أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: تـحـلـيل أدبي لقـصـيـدة ( الـحـطـَّاب الـيـتـيـم )

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : وهمي
    المشاركات : 546
    المواضيع : 29
    الردود : 546
    المعدل اليومي : 0.10

    تـحـلـيل أدبي لقـصـيـدة ( الـحـطـَّاب الـيـتـيـم )

    تحليل أدبي لقصيدة ( الحطاب اليتيم )


    1
    --في البداية أرجو من المشرفين الأفاضل على هذه الصفحة عدم نقل هذه المقالة إلى قسم النقد حالياً وذلك لصلتها المباشرة بصفحة الشعر الفصيح
    و التساؤلات المتعلقة بقصيدة الحطـَّاب اليتيم .
    حيث كثرت التداولات في الآونة الأخيرة عن حالا ت الغموض والرمز وصعوبة فهم هذه القصيدة وبعض القصائد الأخرى التي نشرتُها على صفحات الواحة ، ولهذا سأقوم بتحليل نموذج شعري من قصائدي هو قصيدة ( الحطاب اليتيم ) عسى أن يدرك بعض القراء و الشعراء الكرام النظام الذي تسير عليه قصيدة الحداثة و رموزها و دلالاتها ، و أؤكد أن هذا هو واحد من الكثير من التحليلات التي يخرج بها المتلقي من القصيدة
    ، لأن الوصول إلى نتائج ما في عالم الفن هو حالة نسبية تتفاوت من شخص لآخر .
    2- القصيدة : ( الـحـطـَّاب الـيـتـيـم )
    حـمـلتُ لـكَ الـريـشَ
    مـن أول الـنـهر حـتـى الــسـرير
    فَطـِرْ يـا بـكـاء
    تـحـب ُّ الـطـعـام جـديـداً
    عـلـى نـارنـا ضـحـكتـان و عـشـب كثـيـر
    يـقـولـون : إنـي ااشـتـعـلـْـتُ
    و صـِحـْتُ بـأعـلـى دمـي :
    حـَطـَبـَاً حـطـبـاً يـا هـواء
    صـبـيٌّ عـريـقٌّ يـطـلُّ .
    يـمـيـنـاً يـسـاراً
    قـلـيـلاً كـثـيـراً نـظـَرْتُ
    أهـذا صـراخـي يـضـج ُّ و يلـعـبُ ؟
    قـد حـلَّ أزراره و تـدلـى
    و هـرْولَ بـيـن الـصـداع و بـيـن الـنـوافـذ ِ
    كـيـف تـعـيـش الـطـيـور بـشـبّـاكـنـا ؟
    و صـراخـيَ يـنـتـف ريـش الـقـصـيـدة حـتـى الـعـظـام
    سـقـَطـْتُ عـلـى إصـبـعي مـن أعـالـي الـضـفـيرةِ
    طـفـلاً لأشـرب
    مـا أضـيـق الـماء
    يـفـتـق كـنـزتـَهُ الـغـيـمُ
    يـبـزغ نـهْـدٌ
    بـِـربِّـكِ كـيـف هــطَـلْـتِ عـلـى دهـشــتـي
    و اخـتـَبـَأْ ت ِ ؟
    فـَكـَكـْتِ حـصـاهـا
    فـصَـفـَّـقَ رأسـي
    نـَضَـجـْتُ
    تـَدلـَّـيْـت ُ من أَََََحَـدِ الـنـوم
    أنـزل عـنْـهُ
    تـعـثــَّرْتُ سـهـواً بـعـيـنـي َّ
    هـا قـدْ أفـقْـتُ
    حـلـَمْـتُ بـأنَّ لـديـكِ فـمـاً طـعْـمُـهُ جـنـتـان
    أ كـُـنْـتِ خـرَجْـتِ هـنـا و هـنـاك
    و ذقـْـتِ الـسـمـاء ؟
    إلـيـْـكِ أنـا عـدْت ُ صـِـفـْـرَ الـمـدى
    أُشـْـبـِهُ الـمـشـْـيَ
    حـائـرة ٌ قـاعـة ُ الـنـحـل ِ فـي ركـبَـتـَيَّ
    دمـي مـنـذ كـان الـهـواء صـغـيراً
    أقـول لـه : أنْ تـعـا ل إلـى الـوقــتِ
    قـُـدَّامُـنـَا أربـعـون وراءً و نـاصـيـة ٌ مـن سـؤال
    تـَـقـَرَّبْـتُ مـن نـهـد قـُـبَّـرةٍ
    فـاسـتـدار الـحـلـيـب ُ و أغـلـقَ فـوَّهـة َ الـنهـد
    أثـقـُبُ دمـعـي و أَمْـرُقُ
    أكْـتـُـمُ أكـْـتـُـم
    تـطـفـو عـلى شـفـتـي ْ الـكـلـمـات
    لـِـقـارعـةِ الـخـبـز حـزنٌ عـتـيق
    3- التحليل
