تناثر كُلُّ ما كتبته من يدي، و تبعثر، كأوراق تساقطت من شجرةٍ عصفت بها رياح الخريف العاتية. تهاوى جسدي و انهار بثقله على أقرب أريكة. وأصوات صفيرٍ تُدوّي داخل رأسي مصحوبةً بانفجارات لآلام مبرحة. و أعلنت أعصابي احتجاجها فتوتّرت. فقد بلّغني اليأس قِمَّته لمقالة لم يكتب لها أن ترى النّور. لقد عملت ما في وسعي لأجمع معلومات عن المترفين و أرتِّبها في سطور. فاشتكت من ذلك عيناي، وتورَّمت من طول النظر في شاشة توفِّر شتّى المعلومات. باحثة عن عناوين لأشخاص توهموا امتلاكهم الدنيا وأن وقتهم ثمين فبخلوا به و استكثروا علي خمس دقائق للإجابة عن بعض أسئلتي حول حياتهم. فتكبروا و تعنتوا و تجاهلوا........ و عانت رجلي من كثرة السَّير إلى أناس شقيت برفاهيتها، تلك الرفاهية التي جعلت لهم أجنحة حلقوا بها في سماء الغرور. فدخلت في متاهات، و عجزت عن لَمِّ شتات أفكاري، فرفعت راية استسلامي ثم انسحابي.