يُمَّه .. يُمَّه .. يُمَّه..

    ولم يكسر إصغاءه لأنينها سوى أصوات الأطفال الذين يحدثون الكثير من الجلبة والضجيج في صالة الاستراحة ، قادته قدماه إلى هناك حيث كان يجلس ذلك الرجل الضخم في منتصف المقاعد المرصوصة وحوله أربعة من الأطفال .

    اختار أول المقاعد وجلس عليه وصار يرقب مشهد تحلق الأولاد حول والدهم وتنازعهم فيما بينهم ، سأله الرجل عن سبب وجوده فأخبره أن زوجته تضع مولودها ، وأخبره الرجل بأن زوجته كذلك تضع مولودها الخامس ، وصار يحدثه عن مشكلة الأولاد وكثرتهم والهموم التي يجلبونها وصعوبة الحياة في ثرثرة لا تكاد تنتهي ، بينما هو يستمع ويشير برأسه مؤمناً على كل كلامه .

    وكانت الممرضة في آخر الرواق تتحدث بهاتفها الجوال في صوتٍ مرتفع حينما قام مستأذناً من ذلك الرجل ليستطلع أمر زوجته، تصرخ الممرضة بمن يحادثها على الطرف الآخر وتؤكد له أنها أرسلت مصاريف ابنها في المدرسة أول هذا الشهر وأنها لن تتمكن من توفير مبلغ آخر لزوجها الذي يطالبها بالمزيد لقضاء بعض الأمور المهمة التي لا تحتمل التأجيل ، أنهت مكالمتها بعصبية وغضب ودخلت إلى غرفة خاصة بالملابس .

    في هذه اللحظة كان الطبيب يخرج من غرفة العمليات ليستقبله طلال بلهفة ويسأله عن حالة غادة ، أمسكه الطبيب من يده وهو يزيح الكمامة عن فمه بينما كان يركز عليه نظراته الغريبة ويدخله معه إلى المكتب: مبروك.. رزقت بمولود ذكر .. لكن اسمع يا أستاذ طلال ، سأتكلم معك بصراحة .. زوجتك ستكون بحالة جيدة بعد زوال مفعول التخدير .. لكن بالنسبة لابنك فإنني لا أظنه بحالة جيدة ولا أريدك أن تتفاءل كثيراً بخصوصه .

    لم يعنه شأن طفله - الذي لم يره بعد - بقدر ما كان مرتاباً من ردة فعل غادة وصعوبة الصدمة عليها فيما لو أن الطفل مات هذه المرة أيضا .

    خرج من المكتب عندما كانت بعض الممرضات ينقلن غادة – المسجاة على ذلك السرير المتحرك – إلى غرفتها في قسم الولادة والأطفال ، كان يمشي بمحاذاتها ويتأمل وجهها الذي تبدت عليه آثار التعب والإجهاد نائمة في سكينة وأمان ، ولم يزل برفقتها إلى أن وسدنها في فراشها ودثرنها ، فنزل عليها بقبلةٍ حانية بين عينيها في منتهى الحب والرحمة .. وخرج من الغرفة ليتركها تنام في هدوء .

    في طريقه للعودة إلى مكتب الطبيب قابله ذلك الرجل الضخم وهو يضحك ببشاشة ويقول: لقد رزقت بمولود ذكر .. ماذا عنك أنت ؟

    لم يجبه بغير ابتسامة عريضة وإيماءة بالموافقة .

    عند دخوله إلى مكتب الطبيب كان يسمع صوته وهو يتحدث إلى تلك الممرضة: لا أعتقد أن الإدارة ستوافق لكِ على أي سلفة لأن عوائد المستشفى خلال هذا الشهر متدنية للغاية.

    وخرجت الممرضة بورقة في يدها وهي مشحونة بالحيرة والغضب، ودخل هو ليناقش الطبيب حول ما يعاني منه طفله .

    لم يدع كلام الطبيب للأمل بصيصاً إلى نفسه واستحكمت الهواجس والأفكار عليه حينما كان الطبيب يدلف به إلى غرفة الحضانة ليلقي معه نظرة على ولده المودع داخل اسطوانة زجاجية خاصة ومعقمة ، كان ينظر إليه بتحسر .. جسمه الصغير الضعيف وعيناه المغشاتان بالهلام والزرقة الطافحة على أطرافه اللدنة ..

    تأكد الطبيب من خروجه قبل أن يحكم إغلاق الغرفة وينصرف إلى شؤونه ومشاغله ..

    خطرت له فكرة غريبة بعد أن أمضى وقتاً في التفكير ، انطلق على أثرها يتفحص غرف العاملين والمكاتب في ذلك الممر إلى أن وجد تلك الممرضة الغاضبة ، استأذنها بالدخول وكانت تبكي لوحدها في ركن إحدى الغرف ، دخل وأغلق الباب ..

    في اليوم التالي عاد طلال إلى المستشفى ودخل على زوجته التي وجدها تضحك وتقبل ابنها الذي تحتضنه إلى صدرها وتلفه بذراعيها في فرح ، رفعت نظرها إليه:تعال يا طلال ، انظر إلى ابني حبيبي .. انظر إلى جماله .. ابني وابنك يا طلال .. ابني وابنك .. ابننا يا طلال ..