    قبل كل شي ء على القارئ العزيز أن يدرك أن لكل كلمة في شعر الحداثة رموزها و دلالاتها ، و يستطيع المرء بسهولة أن يدرك تلك الرموز استناداً لثقافته الحياتية البسيطة أو المعقدة ، و نبدأ هنا بعنوان القصيدة وهو ( الحـطـَّاب اليتيم ) ؛فماذا يعني هذا العنوان؟ وما علاقته بالقصيدة ؟
    إن عنوان القصيدة ( الحطاب اليتيم ) مأخوذ تماما ً من جوهر الآية الكريمة التي تقول بعد: بسم الله الرحمن الرحيم " لقد خلـَقـْنا الإنسان في كبَد " أي أن الحطاب اليتيم هو الإنسان الذي خلقه الله سبحانه و تعالى على هذه المعمورة ليعيش تقلبات الحياة و تعبها و صعوباتها وهو( يتيم) لأن عليه الرجوع إلى الخالق عز و جل في كل الأمور، و القارئ للقصيدة بتمعن يدرك أن القصيدة ملخص لهذه الحياة و تكثيف لها منذ عملية الولادة و حتى الممات وهذا ما سنقوم بتوضيحه في تحليلنا لمقاطع القصيدة واحدا ً واحداً دون فصلها حيث نبدأ بالمقطع الأول الذي يقول :
    حـمـلتُ لـكَ الـريـشَ
    مـن أول الـنـهر حـتـى الــسـرير
    فَطـِرْ يـا بـكـاء
    تـحـب ُّ الـطـعـام جـديـداً
    عـلـى نـارنـا ضـحـكتـان و عـشـب كثـيـر
    يـقـولـون : إنـي ااشـتـعـلـْـتُ
    و صـِحـْتُ بـأعـلـى دمـي :
    حـَطـَبـَاً حـطـبـاً يـا هـواء
    في هذا المقطع تبدأ عملية ولادة الإنسان ، و بالطبع فإن الطفل في لحظة ولادته يبد أ بالبكاء و إلا فهو مريض ، و هنا يدخل الطفل عالمه الجديد ، وتبدأ البيئة المحيطة باستقباله ، و يبدأ معها التبادل الفطري الحنون الجميل بين الأم و مولودها ، فيعمل حنان الأمومة عملاً جباراً
    لإسعاد القادم الجديد ، وهذا ما يطرحه هذا المقطع ، ولعل عبارة ( حـمـلتُ لـكَ الـريـشَ مـن أول الـنـهر حـتـى الــسـرير فَطـِرْ يـا بـكـاء ) تشير إلى ذلك بوضوح تام ، فالريش يرمز إلى الحرية والطيران و مباهج الحياة كلها ، فالأم حملَتْ لطفلها كل المباهج من قلب هذه الحياة الصعبة ، و من قلب التحديات ، ذلك أن عبارة ( أول النهر) تشير إلى التحديات و الغرق في صعوبات العيش ، و جاءت هذه الأم بمباهج الحياة إلى السرير
    ( مهد الطفولة ) كي تخفف عن ابنها و يطير البكاء ، وهنا تبدأ المواجهة الأولى للطفل مع الحياة مع سؤال الأم الفطري الحنون لابنها ( أتحب الطعام ؟ ) وتجيبه قائلة ( على نارنا ضحكتان و عشب كثير ) ، فكلمة (نارنا ) تعني تماماً حياتنا القاسية التي تحرق الأخضر و اليابس ، وهنا يمكن أن ندرك ( أن الضحكتين و العشب الكثير) أمور ترمز للسعادة التي ستحرقها الحياة ، وتبدأ مسيرة الإنسان ( الطفل ) في هذه الحياة بقوله:
    (يـقـولـون : إنـي ااشـتـعـلـْـتُ ) أي بدأتُ مواجهة َ الحياة ، فالاشتعال هو مواجهة الحياة والاحتراق في خضمها ، و بعد ذلك يأتي الشعور بأن هذا الطفل الإنسان يريد لتنفسه مدداً من الهواء (و صـِحـْتُ بـأعـلـى دمـي : حـَطـَبـَاً حـطـبـاً يـا هـواء ) ، و بذلك هو يريد لحياته الاستمرار ، لأن الهواء و الدم هما الأساس لتلك الحياة ، وهو الآن ينادي الهواء(الحياة )مستغيثا
    ويأتي الجواب في المقطع الثاني :ً
    صـبـيٌّ عـريـقٌّ يـطـلُّ .
    يـمـيـنـاً يـسـاراً
    قـلـيـلاً كـثـيـراً نـظـَرْتُ
    أهـذا صـراخـي يـضـج ُّ و يلـعـبُ ؟
    قـد حـلَّ أزراره و تـدلـى
    و هـرْولَ بـيـن الـصـداع و بـيـن الـنـوافـذ ِ
    كـيـف تـعـيـش الـطـيـور بـشـبّـاكـنـا ؟
    و صـراخـيَ يـنـتـف ريـش الـقـصـيـدة حـتـى الـعـظـام
