|
على شجرات الفخر ألقاك بلبلا |
وفي مهمهات الجدب تنساب جدولا |
عزيز تبث الدفء للقلب . موطني .. |
نداؤك وحيٌ في ضميرِي تنزلا |
وماليَ لا أنداح حبا ومنعة |
وقد شئته للقلب في الحب أولا |
لك الروح إن شحوا ببعض وفائهم |
وفيك صحيح الجسم حرا تجندلا |
وما حدت عن دربي إليك وكم أرى |
من الناس عن مسراك عمدا تحولا |
سلاحي إذا لاقيت ، ظهري وموئلي |
بدونك يحيا الفرد في الناس أعزلا |
وأنت غنائي في الصعاب ومن يعش |
بلا وطن باع الضمير وعطلا |
رويدك من مثلي بحبك مولع |
تقاسمه سلك المودات و الغلا ؟ |
فيا يمن الإيمان أهداك عاشق |
بكل حروف الفخر حبا مؤصلا |
ويا موطني أهواك ماء ويابسا |
وأهواك إذ أهواك فردا ومجملا |
يميل ثنائي حين تتلوك أحرفي |
كأن ثنائي فيك قمح تسنبلا |
بمائك أروي الروح من دفقه ضحىً |
وأشبعها عصرا هوى وتغزلا |
نظمتك من خيط الأصيل قلائدا |
وحكتك من ظل الثنيات مخملا |
و من آلة الحسنى تدليت منظرا |
جدارية أبدعتُ فيها التأملا |
أذوب كماء الغيث فيك تولها |
وأنبت غصنا بالثمار محملا |
سلمت من الأعداء حرا مكرما |
تؤوب لك الأرواح طرا لتغسلا |
عجيب ! أتستعديك يا موطني يدٌ |
وخيرك وفاها الجزاء وأجزلا؟ |
و مكنتَها حتى إذا اشتد عودُها |
رمتك بنكران وفاضت تجاهلا |
تجود فيستمرون قبح فعالهم |
وتصفح عنهم ثم يأتون بالبَلا |
وترفعهم كي يرفعوك مكانة |
فيأبون إلا أن يحطوك أسفلا |
عجيب على من أعمل القنص باغيا |
بظهر تولى حمله الدهر مثقِلا ! |
ولكن عزاء أن في الأرض مثلهم |
ففي كل بيت يأخذ الخبث منزلا |
فصبرا جميلا جرحك اليوم نازف |
لأنك يا بعضي ببعضك مبتلى |
ستسقطهم بالسلم والسلم وحده |
سلاح إذا ما سله الشعب كُلّلا |