الرابحون والخاسرون في العراق:

السنة الأكراد هم أكبرالرابحين حاليافي العراق.

فمنذأن خرج الشمال من سيطرة المركزبغداد، والأكراد حصلوا على كامل حريتهم بالسيطرة على مناطقهم، تحت الحماية الدولية، وضعف النظام البعثي، الذي كان يعيش أيامه البائسة الأخيرة.

لذلك ساعدإستقرارالمنطقة الكردية للبناء والتنمية، ليسترد المواطن الكردي العراقي بعضا من كرامته وعيشه بسلام وحرية، بعدأن كان مضطهدا ومهددا من قبل نظام الحكم الناقم على كل الشعب العراقي.

وبعدإنهيارالحكم البعثي، ودخول قوات الإحتلال، إستطاع الساسة الأكراد، وبحكم الخبرة التي تعلموها، وإكتسبوها من أن يلعبوالعبة السياسة والحكم جيدا، ليحصلواعلى كامل حقوقهم وأكثرمما كانوا يتوقعون.

ولازالوا يوما بعد يوم يحققون أكبرالمكاسب، حتى صارت المنطقة الكردية الآمنة، منطقة جذب للكفاءات والطاقات العراقية الهاربة من جحيم القتل المنظم، والموقف لمسيرة الحياة في وسط وجنوب البلاد.

وأما الشيعة العراقيين العرب، فهم أكبرالخاسرين، ولازالوا يخسرون يوما بعد يوم، والسبب في كل ذلك كونهم مستهدفين من كل القوى، داخلياوخارجيا. يضاف إلى ذلك عدم وعي المتصدين الشيعة للوضع العراقي وتعقيداته.

الإحتلال لايريدأن تقوم لهم قائمة كشيعة، خوفا من تكرارالتجربة الإيرانية في العراق، ونجاح شيعة لبنان بإستقطاب إنتباه العالم الإسلامي، لماحققوه من إنتصارات في لبنان ضدالكيان الصهيوني، وتصديهم الناجح للمخطط الأمريكي الإسرائيلي.

دول الجوارالعربية السنية، أيضا لايروق لهانجاح الشيعة، في تأسيس أول حكومة ديمقراطية ناجحة في العراق. لأن ذلك سيغيرنظرة شعوبهاللشيعة العرب أولا، وثانياسيحرك عند تلك الشعوب، الشعوربالتحرك للحصول على ماحصل عليه العراقيين، من ديمقراطية وحرية تغييرفي الحكم والحكومة، وإلغاء النظام الشمولي والملكي الذي يسودها.

الجمهورية الإسلامية، وبكل أسف، رغم شيعيتهاوإسلامية حكومتها، تريد الهيمنة والقيادة للمسلمين عامة والشيعة خاصة، ولاترغب للنجف الأشرف، وهومركزالتشيع في العالم، أن يأخذ دوره في القيادة والزعامة.

لذلك تتظاهربالسعي لمساعدة الشيعة العراقيين، وتعلن ذلك، لكن ليس لدرجة التأثيرعلى مصالحها وتطلعاتها في الهيمنة والسيطرة.

والنتيجة من كل ذلك، هوخيبة الأمل عندشيعة العراق، في تطلعهم للحصول على مساندة الحكم الإسلامي الشيعي في إيران.

السنة العراقيين العرب، وبعد أن خسرواسيطرتهم على الحكم في العراق، باتوا يؤمنون إيماناراسخا، بمبدأ لتكن الوقيعة علي وعلى أعدائي، وليحترق العراق بمافيه!!! لذلك شنواحربهم الدموية على الشيعة، بدون تفريق بن حاكم ومحكوم، أوبرئ ومظلوم.

وهكذاوقع الشيعة فريسة سهلة، ولقمة سائغة، لكل تلك القوى الظلامية المستهترة بكل قيمة دينية، ومشاعر إنسانية.

الساسة العراقيين الشيعة، وبعد كل سنين الحرمان والإذلال، من قبل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق، وأخرها نظام حزب البعث الدموي المجرم القاتل، والذي أحرق الحرث والنسل. أسكرتهم فرصة التربع على كرسي الحكم، لينتشوابوضعهم الجديد، غيرآبهين للغالبية الشيعية التي أنتخبتهم، وغيرواعيين بمايدورحولهم، ومايخطط لهم من قبل الدول الكبرى، ودول الجوار، لذلك باتوا يتخبطون في كيفية تصريف أمورهم.

هذاهوواقع الحال، وإلى الله المشتكى.