أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: موتُ أنا ...

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 49
    المواضيع : 8
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي موتُ أنا ...

    موتُ انا ..
    فاطمة اسماعيل


    اجراس الكنائس تصرخ ، و ماذن الجوامع تجرح بأصواتها، ضجت الطرقات والهواء مثقوب بالحزن ، والسحب دمع خجول .
    كم كانت طيبة .. لم تكن تشكو ، ان مرت بيننا لانشعر بمرورها ، كنسمة عليلة كانت تمر .. و كعصفورة بيضاء كانت ترفرف بأجنحة الروح . ..
    لم تحقق حلمها بأن تتجسد روحها بنفسها ، كل الاغنيات كانت تناشدها ، منذ ايام كانت تلعب في قلبي و بعدما يئست من حلم ان تكون هي.. و لكن .. ماتت و حلمها ..

    اليوم دفنها كما اعلنوه لها ، الكل مجتمع ، القاتل و المساعد ، و خبأوا اثار الجريمة و معداتها جيدا، و بأيديهم الاقلام التي خطت نعوتها قبل أن تسلم عينيها للرحيل ، وعلى يمين القبر يقف من هيأ مكان الجريمة و حدد موعدها يخطب بي و بهم _ و بأي حق و من هو ؟؟_، و على اليسار يهتف المتفرجون بالبكاء ..

    اللون ذاته يتكرر ، يرتديهم ، هو الان اجمل الواني ، صرت منه ارى عيوني .
    اليوم تحقق حلمها ، كانت نهاية جميلة ، كان حلما اعيشه رائعا ، و الان و قد اجتاحتني اعاصير موت ، صرت جسدا بلا روح ، كانت انا ، و كنت هي ، جمعتنا احلامنا ، و جمعتنا انا ، كان مسكنها قلبي ، ماتت و هو، مثلما تموت الوردة في مجتمع الزيف ..

    اليوم .. لم اعد اشعر بالوحدة ، لأنني لم اعد اشعر اصلا ، صرت جسدا فقد روحه ، و اغنية بلا لحن ، و عودا بلا وتر ، و حلم موت قد تجسدني ...

    الكل الذي ادعى الوقوف امامها و يعزيني بنفسي ، رحل .. و انا بقيت .. بقيت اراقبها تتعذب ، و اجمع اشلاء احزانها لأرميها معها في مقبرة كل يوم ، ، بقيت اراقبها و هي ترحل ، فقد ودعتها منذ الاف السنين ، كانت على يقينِ من رحيلها ، عرفتني جيدا ،/ بأني لن اكون هي بعد رحيلها ، و حدثتني عنه كثيرا ...
    جلست عند قبرها ، اراقب الواحتين _ عينيها_التي اجتمعت فيهما كل امطار السماء .. اراقب المركبتين شفتيها _ اللتين لطالما حلمت بالابحارفيهما في بحر الشعر و الحب ، اتأمل الورود التي هربت من حقولها لتجتمع في حقول خديها ..
    سرحت و سرحت الى ان وصلنا الى المكان ذاته حيث التقينا ، و صلنا الى ابعد من هنا ابعد من الهدوء الى الخيال الى حيث لا احد ..
    اليوم .. ودعت كل احلامي .. لأني لن احلم دون نفسي ...
    دفنوها كما يدفنون الجميع ، ظنوها كما الجميع تعود الى التراب ... اما حقيقتها فاسمى من كل البشر ، حلمها حمل الحياة بأكملها ، حلمها كان الحرية ...
    حملتها ... وقفت تحت الشجرة التي دفنتْ بيدها تحت ظلها احلامَها ..رفعت يديّ الى السماء ، و كالطير مال جناحاها حتى وصلت الى ابعد النجوم و منذ ذلك الحين ، انا و النجوم أعز اصدقاء ...