    وبعد أن استغاث هذا الطفل بالهواء جاءه الجواب معاكساً لآماله في الحياة ، فظهر له ذلك الصبي العتيد العريق وهو ( الصراخ ) ، والمقصود من أن الصراخ صبي أتى للدلالة على قوة ذلك الصراخ وفتوته و أفعاله القوية الجبارة التي سوف تنهك ذلك الإنسان ( الطفل ) ، فراح ذلك الصراخ الذي يرمز لكافة أنواع الإحباط في الحياة يهرول بين قيم الإحباط الممثلة ( بالصداع ) وقيم الحياة الممثلة ( بالنوافذ ) ، و لكن هيهات هيهات فهو مسيطر على كل مجريات الحياة ابتداء من قطـْبها السالب (الصداع ) وانتهاء بقطـْبـِها الموجب ( النوافذ ) ؛ وهنا لابد لهذ الإحباط من لعب دور مدمر في الحياة ، لأنه سيقضي على الحرية و الانطلاق الذي ترمز إليه كلمة ( الطيور ) في عبارة ( كـيـف تـعـيـش الـطـيـور بـشـبّـاكـنـا ؟ و صـراخـيَ يـنـتـف ريـش الـقـصـيـدة حـتـى الـعـظـام ) ، و عندما ينتف هذا الصراخ الريش حتى العظام فإن ذلك يعني أن الإحباط وصل إلى مرحلة مذهلة و مروعة ، وبعد تأتي مرحلة الحلُم أ و مرحلة الحياة الحالمة السعيدة ، حيث تمثل (الأنثى) بأبعادها الروحية وأبعادها الرمزية ( العطاء ، و الخصب ، والحنان) عاملاً مساعداً في توازن الذات ، وهذا ما ظهر في المقطع الثالث :
    سـقـَطـْتُ عـلـى إصـبـعي مـن أعـالـي الـضـفـيرةِ
    طـفـلاً لأشـرب
    مـا أضـيـق الـماء
    يـفـتـق كـنـزتـَهُ الـغـيـمُ
    يـبـزغ نـهْـدٌ
    بـِـربِّـكِ كـيـف هــطَـلْـتِ عـلـى دهـشــتـي
    و اخـتـَبـَأْ ت ِ ؟
    فـَكـَكـْتِ حـصـاهـا
    فـصَـفـَّـقَ رأسـي
    نـَضَـجـْتُ
    تـَدلـَّـيْـت ُ من أَََََحَـدِ الـنـوم
    أنـزل عـنْـهُ
    تـعـثــَّرْتُ سـهـواً بـعـيـنـي َّ
    هـا قـدْ أفـقْـتُ
    حـلـَمْـتُ بـأنَّ لـديـكِ فـمـاً طـعْـمُـهُ جـنـتـان
    أ كـُـنْـتِ خـرَجْـتِ هـنـا و هـنـاك
    و ذقـْـتِ الـسـمـاء ؟
    إن السقوط على الأصابع من الأعالي حالة شديدة الألم ، وذلك بحثاً عن منفذ جميل في هذه الحياة ، ترمز إليه كلمة ( لأشرب ) ، وهذا الشرب سيكون عسيراً بعض الشي ء ( ما أضيق الماء ) ،لذلك لابد من الدخول إلى الشرب و الحياة السعيدة من بوابة الحلم ، وبناء على المقتضيات السابقة ندرك أن السقوط على الأصابع هو سقوط مازوخي ( و المازوخية هو التلذذ بألم الذات ) ؛ إنه السقوط في الحلم اللذيذ ( يبزغ نهد ) إذ لا يرمز النهد إلى حالة حسية تجسيدية بقدر مايرمز إلى المكان المحوري للخصب المتدفق ، ليتخذ بعد ذلك أبعاده الروحية العميقة التي تفاجئنا بها الأنثى(بـِـربِّـكِ كـيـف هــطَـلْـتِ عـلـى دهـشــتـي و اخـتـَبـَأْ ت ِ ؟) وهنا يتساء ل هذا الإنسان سؤال العارف بالأمر تماماً بصورة من الفرح الغامر ،و يبدو أن الحلم الأنثوي كان له تأثير عارم على التوازن عند هذا الإنسان ، فقد عمل ذلك الشعور بالخصب الغزير الذي ترمز إليه الأنثى على خلخلة التوازن لدى إنساننا هذا ويكمن ذلك في العبارات (فـَكـَكـْتِ حـصـاهـا فـصَـفـَّـقَ رأسـي ،نـَضَـجـْتُ ، تـَدلـَّـيْـت ُ من أَََََحَـدِ الـنـوم أنـزل عـنْـهُ ، تـعـثــَّرْتُ سـهـواً بـعـيـنـي ) ، فنحن هنا في حالة من السـكـْر الصوفي ، ذلك أن عبارة ( صفق رأسي ) هي البؤرة الأساس في العبارات
    التي تدل على عدم التوازن الجميل الناتج عن ذلك الحلم .
    لكن الحقيقة المرة تبدأ بالظهور التدريجي مع انتهاء الحلم وبدء حالة الاستيقاظ ، ويعود ذلك الإنسان ليتساءل بعد الحلم متوجها ً إلى الأنثى
