قصة قصيرة جدا ً - يوم جنائزي آخر

يوم جنائزي آخر

كلكامش المهزوم ، في معركته الوحيدة ( * ).. آثر أن لايرتدي لباسه الملكي.. ولم يطلّ من شرفته العالية ليلقي التحية على من يمر تحت ناصيتها من رعيته المخنثين ..ولم يلحق بموكب من التحق لأداء صلاة الشكر لآنو .
لم يقترب منه أحد من مجلس شيوخه لـيهمس له ، أو يتحدث عن توقيعه لتلك الإتفاقية المهينة .
لم يبحث عن أنكيدو إفتراضي ، أو وحش لغابة خيالية لكي يحاربه .
لم يذهب إلى أي مكان.. و لم يحزن .. ياللهول ،لم يحزن أبدا ..!
كان يومه جنائزياً مُحْبَطاً.. يوم يضم إلى سلسلة انكساراته السابقة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
( * ) - معركة كلكامش الوحيدة : هي المعركة التي أسفرت عن استسلام حاكم دويلة أوروك أمام ( أجا ) ملك كيش بعد فرض جزية اثقلت ميزانية دويلته ، وقد إعتبرها العديد من المؤرخين فاشلة بالقياس العسكري والقيادي.
** من مجموعة ( ما لم تدونه أوروك )

من عاش بين القبور تعود الجنائز
سكنته الانكسارت حتى انكسر
معبرة
كل التقدير

شكرا لروعة ما نثرتماه هنا صديقتاي .. دمتما بألق دائم

الهزائم المتكررة تقتل النفس فلا فائدة لمراسيم البهرجة

شكرا لروعتك صديقتي .. دمت بألق دائم

استحضار تاريخي وإسقاط موفق ، بأسلوب أدبي متألق .

الأديب الأخي مهند التكريتي ، سعدت بقراءة إبداعك .

وأنا كذلك سعدت بإطلالتك العذبة يا صديقي .. دمت بتألق دائم

جلجامش لم يحظ بعشبة الخلود أثناء رحلة بحثه، لكنّه حدّد طرقا أخرى لتخليد ذاته
أمّا جلجامش الجديد فيلوّح بعشبة الفناء التي يزرعها له المغرضون ويساعدهم على ريّها وإنباتها
استحضار رائع للأسطورة
بوركت
تقديري وتحيّتي

مرور جميل أتشرف به صديقتي .. دمت بألق دائم

جلجامش المهزوم ورعية من المخنثين واتفاقية مهينة و ... صلاة شكر

بين جلجامش المهزوم وجلجامش الذي باتت الهزيمة هوايته رفع الكاتب مرايا المواجهة في استدعاء للتاريخ اختير بذكاء لتحقيق إسقاط سياسي دقيق في نص طيب الأسلوب والأداء

دمت بخير أديبنا

تحاياي