    ________
    رشة قوس قزح .

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    السلام عليكم

    الأديبة الفاضلة

    النص ينتمي إلى ذات النفس ، حتى أن الكلمات رسمت بمشاعر قلبية ، تهذي معها الأفكار ، وتتدفق في خواطر الكيان ، فكان نصاً خاطرياً ، يقدره أهل النثر ، ويحترمه أهل القصة .

    تحيتي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    فاطمة..
    سمو النفس لايعلوه شيء حتى وان دس فيه غصبا خنجر مسموم..
    وهذه الوقفة المتأملة مع النفس هنا داخل اطار الذات والانا اثارت في نوعا من الرؤى التي تبحث كينونة الانا او لنفل النفس
    في الواحد منا، حيث لكل منا نفس ذاقته ويل وجودها واذقناها ويل رضوخنا لامارتها التي لاتخرج عن السوء اذا لم تلقفها القيم..
    وقفتك هذه اثارت الكثير من الاسئلة وهي نفسها الاسئلة التي ترددها النفس مع نفسها..هل كل من صافحت يدي تسيرها النفس هذه كانت تبحث عن وجودها ام عن الكينونة فيها..هل كل من حفروا وودعوا ورتلوا الترانيم والتراتيل والمزامير هنا هم من يعون ماهية النفس التي تواريها الترابي وماهية التي تسكنهم ام انهم اسباح انسان تسكنهم لايعون منها سوى بعض رغباتها التي يخضعون لها دون وعي وادراك لماهية كينونتها ووجودها، انا في خضم هذه التساؤلات بقيت اراقب النص للنهاية فرأيته يمتزج مرة بالاحلام ومرة بالواقع واخرى باللاشيء الكامن في الوجود والخواء الذي يعلوا هذه الوجوه واذا ما امتزجت كل هذه الامور في نفس واحدة غدت نفس لامناص من نهايتها لانها لاتكون في وجودها الا شبح ووهم تائه .
    عذرا ان اجهضت النص..
    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    لقد قمت بنقل النص لأنه جدير باهتمام المختصين بالنثر .

    وأقدم إعتذاري للأستاذة الأديبة فاطمة

  5. #5
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الأخت الفاضلة الأديبة فاطمة اسماعيل

    لقد أعجبت بالنص , وبهذه الطريقة الفلسفية , وهذه الصور الابداعية , بالاضافة الى متانة
    العبارة , وقوة تأثيرها , كان البوح جميلا , ينم عن ملكة أدبية راقية , ولقد حرت في تصنيف
    النص , فهو نص نثري جميل متألق , وفي نفس الوقت يملك ملامح القص , ولكنه لايمتلك
    كل خيوط القص وتقنياته , ولعل هذا ما حدا بالأخ الأديب محمد سامي البوهي , أن ينقله الى
    واحة النثر , ومهما يكن من أمر , فإن النص رائع جدا , وقد اعجبت جدا , بقراءة الأخ الغالي
    الأديب والمفكر الفذ الاستاذ جوتيار تمر , وهذا الغوص النفسي , والتأملات الفلسفية , التي
    جعلتني ألمح أشياء لم أكن لاراها لولا هذه القراءة المتأنية الجميلة .
    وأورد هنا ملمحا قصيا متألقا , ورد في النص :
    " جلست عند قبرها ، اراقب الواحتين _ عينيها_التي اجتمعت فيهما كل امطار السماء .. اراقب المركبتين شفتيها _ اللتين لطالما حلمت بالابحارفيهما في بحر الشعر و الحب ، اتأمل الورود التي هربت من حقولها لتجتمع في حقول خديها ..
    سرحت و سرحت الى ان وصلنا الى المكان ذاته حيث التقينا ، و صلنا الى ابعد من هنا ابعد من الهدوء الى الخيال الى حيث لا احد ..
    اليوم .. ودعت كل احلامي .. لأني لن احلم دون نفسي ... "
    حيث يتجلى المستوى العالي , من اللغة واستخدام الصورة البارعة , والحركة القصية الذكية .