    أخبرته بأن الطبيب قد أذن لها بالخروج وأنها تريد أن تعود إلى البيت بأسرع وقت ممكن ، ساعدها في جمع أغراضها بينما كانت تحتضن ولدها وخرجا معاً إلى الممر حيث لقيا ذلك الرجل الضخم آسفاً حزيناً معتصماً بالجدار بينما أصوات بكاء وعويل داخل الغرفة المجاورة ..

    فتح لها باب السيارة وساعدها على الركوب قبل أن يضع أغراضها التي يحملها في المقعد الخلفي ، وقاد السيارة ليمضيان إلى بيتهما ، وفي الطريق كانت تحدثه غادة وهي تقبل وجه ابنها: تعرف يا طلال ؟ .. المرأة المسكينة التي ترقد في الغرفة المجاورة لغرفتي ابنها مات .. هذه المرأة كانت ولادتها في نفس اليوم الذي وضعت فيه ولدي .. الحمد لله الذي سلم لي ولدي من الموت .. الحمد لله .. ولدي حبيبي أنا .. – وما زالت تمطره بالقبلات – ولدي حبيبي أنا ..

    تعاقبت الأيام وكان هذا الطفل هو شغلها الشاغل لا تنفك تلاعبه وتتأمله ولا تكاد تنحيه عن أحضانها إلا قليلا ، أحس طلال بانصرافها عنه وإهمالها لشؤونه منذ قدوم هذا الطفل .. ولم يضق بذلك بل على العكس ، فلم تكن غادة بهذا القدر من الفرح والابتهاج والإقبال على الحياة من قبل..

    خلال بضعة أشهر كانت الأمور مستقرة تماماً ، وكانت السعادة تغمر هذا البيت حتى الساعة الحادية عشر من ليل ذلك اليوم حينما استقبل طلال مكالمة ، كان المتصل هي تلك الممرضة ، أكفهر وجه طلال وهو يسمعها تقول: سيد طلال أنا أريد أن أكفر عن ذنبي ..

    أخذ الهاتف بعيداً عن زوجته التي انحنت برأسها ترقبه من بعيد، وأجابها بغلظة: ما الذي تريديه؟ .. ألم ننته من هذا الأمر ؟ .. أنا أعطيتك ما طلبتِ فلا تحاولي استغلالي ..

    قالت الممرضة: اسمعني يا سيد طلال .. لقد حصلت على رقم هاتفك بعد عناء .. ليس لي في هذه الحياة إلا ولد واحد هو كل ما خرجت به من هذه الدنيا وهو يعاني من مرض يهدد حياته .. وأنا أشعر أن الله يعاقبني على ما جنيت .. ليست لي في حياتي إلا هذه الغلطة وأريد أن أنام وأنا مرتاحة الضمير .. تعبت من شعوري بالذنب ومن الكوابيس .. أريد فقط أن أرتاح وأنام قريرة العين .. ليست المسألة مسألة مال صدقني .. أنا مستعدة أن أعيد إليك مالك وأكثر ولكن أرجو أن تعينني على إصلاح الخطأ الذي اشتركت معك فيه، وأجهشت بالبكاء ..

    أجابها بحدة: هذا كلامٌ فارغ .. إذا عدتِ للاتصال مرة أخرى فسأعرف كيف أوقفك عند حدك .. ولا تهدديني فأنتِ تعلمي جيداً أنكِ المسؤولة مباشرة وأنكِ تتحملي كامل تبعات ما حدث ..

    أنهى المكالمة غاضباً وهو في حالة من الاضطراب والتوتر .

    بعد ذلك بيومين كان يقرأ في الطرف الأسفل من الجريدة وهو جالس على المقعد المجاور للمصباح بينما كانت غادة تلاعب طفلها الذي أجلسته وسط السجادة وقد بعثرت الكثير من الألعاب حوله ، حينما جلجل جرس الباب فقام طلال إليه .

    وجد بالباب رجال الشرطة وبصحبتهم تلك الممرضة وذلك الرجل الضخم ، لم يفهم الأمر فحسب بل ذهب إلى ما يمكن أن يحدث بعد دقائق ، وارب الباب خلفه بعدَ أن ألقى نظرة إلى الداخل وعادَ موجهاً حديثه للضابط الذي كان يبتسم كمن فازَ بصيدٍ ثمين: أرجوك يا سيدي أن تذهب إلى مكتبك وسأذهب معك لمناقشة الموضوع .. زوجتي إنسانة حساسة للغاية وأي كلام في هذا الموضوع قد يعرضها للكثير ..

    لم يصغِ الضابط إلى كلامه وقاطعه بحدة: أين الولد ؟ ..

    أردف طلال متوسلاً وهو يشير له بيده أن يخفض صوته: سيدي ..

    لكن الضابط دفعه بقوة وهو يعيد سؤاله: أين الولد يا سيد طلال ؟ ..

