أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الحقيقة الضائعة ...........محمد محضار

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد محضار قاص
    تاريخ التسجيل : Nov 2011
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 217
    المواضيع : 84
    الردود : 217
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي الحقيقة الضائعة ...........محمد محضار

    أعشق الحلم ، وأهيم في ملكوته ،اللامحدود..لا يهم إن كانت أحلامي طوباية،أوملامسة لأرض الواقع ،فأرض الواقع ،أولا وأخيرا هي كائنة ودائمة ..هي أحلام إنسان بسيط يتمنى أن تكون له أسرة صغيرة ،وأن يجد فتاة ذات أخلاق عالية، وسلوك مقبول يبني معها صرح بيت سعيد . مقابل كل هذا كان علي أن أعيش الواقع بكل حذفيره وأتكيف مع وضعي المادي والمعنوي وأسطر صفحات حياتي بشكل معقول ..يجعلني إنسانا حقيقيا متصالحا مع نفسه ومع ومحيجه، مؤمنا بصدق قضيته ومدركا لحقيقة وجوده .
    في كل مرة أجدني غير قادر على استيعاب الكم المتجدد من المفاهيم السائدة والمنتشرة بين أفراد المجتمع ، فألجأ إلى عزلة اِختيارية، وخلوة اِحترازيةمع الذات لاستكناه حقيقة الأمر وفهم الواقع بحذفيره .
    عندما التقيت خديجة في معرض الكتاب ، أحسست بتناغم جميل بين فتنة الحلم وجاذبية الواقع واكتشفت أن الحب يمكن أن يطرق باب القلب في أي لحظة دون اِستئذان فيغير الكثير من مجريات الأحداث ..خديجة كانت مجرد فتاة عادية ذات جمال متوسط ، لكن لغتها كانت رقيقة وحانية فيها الكثير من ملامح الدفء ووهج الشوق ،شخصيتها كانت جذابة ومؤثرة بشكل كبير في محيطها.
    كان حديثنا في بداية الأمر عابرا وعاديا، لكنه سرعان ما تطور بشكل سريع ليصبح حديثا ذا شجون ، وتحرك القلب بين الجوانح وسارت خديجة ذات أهمية قصوى في حياتي .لم تكن هي تدرك هذه الحقيقة ،أوتعيها ، بل كانت تظن أن ما يجمعنا هو تلك العدوى الثقافية التي تجمع عادة بين المثقفين وعاشقي الإبداع دون أن يخطر ببالها أن الحب هو وقود الإبداع وأهم حافز له .
    حاولت أن أُلمّحَ لخديجة وأكشف عن دواخل الذات ولواعج الفؤاد، لكنها كانت لا تأخد كلامي على محمل الجد ، وتعتبره لغوا وسقط كلام ليس إلا، تجرأت في لحظة صفو وقلت لها بصوت عال :
    -أحبك
    فردت بابتسامة غامضة ولم تقل شيئا ..قلت :
    -الصمت علامة الرضى
    حملقت بي لحظة ثم زوت مابين حاجبيها وقالت :
    -كم هي جميلة هذه الكلمة لها في الأذن رنين وفي القلب طنين ، لكن هل تحبني كشيء أو كفكرة ، أو كخاطر ؟؟
    نظرت إليها باستغراب وقلت
    -كلامك غامض وسؤالك محيّر
    ابتسمت وهي تضم يديها إلى بعضهما وردت بصوت منفعل :
    -كلامي واضح،وسؤالي أكثر وضوحا ، فالحب لم يكن يوما مجرد كلمة نرددها دون أن ندرك معناها ونحدد أبعادها.
    قاطعتها :
    -أعترف بأنني لم أفهم شيئا
    تابعتْ:
    -الحب ليس لحظة متعة ذهنية أو جسدية سرعان ما تخبو إذا ما اعترضها أول مطب
    همست لها بصوت حاولت أ جعله حميما :
    -أنا مجرد إنسان عادي يبحث عن شريكة لحياته ،وأظنك هذه الشريكة
    ظلت صامتة تحملق بي ، وتابعتُ كلامي :
    -أعرف أن لك فلسفة عميقة في الحياة ، وأن نظرتك للأمور تتجاوز الرتابة القاتلة التي تفرض نفسها ضيفا ثقيلا على عالمنا .
    قاطعتني ضاحكة :
    -ألا تسأل نفسك عن حقيقة وجودي ؟؟
    أمسكت يديها وضغطت عليهما بحنو وقلت :
    -أنت موجودة ، من يستطيع أن يقول العكس؟؟؟
    واصلت كلامها برنة ساخرة:
    -موجودة!!.فسر ذلك؟؟ ربما كنت مجرد فكرة تراود خيالك ، أو خاطر يسكن وجدانك ؟؟
    اعترضت على كلامها قائلا :
    -أنت موجودة وراسخة في الوجود ، "لأنك الحقيقة"
    ردت بصوت مشوب بالشجن
    -أنا الحقيقة الضائعة وستظل تطاردني دون جدوى.
    ضممتها إلى صدري بقوة و أغمضت عيني ثم قلت :
    -أحبك لأنك أنت هي أنا ، وأنا هو أنت
    عندما فتحت عيني كنت وحيدا ، أضم إلى صدري رواية "الحقيقة الضائعة" التي اقتنيتها من معرض الكتاب .
    محمد محضار فبراير 2014
    رب ايتسامة طفل خير من كنوز الدنيا أجمع

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,141
    المواضيع : 318
    الردود : 21141
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    من داخل الحلم الذي تهيم في ملكوته خلقت خديجة فتاة أحلامك
    كما تحب أن تراها.. رقيقة حانية ، شخصيتها جذابة ومؤثرة فأحببتها
    (لكن هل تحبني كشيء أو كفكرة ، أو كخاطر ؟؟ )
    حاولت خديحة جاهدة أن تفسر لك إنها مجرد فكرة تراود خيالك
    أو خاطر يسكن وجدانك ، ولكنك أصررت على إنها الحقيقة
    بينما هى لم تكن إلا الحقيقة الضائعة.
    هل لعابر لهذا العمق وهذا الحس الإنساني إلا أن يقف صامتا
    متأملا تلك اللوحة الجميلة التي أبدعت في نسجها.
    تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأديب الكريم محمد محضار

    نص جميل وكانت قفلته مفاجئة ..
    وصاحب الإبداع يتمسك بالأدب ويعشقه كما يعشق الآخرون محبوباتهم ..
    وكانت الرسالة واضحة من خلال الخاتمة .
    دمت وسلم اليراع ..

    ملاحظة : ربما لم تسعفك لوحة المفاتيح في بعض الكلمات التي احتاجت تدقيقا أديبنا الكريم .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

المواضيع المتشابهه

  1. الفرصة الضائعة ..
    بواسطة عبدالغني خلف الله في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 27-07-2017, 05:00 PM
  2. الكمنجات الضائعة ..قصيدة شعر
    بواسطة عبدالغني خلف الله في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-06-2011, 08:25 AM
  3. القصيدة الضائعة
    بواسطة أنس الحجّار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 23-02-2011, 12:04 AM
  4. الورقة الضائعة
    بواسطة أحمد زكريا منطاوى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-12-2007, 09:26 AM
  5. " صيحاتُ حبي الضائعة "
    بواسطة مصطفى التجاني فلاتة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-11-2007, 06:37 PM