أما رأيت يوما وطنا يغرق أو يحترق .
رأيت أنا ..
رأيت أرضه ظلماء داكنة ، لا يغير شروق الشمس أو الغروب من لونها .. الناس عليها يشتعلون نارا حامية من منابت شعورهم و حتى أخمص أقدامهم .
و الدماء تغلي في أجوافهم أو تهدر تغلي على الأرض .. تضفي اللوان شيطانية على الأرض الطيبة .
رأيت أمواج البحر هائجة حائرة ؛ مالها من شط ترسو عليها .
انطفئت رائحة الورود و اللوانها .
و سقط النجم و القمر
ذبلت الأشجار في علياءها .
صار كل شيء طعاما سائغا للذئاب و الوحوش و مريدهم .
!!!!!!!!!!!!!
يتملكني شعور بالخيانة
أني أخون الوطن .
ينحني ، يسقط ، يموت أمامي ، و ما أملك سوى أغلال تسحبني من يدي ، من قدمي ، من عنقي ، من أذني ، و حتى من عيني ، و لساني .
يتملكني شعور بالخيانة ؛ لأن الأعداء نجحوا في أن يجعلوني كتلة من الإحباط و الذل و بأني ذرات من تراب إذا ما لامست حذائك نفضتها .
يتملكني إحساس بالخيانة ؛ لأن القلب بعشق الوطن و لا يملك سوى البكاء عليه ، و ما يحي البكاء يوما ميتا .
كنت أظن أني خلقت للوطن !
و أني بالفعل خلقت للوطن .................لكن عاجزة .