    د. محمد حسن السمان

  6. #6
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 49
    المواضيع : 8
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    الأديبة الفاضلة
    النص ينتمي إلى ذات النفس ، حتى أن الكلمات رسمت بمشاعر قلبية ، تهذي معها الأفكار ، وتتدفق في خواطر الكيان ، فكان نصاً خاطرياً ، يقدره أهل النثر ، ويحترمه أهل القصة .
    تحيتي

    اقدم لك تحية طيبة من القلب ذاته ، فقد خرجت كلماتي منه ...
    اشمر تقديركم

    شكرا لمرورك .

    __
    رشة قوس قزح

  7. #7

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 49
    المواضيع : 8
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    فاطمة..
    سمو النفس لايعلوه شيء حتى وان دس فيه غصبا خنجر مسموم..
    وهذه الوقفة المتأملة مع النفس هنا داخل اطار الذات والانا اثارت في نوعا من الرؤى التي تبحث كينونة الانا او لنفل النفس
    في الواحد منا، حيث لكل منا نفس ذاقته ويل وجودها واذقناها ويل رضوخنا لامارتها التي لاتخرج عن السوء اذا لم تلقفها القيم..
    وقفتك هذه اثارت الكثير من الاسئلة وهي نفسها الاسئلة التي ترددها النفس مع نفسها..هل كل من صافحت يدي تسيرها النفس هذه كانت تبحث عن وجودها ام عن الكينونة فيها..هل كل من حفروا وودعوا ورتلوا الترانيم والتراتيل والمزامير هنا هم من يعون ماهية النفس التي تواريها الترابي وماهية التي تسكنهم ام انهم اسباح انسان تسكنهم لايعون منها سوى بعض رغباتها التي يخضعون لها دون وعي وادراك لماهية كينونتها ووجودها، انا في خضم هذه التساؤلات بقيت اراقب النص للنهاية فرأيته يمتزج مرة بالاحلام ومرة بالواقع واخرى باللاشيء الكامن في الوجود والخواء الذي يعلوا هذه الوجوه واذا ما امتزجت كل هذه الامور في نفس واحدة غدت نفس لامناص من نهايتها لانها لاتكون في وجودها الا شبح ووهم تائه .
    عذرا ان اجهضت النص..
    محبتي لك
    جوتيار

    الأستاذ الفاضل جوتيار

    اللغة المقعرة ، لا يمكن لها أبدا أن تجهض اللغة الشفافة .
    واللغة المقعرة ، لاتستطيع محاكاة الأجنحة ، والعطر والنسيم !
    أحترم رأيك ، لو كانت لغتك تخلو من الأغلاط في اللغة ونحوها وصرفها .
    أحترمه جدا ،لو جاء مكتوبا بحبر البساطة ، وأبجدية الوضوح .
    لكنني وبكل صراحة ، أعجز عن استيعاب لغة مصابة بالعقم والهلوسة ، لغة تعتمد محبرة عدم الثقة بلغة الآخر ، وعدم الاطمئنان سوى لمراياها .
    ياصديقي :
    النفس طبقات ، كما العقول والمحابر والقلوب !
    نفس تتماهى بالضوء وأخرى بالتراب .
    ونفس تتباهى بالعذوبة ، وأخرى تتماهى في الخشونة واليباس !
    ونفس أمّارة بالسوء ، وأخرى تنهى عنه ، وتجعل الحياة بحد ذاتها سيدة القيم ، والقمم والكرامات .
    أنا قدمت نصّا غاية في البساطة ، لأنه غاية في الصدق ، هذا النص لامس بعض الزملاء ، ووجدوا فيه مايصاهر صفاءهم الداخلي وأحبوه .
    ولربما لم يلامس آخرون ، فمروا بحياد .
    وطبيعي أن لايتفق الجميع على بوح ، مع أن البوح نبض ، والنبض وضوح وعلن ودفء ودفق .
    أنت قدمت رأيك ، وأنا أحترمه كثيرا ، لو أنك كنت تفي الشروط التي ذكرتها في البداية ، لكنك كما دائما ، تقدم المقص على الوردة ، وتبادر قبل المصافحة إلى القطيعة ، وكل هذا يتم باللغة ، واللغة أداة تواصل وجسر طمأنينة وسلام .
    أعتذر لأنني حاولت أن أجيب خطابك بمثله ، مع أنني دائما أقدم العطر على الشوك .
    لكنني بكل بساطة أردت القول : ردك لم يجهض سوى ردك والسلام .

