كأس زلال
يَا عازِفًا لَحْنَ الْخُلودِ عَلَى الدُّنَى،
يَا حَافِظاً هَذا الْوُجود و خَتْمهُ
أَعْطَيْتَنِي كَأْسَ الْحَيَاةِ وَ لَمْ أَزَل..
بِجَمالِهَا أَشْدُو وَ أَعْزِفُهَا بَهَاءً فِي العُلَى
فِي رَفْلِهَا أَلْبَسْتَنِي
أَسْمَى الْحُلَلْ،
كَأْسًا بِهَا أَنْعَشْتَنِي
عَذْبَ الغَرَامِ بِلاَ مَلَلْ
بِرحِيقِهَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ غَفْوَةٍ،
رَكَنَتْ عَلَى قَلْبِي قَدِيمًا فِي الأَزَلْ
فِي غَمْرِهَا أَغْشَيْتَنِي
مكَّنْتَنِي مِنْ سِرّهَا،
وَ رَوَيْتَنِي
مِنْ نَبْعِ جَنَّتِكَ الزَّكيّ وَ سِحْرِهَا
كَأْسًا بِها أَلْهَمْتَنِي،
عِطْرَ الْجَمَالِ مَعَ الدُّرَرْ..
لاَ يُدْرِكُ النَّاسُ ارْتِوَاءً عِنْدَهَا،
لاَ بالنُّهَى..
لا في الْخَيَالْ،
قَدْ رُمْتُها فِي سكْرَةٍ
من غَيْرِ مَا عَبٍّ،
وَ لاَ شَرَهِ انْفِعَالْ
وَ ظَنَنْتُهَا مِنْ عَبْقِهَا
مِثْلَ الرَّحيقِ مَعَ النَّدَى
شَهْداً يَنِزُّ بِهِ عَسَلْ
فِي رَوْضِهَا وَ جِنَانِهَا
يَتَفَتَّحُ الرَّيْحَانُ فِي أشْوَاكِهَا
سِحْرًا جَمِيلاً فِي الْمُقَلْ
مَا كِدْتُ أَعْرِفُ مَا حَقِيقَةُ كَشْفِهَا
حَتَّى سَمَا قَلْبِي بَعِيدًا
وَ ارْتَحَلْ..
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم الناشري
