رقصة لم تكتمل
توكأنا على نداءات القلب المتعبة
لملمنا جراحنا العتيقة
و على رصيف الأمنيات
أودعنا حقائبنا الفارغة
و اشتهينا الرحيل فينا
في ليلة مطرية أعددنا وقودها من صخب الشوق
هنا
ترتطم روحي بأسوار جسدي
نظرت اليك
اتجهت نحوك
وجدت وجهَك ما زال يزرع ناصية العمر
برغبات لا تذبل
و لحظَك يشع منه بريق مغرٍ
استدرجتك بابتسامة خجلى ناعمةٍ
تجلس مرتبكة على شفاهي
راقصت خصر الحنين فيك على صدر الخيال
و تخيلنا وطرنا معا
فكيف يكبل العمر بلا وعدٍ ؟
وكيف نحصي حزن البحر
عندما يلف رحاب المدى كجدائل الغجريات ..؟
و في عمق قصيدة حافية
رتبنا هودجها لأعراس النور
صادرنا الأحلام من جفون المغتسلين
نعسنا أول الغبش
تخيلنا ثانية
كيف يردد اللحن المنسي
كأغنية يدندنها الفلاحون و أرباب الشجن
نسجنا بثوب الرمل
نبضا ..
و قلبين من طين
شرعنا للغيم أبوابا يصاحبها القمر
تخلينا وتخيلنا
أمنيات اللون
بعينيّ
زرقاء اليمامة ... بعيون كسحر السماء ...تمطر منشدة
" اني أرى شجرا من خلفها بشر "
تخيلنا
لحن الغروب يتوعد البحر
الذي أعدم الشمس من رموشها و السماء من خصرها
و طعم السلام , رسمناه فكرة على جدران الفراغ
من دمع طفل يترجرج
كزئبق مشتعل
و دم شهيد متناثر عطر الأجواء مسكا
تخيلنا
كيف يتجرع السؤال ... ماء الخيبات
حين يغرس في رحم الانتظار
و كيف لشجرة الميلاد ... أن تظمئها الذكرى
و تصبح رمادا في مجامر النسيان
توقف المطر
و توقفت رقصتنا
مددنا يدينا في الهواء
التقطنا صمت الخيال
أودعناه الحقائب
و دعناه
و أودعت همسة في أذني
سأكسر شريعة المسافات
فقد انتسبت اليك أكثر .