    هـا قـدْ أفـقْـتُ
    حـلـَمْـتُ بـأنَّ لـديـكِ فـمـاً طـعْـمُـهُ جـنـتـان
    أ كـُـنْـتِ خـرَجْـتِ هـنـا و هـنـاك
    و ذقـْـتِ الـسـمـاء ؟
    نعم ، إنه الاستفسار قبل الشعور بالمرارة و الاصطدام بأرض الواقع المرير الذي يعبـِّر عنه المقطع الأخير:
    إلـيـْـكِ أنـا عـدْت ُ صـِـفـْـرَ الـمـدى
    أُشـْـبـِهُ الـمـشـْـيَ
    حـائـرة ٌ قـاعـة ُ الـنـحـل ِ فـي ركـبَـتـَيَّ
    دمـي مـنـذ كـان الـهـواء صـغـيراً
    أقـول لـه : أنْ تـعـا ل إلـى الـوقــتِ
    قـُـدَّامُـنـَا أربـعـون وراءً و نـاصـيـة ٌ مـن سـؤال
    تـَـقـَرَّبْـتُ مـن نـهـد قـُـبَّـرةٍ
    فـاسـتـدار الـحـلـيـب ُ و أغـلـقَ فـوَّهـة َ الـنهـد
    أثـقـُبُ دمـعـي و أَمْـرُقُ
    أكْـتـُـمُ أكـْـتـُـم
    تـطـفـو عـلى شـفـتـي ْ الـكـلـمـات
    لـِـقـارعـةِ الـخـبـز حـزنٌ عـتـيق
    و تظهر الحقيقة المظلمة ، وهي أن ذلك الإنسان عاد إلى واقعه المؤلم دون أن يمتلك أدنى رصيد من التفاؤل بالمستقبل ، وتؤكد عبارة ( إلـيـْـكِ أنـا عـدْت ُ صـِـفـْـرَ الـمـدى أُشـْـبـِهُ الـمـشـْـيَ ) ذلك الأمر ، و ما عبارة ( صـِفـْر المدى) سوى ذلك الإحساس بالفراغ المستقبلي و الخوف من المجهول ؛وتتوالى حالات ضياع ذلك الإنسان رويداً رويداً ، وتتجلى أكثر ما تتجلى في عبارة ( حائرة قاعة النحل في ركبتيَّ )، فالنحل يشكل حالة من الخصب الشديد و لكنه ضائع محتار في مفصل من مفاصل الحياة ترمز إليه كلمة ( الركبتين ) ، ثم يأتي تباعاً الدم الضائع ، الدم الذي يمثل الحياة كلها ليظهر على أرض الواقع ضائعاً خارج حسابات الزمن أيضا ً ، فيبقى هذا الإنسان متأخراً عن مواكبة هذه الحياة لقسوتها وكوارثها ويتمثل كل هذا في قولنا :
    دمـي مـنـذ كـان الـهـواء صـغـيراً
    أقـول لـه : أنْ تـعـا ل إلـى الـوقــتِ
    قـُـدَّامُـنـَا أربـعـون وراءً و نـاصـيـة ٌ مـن سـؤال
    و أخيرا تأتي الخاتمة الصاعقة المؤدية إلى الموت و النهاية وذلك في قولنا :
    تـَـقـَرَّبْـتُ مـن نـهـد قـُـبَّـرةٍ
    فـاسـتـدار الـحـلـيـب ُ و أغـلـقَ فـوَّهـة َ الـنهـد
    أثـقـُبُ دمـعـي و أَمْـرُقُ
    أكْـتـُـمُ أكـْـتـُـم
    تـطـفـو عـلى شـفـتـي ْ الـكـلـمـات
    لـِـقـارعـةِ الـخـبـز حـزنٌ عـتـيق
    إن ( القبرة ) في غالب الشعر الحديث لا تحمل معاني محمودة ، فهي ترمز إلى الكثير من الإخفاقات و الجفاف والشر ، وكلما اقترب ذلك الإنسان من مصادر الخير و العطاء(الـحـلـيـب ، الـنهـد ) فإن ذلك العطاء يبتعد عنه و تنغلق الدروب في وجهه ( فـاسـتـدار الـحـلـيـب ُ و أغـلـقَ فـوَّهـة َ الـنهـد )
    و يحاول ذلك الإنسان أن يخرج من حزنه ( أثـقـُبُ دمـعـي و أَمْـرُقُ )
    ذلك أن ثقْب الدمع يعني محاولة الضحك ، غير أن مساعي هذا الإنسان قد باءت بالفشل ، ثم تبدأ مراحل الموت النهائية على حساب الخصب ( الخبز )عبر بوابة الحزن المستديم وذلك ما ترمز إليه عبارة ( لقارعة الخبز حزن عتيق ) .
    نكتفي بهذا القدر المعقول من التحليل لأن القصيدة تحتاج عشرات الصفحات لتحليلها ، وهذا نموذج من الطريق التي فيها تحليل النص الحديث ، و أحب أن أنوه إلى أن هذا التحليل هو واحد من التحليلات الكثيرة التي يستنتجها القراء الكرام و لا عيب في هذا ، لأن إدراك الفن أمر نسبي .
    مودتي د . ماجد قاروط
    [SIGPIC][/SIGPIC]

