السلام عليكم
فرّق أئمة التفسير وأصول الدّين بين كون الله واحدا وكونه أحدا فقال منهم الطاهر بن عاشور (
" أن الله واحد في إلهيته لا يشاركه فيها غيره إبطالا للشرك الذي عند العرب وللتثليث الذي عند النصارى وللثانوية عند المجوس وللتعدد الذي لا يحصى عند البراهمة. وقد اصطلح أهل العلوم العالية في أصول الدين على جعل وصف أحد لله تعالى وصفا يرمز إلى كمال معنى الوحدة الموصوف بها تعالى وهي وحدة الذات بالتنزه عن الشريك وعن التركيب وعن الحلول ووحدة الصفات بأنها متناهية في كمال حقائقها وآثارها".
وكون الله واحدا في إلهيته واضح من خلال البراهين التي أوردها علماء الأصول ومن قوله تعالى ({لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }الأنبياء22
ونحن لسنا في صدد توضيح الواضح---إلّا أننا نرغب بتوضيح غير الواضح وهو مفهوم الأحدية---فمفهوم الأحديّة تعني أنّ الله ليس مكونا من أجزاء أو أبعاض وإلّا لاحتاج الجزء إلى الجزء ولاحتاج الكلّ إلى الجزء --ولأنّ الإحتياج منفي عن الله فالتجزؤ منفي عنه تبعا لذلك---هذا مع ملاحظة كون مفهوم الأحدية شامل لمفهوم الواحدية.
من هنا فإنّ النصارى يقولون بعبارة الله واحد ولكنهم يجعلونه ثلاثة أجزاء وبذلك ضلّوا وكفروا
---------------------------------------------------------------------------
http://attaweel.net/vb/showthread.php?p=1099#post1099