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 49
    المواضيع : 8
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الأخت الفاضلة الأديبة فاطمة اسماعيل
    لقد أعجبت بالنص , وبهذه الطريقة الفلسفية , وهذه الصور الابداعية , بالاضافة الى متانة
    العبارة , وقوة تأثيرها , كان البوح جميلا , ينم عن ملكة أدبية راقية , ولقد حرت في تصنيف
    النص , فهو نص نثري جميل متألق , وفي نفس الوقت يملك ملامح القص , ولكنه لايمتلك
    كل خيوط القص وتقنياته , ولعل هذا ما حدا بالأخ الأديب محمد سامي البوهي , أن ينقله الى
    واحة النثر , ومهما يكن من أمر , فإن النص رائع جدا , وقد اعجبت جدا , بقراءة الأخ الغالي
    الأديب والمفكر الفذ الاستاذ جوتيار تمر , وهذا الغوص النفسي , والتأملات الفلسفية , التي
    جعلتني ألمح أشياء لم أكن لاراها لولا هذه القراءة المتأنية الجميلة .
    وأورد هنا ملمحا قصيا متألقا , ورد في النص :
    " جلست عند قبرها ، اراقب الواحتين _ عينيها_التي اجتمعت فيهما كل امطار السماء .. اراقب المركبتين شفتيها _ اللتين لطالما حلمت بالابحارفيهما في بحر الشعر و الحب ، اتأمل الورود التي هربت من حقولها لتجتمع في حقول خديها ..
    سرحت و سرحت الى ان وصلنا الى المكان ذاته حيث التقينا ، و صلنا الى ابعد من هنا ابعد من الهدوء الى الخيال الى حيث لا احد ..
    اليوم .. ودعت كل احلامي .. لأني لن احلم دون نفسي ... "
    حيث يتجلى المستوى العالي , من اللغة واستخدام الصورة البارعة , والحركة القصية الذكية .
    د. محمد حسن السمان

    د. محمد حسن السمان
    ان النفس عندما تجد طريقها ، يصبح لها معنى اخر ، هو نصي كان التعبير عما حوته هذه النفس فكان نصا صريحا ، واضحا.
    اشكر عمق فهمك لكلماتي ، وأجزم أن كل نص يكون ناقصا ، لايكتمل إلا بقراءة راشدة ومحبة .

  10. #10
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 49
    المواضيع : 8
    الردود : 49
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى بوترعة مشاهدة المشاركة
    عزيزتي فاطمة
    لقد نجحت في حوارك مع ذاتك الموجوعة,,,,, لكلماتك توهج يخترق الرّوح المتشظية
    بين الالم وروعة الحرف
    محبتي

    اختي ضحى
    كلماتك هي النور ، فقد نورت المكان بوجودها ،ووجودك.
    اشكرك على تعليقك
    تحية طيبة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. موت قصة
    بواسطة ياسر عبدالباقي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 07-11-2023, 05:46 PM
  2. موت على موت /يحيى سليمان
    بواسطة يحيى سليمان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 26-07-2010, 09:42 PM
  3. والله أنا من يحتاج الأساتذة هنا لقضية حياة أو موت
    بواسطة عادل نمير في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-01-2009, 10:04 AM
  4. @ موت بلا .. موت @
    بواسطة منى محمود حسان في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-12-2006, 03:39 PM
  5. شـبيـه عـدي صـدام حـسـين ينفي موت عدي
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-12-2003, 05:34 PM