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد خريص المرحبي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    المشاركات : 118
    المواضيع : 11
    الردود : 118
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    دكتور
    شكرا على القصيدة وشكرا على التوضيح والتحليل وإن كنت غير مطالب التوضيح فالشعر الحديث أنت تعلم أنه يفتح باب التأويل ألخ
    أشكر لك هذا العلم والفن ودمت شاعرا مجيدا
    ابنك

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : وهمي
    المشاركات : 546
    المواضيع : 29
    الردود : 546
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خريص المرحبي مشاهدة المشاركة
    دكتور
    شكرا على القصيدة وشكرا على التوضيح والتحليل وإن كنت غير مطالب التوضيح فالشعر الحديث أنت تعلم أنه يفتح باب التأويل ألخ
    أشكر لك هذا العلم والفن ودمت شاعرا مجيدا
    ابنك
    مع كل الحب والمودة و التقدير
    على هذا الكلام النبيل الجميل
    دمت بخير

  4. #4
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أخي د. ماجد قاروط
    أسعدني جداً قراءة هذا التحليل السريع لقصيدتك الحطاب اليتيم وكنت قد اطلعت على النقاش الدائر في قسم النقد حول جمع ما يبعد جمعه .
    التحليل أخي يلقي ضوءاً على قصيدتك وأسلوبك بشكل عام وهو يجيب عن جانب كبير من التساؤل الذي سبق أن طرحته عليك فيما يتعلق برمزية الصور والألفاظ في قصائدك .
    كما وافق هذا الشرح وذلك الطرح فكرتي التي شكلتها عن سوريالية قصيدة الحداثة لديك ووجوب النظر إليها كلوحة فنية متكاملة غير تقليدية تحمل أكثر من وجه للتفسير ، وهي تمتع بتداخل ألوانها وأشكالها من حيث تبتعد عن المألوف .
    كل ذلك يساعد على تفهم هذا النوع من الشعر وتذوقه بأسلوب مغاير لما هو معتاد . ولكن تبقى هنالك تساؤلات أخرى أطرحها إن شاء الله في صفحتك النقدية .
    أشكرك أخي ماجد وتحيتي الطيبة لك
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : وهمي
    المشاركات : 546
    المواضيع : 29
    الردود : 546
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن لبابيدي مشاهدة المشاركة
    أخي د. ماجد قاروط
    أسعدني جداً قراءة هذا التحليل السريع لقصيدتك الحطاب اليتيم وكنت قد اطلعت على النقاش الدائر في قسم النقد حول جمع ما يبعد جمعه .
    التحليل أخي يلقي ضوءاً على قصيدتك وأسلوبك بشكل عام وهو يجيب عن جانب كبير من التساؤل الذي سبق أن طرحته عليك فيما يتعلق برمزية الصور والألفاظ في قصائدك .
    كما وافق هذا الشرح وذلك الطرح فكرتي التي شكلتها عن سوريالية قصيدة الحداثة لديك ووجوب النظر إليها كلوحة فنية متكاملة غير تقليدية تحمل أكثر من وجه للتفسير ، وهي تمتع بتداخل ألوانها وأشكالها من حيث تبتعد عن المألوف .
    كل ذلك يساعد على تفهم هذا النوع من الشعر وتذوقه بأسلوب مغاير لما هو معتاد . ولكن تبقى هنالك تساؤلات أخرى أطرحها إن شاء الله في صفحتك النقدية .
    أشكرك أخي ماجد وتحيتي الطيبة لك
    الحبيب الغالي مازن لبابيدي
    كل المحبة لهذا الكلام الشفاف الصادق
    ولك احترامي لأنك وسعت دائرة النقد الهادف
    الذي سنواصله معاً