    ما كان من طلال لحظتها إلا أن يدخل إلى البيت ويجلس على أقرب مقعد حانياً رأسه إلى الأرض في انكسار ..

    دخل الضابط ومن معه ففزعت غادة وحملت ولدها إلى صدرها وهي تسأل: ماذا تريدون ؟ .. ماذا حدث ؟ ..

    قال الضابط وهو يهم بتناول الطفل: أعطني الولد لو سمحتِ .

    لاذت غادة بالركن وهي تحتضن ولدها بقوة وتصرخ : لا .. هذا ولدي .. لا أحد سيأخذ مني ولدي .. امنعهم يا طلال .. إنهم يريدون أن يأخذوا ابننا ..

    عاد الضابط ملتفتاً إلى طلال الذي أطبق كفيه على وجهه صامتاً ، فطلب الضابط من أحد الجنود أن يأخذوا الطفل من غادة بالقوة ..

    انتزعوه منها انتزاعاً وهي تصرخ: لا .. ولدي .. لن يأخذ أحد مني ولدي ..

    أخذ الجندي الولد وخرج به بينما نزلت هي تقبل قدم الضابط وهي تتشبثُ بساقيه وتتوسل إليه: أعد إليَّ ولدي أرجوك .. لا تأخذوه .. أعده إليَّ أرجوك ..

    تأثر الضابط بموقفها وفهم أنها هي الأخرى ضحية وهذا ما يؤكده موقف طلال أيضاً ، فزمّ شفتيه متأسفاً وقال: يا سيدتي هذا الولد ليس ابنك، هو ابن امرأة أخرى وقد قام زوجك برشوة هذه الممرضة التي قامت بإبداله بولدك الذي مات ..

    قامت غادة وهي في حالة هستيرية تصرخ: هذا الكلام غير صحيح .. أنتم تكذبون ..

    وذهبت تهز كتفي زوجها طلال وتصرخ به: قل له أن هذا الكلام غير صحيح .. قل لي أنهم يكذبون .. لا تدعهم يأخذون ولدي مني .. إنه ولدنا يا طلال أليس كذلك ؟ ..

    كشف طلال عن وجهه المحمر وهو يهم بالخروج امتثالاً لأمر الضابط ليذهب معهم لإنهاء الأمر ، ولم تزل غادة تصرخ وتتوسل إلى الجميع .

    تحركت بــ طلال سيارة الشرطة وهو يرقب زوجته من خلال النافذة تخرج إلى الشارع وتركض حتى ترتمي على قارعة الطريق بينما المارة يسترون ما تكشف من جسدها وترن في مسمعه نغمة صوتها العذب المخنوق وهي تنادي : يُمَّه .. يُمَّه .. يُمَّه .

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب عبد الـلـه الخميس

    قصة يمّه , اعجبتني جدا , فلقد اعجبت اولا , بقدرتك اللغوية الواضحة , واختيار المفردات الموفق , صياغات متينة , وصور بارعة , وقد غرست بعض المشاهد , في مساق النص , لم تؤذه كثيرا , فلقد كان التوتر في بناء الحبكة قويا , وجاء السرد شيقا , وممتعا ومؤثرا , لم اتوقع النهاية , على الرغم من احساسي بالعقدة , التي داريتها إلا قليلا , ثم جاءت الخاتمة واقعية جدا .
    شخوصك المستخدمة ناجحة , فالزوج حالة تستحق الوقوف عندها طويلا , غني الملامح , وغادة صورة للرمز الانثوي , الرجل الضخم هو الحالة العامة , الممرضة والطبيب شخصيات حية , تعكس حالة مسشفياتنا , ولقد وظفت الشخوص بنفس الوقت , لتعكس صورة المجتمع , ثم ان الابعاد الزمانية والمكانية مترابطة , بشكل محكم .

    اخوكم
    السمان


    شاركونا الفرح في المهرجان الادبي الاول للواحة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الخميس...
    الصور الحسية عادة تكون تسجيلا لاحساسات فعلية لكنها من نص الى اخرى تتصاعد في عالم التخيل ..واراها الان هنا تقدم لنا صورا قصصية تومض بحياة تعتزم على ان تنغرس في الالم .. الم..لاحدود لنهايته..حياة تصف ما قد يشاهد من خلال بصيرة القاص...مع اقرب المخلوقات الى السماء..مع الام...انها بالفعل عمل ادبي رائع ...؟
    تقديري واحترامي
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    نص علقني حتى انهيته وانا ارى غادة الى اخرا لمشهد
    روعة لاتقل ضراوة عن اجمل نص
    دمت بخير
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,171
    المواضيع : 318
    الردود : 21171
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    تمتعت وتألمت بكل حرف في هذه السيمفونية القصية الرائعة
    نص رائع السبك، ومنسوج من صميم الواقع بحس لغوي جد باهر
    نص زاخر بالمشاعر الجياشة ـ لقصة إنسانية بإمتياز أجدت رسمها
    مؤثر نصك وعميق ـ أبدعت إلى درجة الدهشة والإبهار.
    دمت بروعتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي