الرحالة البريطاني عبدالله فيلبي... والكرم الحضرمي
كتب : عمار باطويل
14-5-2009

بدأت رحلته وشد الرحال إلى بنات سبأ وأمهم مأرب بتاريخ 21 مايو من عام 1936م وكان الرجل يتصف في رحلته بالكرم الغيرمحدود والذي تميز به أثناء رحلته إلى شبوة وحضرموت ومأرب وبعض مناطق الجزيرةالعربية
وكان وصف هاري سانت جون فيلبي (عبدالله فيلبي) رائع للصحراء ورجال الصحراء ومناطق الصحراء وكان يجيد القنص حسب ما قراءته في كتابه المسمى (بنات سبأ) وكيف كان يقنص بعض الغزلان ببندقيته الخاصة أثناء رحلته في أرجاء الجزيرة العربية فجمال السرد والوصف يشد القارئ للاستعجال في القراءة صفحة صفحة
فالحديث والكتابة عن تاريخ وماضي بعض المناطق التي عشنا وترعرعنا فيها تجعلنا نتولع بقراءة كل ما يكتب عن ماضيها ولو حتى بجزء بسيط من ماضي هذه المناطق التي عرفناها وعشنا فيها أيام وسنون. فحضرموت أحد المناطق التي عشنا فيها والتي ترنوا إليها قلوبنا يوما بعد يوم وكلما فاح ذكرها على المخيلة نحلم بالرجوع إليها ونسترجع الأنفاس بذكرها فهي غنية بماضيها وحاضرها فمهما كتبنا عن حضرموت فسوف تتيه أقلامنا وسنرجع نعيد الكتابة مرة أخرى إلى مالا نهاية. ماضي لم نعرفه ولم نعايشه بل عشناه بين كلمات واسطر عبدالله فيلبي. فتحدث عن الكثير من المدن في حضرموت وله الكثير من المواقف في هذه المدن الحضرمية وكذلك مع اهل هذه المدن وقد قال عن تريم : تريم هي مركز حضرموت الروحي والثقافي وعن سيئون قال : ولكن فوق الجميع فإن سيئون هي البقعة الأكثر جمالا" في حضرموت. واما عن مسجد المحضار فقد قال المؤلف فيلبي : وهناك مئذنة مسجد المحضار الطويلة المربعة والجميلة التي تمثل مظهرا" معماريا" حقيقيا" يمكن أن تفتخر به المدينة. مصاعب كثيرة واجهت المؤلف أثناء رحلته إلى شبوة وحضرموت ومأرب وبعض المناطق في الجزيرة العربية ولكن عزيمة الرجل قهرت كل هذه المصاعب حتى حقق معظم ما يصبوا إليه من الرحلة من اكتشافات بعض النقوش من التاريخ العريق للمنطقة – وقد وصف الحضارم بالكرم الجم الغير محدود والذي قلمّا يوجد الجزيرةالعربية – فهو أجنبي مسلم أتى من بريطانيا لكي يكتشف أثار وتاريخ جزيرة العرب فكشف أن الحضارم أكرم ناس في الجزيرة حيث أندهش بهذا الكرم الجم ,وهكذا أتى وصفه لأسرة الكاف الكريمة خاصة والحضارم عامة حيث قال : ومرة أخرى أجد نفسي مضطرا" لتكرار شكريوتقديري للسادة آل الكاف ومواطني حضرموت عامة وقد كان كرمهم أمر مثير للاستغراب والدهشة حتى على نطاق الجزيرة العربية نفسها. ففي غيل باوزير قد شده النظر إلى البستان الذي ابُهر به والذي لم يجد له مثيل على الإطلاق في جزيرة العرب وتساءل لماذا لم يستفد الفلاحين من تجربة البستان الذي يشمل على عدة أنواع من أشجارالفاكهة والخضروات بدلا من زراعة التبغ. عبد الله فيلبي رحل عنا في ستينات القرن الماضي ولكن كلماته ورحلته مازالت تقرأ ويتادولها الكثير من محبي معرفة التاريخ , فرحل عنا فيلبي رحمه الله ومازالت كلماته ومؤلفاته يتادولها الناس, ومااجملها من تجربة أخبرتنا عن ماضي لا نعرف عنه إلا كل ما كتب عن هذا الماضي
حوادث كثيرة منها الشيقة والمثيرة ومنها الحزينة قد رسمها لنا فيلبي في كتابه ( بنات سبأ ) الذيأ عجبت به كثيرا كما أعجبني صبره وحزمه في الرحلة الشاقة كما وصفها (بعد أن انقشعت أيام المعاناة القاسية كان المكان مقفرا" موحشا"). فلم يأسف الرجل على مغادرةالمكلا بل تحسر على فراق أهل المكلا ولا يدري كيف يرد لهم الأحسان عندما قال : وخرجنا من المكلا وما أسفت على شيء قدر أسفي على عدم تمكني من رد إحسان وعطف وكرم أهلها الفياض. هذه بعض المواقف من رحلة هاري سانت جون فيلبي ( عبدالله فيلبي ) الرحالة البريطاني التي شملت رحلته الكثير من المناطق في جزيرة العرب ومنها حضرموت والذي قد صور لنا حضرموت بأجمل صورة وهي صورة الكرم والجود الحضرمي الذي لا يضاهيه كرم في أرجاء جزيرتنا المعمورة.