  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : وهمي
    المشاركات : 546
    المواضيع : 29
    الردود : 546
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    يجدر بنا انطلاقاً من الوقفات النقدية الكريمة أن نؤكد أن القصيدة تحتمل وجوها ً متعددة من التحليل ، و هذا لا يسي ء إلى القصيدة بل يضفي عليها غنى ، فكل قارئ لديه رؤيا مختلفة حول النص وهذه الرؤيا ضرورية في عالم الأحكام الفنية النسبي
    دمتم بخير

  7. #7
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور ماجد قاروط مشاهدة المشاركة
    يجدر بنا انطلاقاً من الوقفات النقدية الكريمة أن نؤكد أن القصيدة تحتمل وجوها ً متعددة من التحليل ، و هذا لا يسي ء إلى القصيدة بل يضفي عليها غنى ، فكل قارئ لديه رؤيا مختلفة حول النص وهذه الرؤيا ضرورية في عالم الأحكام الفنية النسبي
    دمتم بخير
    كنت قد قرأت قصيدتك وشاركت فيها وقد أعجبتني بحق ، في أمور كهذه لا نقبل بالمجاملة ونقول ما نشعر به ولكل منا رؤيته وقراءته الخاصة ، وهذا الاقتباس يؤكد حقيقة ما نؤمن به ، وندرك تمامًا أنّنا أمام موهبة فذّة ، وكل ما قاله الإخوة حول القصيدة يزيد من جمالها ونحترم كل الآراء ولا نبخسها حقها .

