كرازيات فلسطين والمشروع الوطني المقاوم
رمضان عمر
رئيس رابطة أدباء بيت المقدس
تجاوز الخطاب الاسلوي حدود البحث عن تبريرات سياسية واقعية لتمرير مشروعات الانزلاق والهزيمة ، إلى حد البوح الفاضح بتبني خيارات دخيلة مستهجنة ، بلغت حد الاستعارات السياسية من قواميس الكنيسة الكاثوليكية أو من خزعبلات التحليل السياسي الصادر عن المؤسسة الأمنية الصهيونية في توصيفها للحالة السياسية ، فبدا التماهي المطلق بين ما تقوله رايس وبوش وقادة العدو الصهيوني ، وما تردده كرزايات فلسطين واضحا جليا، فالحركة السياسية الوطنية في عرف بوش وكرازيات فلسطين هي حركة فاشية إسلامية ، وأصولية إرهابية ونازية تعتمد العنف خيارا له .
لا يوجد أدنى فارق حتى في الدبلوماسية السياسة التي تلاشت مع فشل المنطق السري في حصار حكومة الشعب الفلسطيني مما اثار حفيظة المتأمرين ، واذكى نار الحقد في اضغانهم ؛ فأبانوا عن المستور ، ثم قالوها صراحة: " ما نريده لا علاقة له بالوحدة الوطنية او المصلحة الفلسطينية ، انما المطلوب اولا واخرا ارضاء العالم الخارجي واقناعهم بخطابنا السياسي ، وعلى رأسهم امريكا واسرائيل ، واي خطاب سياسي لا ترضى عنه المؤسسة الامريكية او الصهيونية ، فهو مرفوض جملة وتفصيلا لدى هؤلاء الكرازايات .
ومن هنا، فان قراءة الواقع الفلسطيني لا يجوز ان تنحرف بنا عن حقيقة السناريوهات المتبعة في الخطابات السياسة ، وتحليل ما يجري على الأرض على انه فتنة داخلية ، تجاوزت فيها أ طراف بعينها الخطوط الحمراء، وانجرت الى المحذور ...
لا يا سادة ، فالحقيقة الناصعة : أن الخطابات السياسية في المنطقة لم تتعدد ولم تتشظى كما تصور الماكينة الإعلامية (الصهيو- أمريكية)، بل افترقت إلى خطابين لا ثالث لهما : خطاب يمثله مجموع الخيار الوطني؛ يرضى بالقاسم الوطني المشترك بين الفصائل ، ويتخذ من محددات السياسة الوطنية دعامة له ، وهو بذلك يقبل خيار حكومة الوحدة ، والتعددية ويعتمد على وثيقة الأسرى ما دامت محط إجماع وطني نابع عن قرارات داخلية ، وخطاب لن يقبل باية رؤية لا ترضى عنه أميركا وإسرائيل ، وهو جزء بل اداة قوية من ادوات الحصار؛ شارك بفاعلية في إحداث حالة من الفوضى العبثية التي شلت الحياة في فلسطين ، والا ماذا نسمي الاضراب الشامل في المستشقيات والاجهزة الامنية والمرافق العامة ، حتى اامة لمساجد اضربوا وتخلفوا عن الذهاب لأداء الصلاة في رمضان
والاموال التي يتذرع البعض بعدم توفرها هي متوفرة بكثرة لدى طرف دون آخر لتكون سببا في إحكام الحصار ، لا أداة للحل والتقارير تشير إلى ذلك
لقد ادركت امريكا واسرائيل بعد الإخفاقات المرة لهما في افغانستان والعراق ولبنان ان حتمية انهيار المشروع( الصهيو- امريكي )قائمة قريبة قادمة ، وان امكانياتهما الذاتيتين لم تعد قادرة على الحسم ن ومن هنا كان الإسراع في دعوة العبيد الخونة لتحفظ ماء الوجه ، ونحقق ما لم تستطع إن تحققه آلة البطش العسكرية و، فاجتمعوا مع الدول المعتدلة في رأيهم وحركوا المفجوعين المنتفخين فسادا .
غير أن هذه الأماني سرعان ما بدت تتبدى وتتحطم بعد أن بان للشعب خقيقة ما يجري فاستطلاعات الرأي -كما في الجزيرة وغيرها - تشير الى انفضاض شعبي واسع عن المشروع الكرازاتي والتفاف واسع حول مشروع هنية نصر الله – رغم الضيق والحصار ومحاولات التشويه والتشكيك - وما على أمريكا وإسرائيل إلا انتظار ساعة الحسم ، ما لم تراجع حساباتها وتنظر بعين الحقيقة إلى حقيقة الواقع في المنطقة