    أخي الدكتور ماجد قاروط

    يسعدني أن أراك تحلق عاليا في هذا التحليل العميق لقصديتك ، وندرك أيضًا خصوصية إدراجك لها في قسم الشعر الفصيح ، ونحترم رغبتك ونحن في الخدمة دائمًا ، واسمح لي أخي بنقلها الآن إلى مكانها في قسم النقد التطبيقي والدراسات النقدية ولك منا كل الاحترام والتقدير .

    دمت مبدعا.

    كن بخير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : وهمي
    المشاركات : 546
    المواضيع : 29
    الردود : 546
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضي الضميري مشاهدة المشاركة
    كنت قد قرأت قصيدتك وشاركت فيها وقد أعجبتني بحق ، في أمور كهذه لا نقبل بالمجاملة ونقول ما نشعر به ولكل منا رؤيته وقراءته الخاصة ، وهذا الاقتباس يؤكد حقيقة ما نؤمن به ، وندرك تمامًا أنّنا أمام موهبة فذّة ، وكل ما قاله الإخوة حول القصيدة يزيد من جمالها ونحترم كل الآراء ولا نبخسها حقها .
    أخي الدكتور ماجد قاروط
    يسعدني أن أراك تحلق عاليا في هذا التحليل العميق لقصديتك ، وندرك أيضًا خصوصية إدراجك لها في قسم الشعر الفصيح ، ونحترم رغبتك ونحن في الخدمة دائمًا ، واسمح لي أخي بنقلها الآن إلى مكانها في قسم النقد التطبيقي والدراسات النقدية ولك منا كل الاحترام والتقدير .
    دمت مبدعا.
    كن بخير
    الحبيب الغالي راضي الضميري
    تقديري كبير لك
    أيها الرجل الفذ و الاديب الجميل
    دمت بود

  9. #9
    الصورة الرمزية هيثم محمد علي شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 468
    المواضيع : 31
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    أستاذنا الجميل الدكتور ماجد
    تحية لك ولجمال قلمك ورحابة صدرك
    أشكرك استاذي على أنك قد فتحت الباب على مصرعيه
    ولم تكتفي فقط بإهداء المفتاح وذلك ينم عن كرمك وسعة صدرك
    كنت شعرت بها بقلبي وشعوري لم يخطئ كثيراً عما تفضلتم به
    ربما تكونون سبباً لحب ذلك النوع من القصائد
    بورك فيك وفي قلبك وقلمك
    ودي واحترامي وتقديري لك يا أستاذي العزيز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : وهمي
    المشاركات : 546
    المواضيع : 29
    الردود : 546
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم محمد علي مشاهدة المشاركة

    أستاذنا الجميل الدكتور ماجد
    تحية لك ولجمال قلمك ورحابة صدرك
    أشكرك استاذي على أنك قد فتحت الباب على مصرعيه
    ولم تكتفي فقط بإهداء المفتاح وذلك ينم عن كرمك وسعة صدرك
    كنت شعرت بها بقلبي وشعوري لم يخطئ كثيراً عما تفضلتم به
    ربما تكونون سبباً لحب ذلك النوع من القصائد
    بورك فيك وفي قلبك وقلمك
    ودي واحترامي وتقديري لك يا أستاذي العزيز
    الغالي الأديب هيثم محمدعلي
    بارك الله بشعورك و كلامك الجميل
    و أنا على ثقة بقدراتك الفنية العالية
    و على ثقة بالمستقبل إن شاء الله
    مع كل الحب و التقدير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قــصــيــدة ( الـحـطـَّاب الـيـتـيـم )
    بواسطة الدكتور ماجد قاروط في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 25-05-2009, 06:26 AM
  2. لاجئ أدبي 2
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 61
    آخر مشاركة: 26-01-2007, 12:35 PM
  3. إشرَاقَةُ حرف / كتاب إلكتروني أدبيّ فخم هديّة للواحة
    بواسطة نور الجندلي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-05-2006, 09:05 PM
  4. لاجئ أدبي
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 04-04-2006, 02:04 AM
  5. مسـابقة لأجمــل نثر أدبي .
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-12-2004, 07:48 PM